قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو إنه "لا ينبغي على (إسرائيل) المضي قدما في حملتها العسكرية في مدينة رفح الحدودية المكتظة بالسكان دون خطة "موثوقة" لحماية المدنيين"، بحسب البيت الأبيض.
يتفق البيت الأبيض وكيان يهود على تصفية قوى المقاومة وعلى رأسها حركة حماس في غزة، ولا مشكلة لدى كليهما في استمرار الحرب والإبادة والقتل والتدمير وإن تطلب ذلك الهدف اجتياح رفح أو سفك المزيد من الدماء، فدماء المسلمين لا قيمة لها عندهم، ولا تعني لهم ولا لكل الغرب المستعمر شيئا، وما جرى في غزة أسقط كل الشعارات الزائفة التي تغنى بها الغرب وما يسمى بالمجتمع الدولي لعقود!
لكن اختلاف المحاذير لدى أمريكا واتساع مصالحها في بلادنا الإسلامية هو ما تحسب له ألف حساب، فاجتياح رفح وما قد يؤدي له من تهجير أولا ومجزرة كبيرة ثانيا، قد يتسبب في إحراج أمريكا دوليا وله أبعاد تنعكس سلبا على الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية، فلا الدماء ولا الدمار ولا الإبادة هي العوامل التي تؤثر في قرار الاجتياح من عدمه!
والمقاربة التي تحاول أمريكا إيجادها تكمن في كيفية إعادة الصورة القوية لتلك المهشّمة لكيان يهود والردع الذي ترنح وترسيخ وجود هذا الكيان المصطنع في هذا المحيط من أمة باتت تتلمس طريق انعتاقها، دون الإضرار بمصالحها في بلادنا والتي تحرسها المنظومة الاستعمارية من أنظمة وحكام خونة.
وهذا مربط الفرس أيضا في حسابات أمريكا، فهي لا تريد تحركاً لأمة قد يفجّر الغضب المعتمر في قلوب الملايين منها على وقع اجتياح رفح إن تم إقراره، ولا تريد أن ترى منظومة الحكام والعصابات التي تسيطر على بلاد المسلمين تتهاوى تحت أقدام الأمة والمخلصين وأهل القوة فيها على وقع المذابح والإبادة والتهجير في حال تم اجتياح رفح لا سمح الله.
فالأنظمة والحكام في بلاد المسلمين اصطفوا بشكل صارخ في هذه المعركة مع أعداء الأمة الإسلامية وانخرطوا في حصار غزة وأهلها ودعم كيان يهود وإمداده بشرايين الحياة، وما تهديد النظام المصري بإلغاء معاهدة كامب ديفيد إلا جزء من السياسة الأمريكية الضاغطة على كيان يهود لترشيد سلوكه السياسي ومنعه من التهور وإلحاق الضرر بأمريكا ومصالحها وبنفسه أيضا.
والأمة باتت ترى حجم الخيانة والتضليل وأن الحكام يقفون في صف أمريكا وكيان يهود ويمنعونها من نصرة إخوانهم المحاصرين الجوعى المكلومين في غزة. وقد آن لأهل القوة والمنعة وقادة الجند المخلصين وكل قوى الأمة الحية أن يتحركوا من فورهم لمنع هذه الإبادة والتهجير، ونصرة إخوانهم في غزة وأن يدوسوا في طريق نصرتهم كل الخونة والعملاء الذين كبلوا الأمة عقوداً فيستعيدوا سلطان الأمة المسلوب ويقيموها خلافة على منهاج النبوة توقف اجتياح رفح كما أوقفت اجتياح المغول في معركة كمعركة عين جالوت التي كانت أيضا على ثرى هذه الأرض المباركة.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
رأيك في الموضوع