أكد وزير الخارجية الأمريكي أن المسار الأفضل والوحيد لحل أزمة الشرق الأوسط هو حل الدولتين، من خلال مفاوضات سلمية. وقال إن بلاده ستواصل إجراء مناقشات مع الشركاء في المنطقة وخارجها حول ما يجب أن يتبع الحرب في غزة.
تواصل أمريكا التشبث بوهم حل الدولتين الذي يعطي جل الأرض المباركة لكيان يهود المترنح على وقع ضربات المجاهدين الأبطال في غزة، مقابل كيان أمني هزيل وظيفته حراسة كيان يهود وقمع أهل فلسطين والتنكيل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بهم.
وتبقى خيارات أمريكا في طرحها لهذا الحل العقيم الذي لا وجود له على أرض الواقع في ظل قضم كيان يهود لجل الأرض المباركة والأحلام التي تراوده في تهجير ما تبقى من أهل فلسطين، تبقى خيارات أمريكا محدودة الأفق في التعاطي مع قضية أرض مباركة لا تهدأ ولا تسكن، وتضطرب تحت أقدام المحتلين ومن يقف وراءهم من المستعمرين والحكام الخونة في كل لحظة.
فمعركة طوفان الأقصى بددت أوهام التطبيع والتعايش مع هذا الكيان الغاصب وأرجعت القضية لحالتها الطبيعية؛ حالة العداء لهذا الكيان مع أهل فلسطين بل مع الأمة كلها التي تتشرف لاقتلاع هذا الكيان من جذوره!
وإن هذا التشوق لاقتلاع هذا الكيان وتحرير الأرض المباركة وهذه الحالة التي تعصف بكيان يهود وكل منظومة الاستعمار التي غرست في بلادنا لحماية هذه القاعدة للغرب والتي تمثلها الأنظمة العميلة له، كل ذلك يجعل من المحتم على أمريكا التدخل للحفاظ على قاعدتها العسكرية في بلادنا وعلى الأنظمة التابعة لها التي تحفظ مصالحها وتمكنها من استعمار بلاد المسلمين ونهب ثرواتهم!
ويأتي وَهْم حل الدولتين الأمريكي في هذا السياق الذي تريد فيه أمريكا ضمان مصالحها في بقاء الأنظمة العميلة لها وضمان تثبيت كيان يهود المترنح الهش، فلا أمريكا تستطيع دمج هذا الكيان غصبا عن الأمة ولا كيان يهود يستطيع تهجير أهل فلسطين دون خلخلة الأنظمة العميلة لأمريكا وخوفا من تحرك الأمة وصحوتها في لحظة من لحظات المذابح المستمرة، فكان حل الدولتين ولو اسما هو المنفذ الوحيد للتعاطي مع هذه القضية المعقدة!
قضية معقدة لأنها قضية الإسلام والأمة وقضية الجغرافيا والثروات، قضية لن تستطيع أمريكا وأذنابها وأشياعها أن تحلها. وقد حاولت هي وغيرها عبر عقود من متاهات ما يسمى السلام والاتفاقيات التي لم تُسكن هذه القضية أو تمنع الطوفان القادم!
وطوفان الأقصى جاء بدوره ليضع الكل أمام الحقائق السياسية التي تفضي إلى حتمية تحرير هذه الأرض المباركة، وإلى أن الأمة الإسلامية لن ترضى يوما باقتسامها مع كيان يهود وأنها لن تكل ولن تمل حتى تحررها من بحرها لنهرها كما حررها صلاح الدين من قبل!
لقد آن لقادة الجند وكل المخلصين في جيوش الأمة أن يتحركوا لنجدة أهلهم المحاصرين في غزة، ليسطروا حطين أو عين جالوت جديدة، وأن يقتنصوا هذه الفرصة للانقلاب على الحكام الخونة العملاء لأمريكا ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة، ويحرروا فلسطين ويقتلعوا كل المستعمرين وأذنابهم من بلادنا؛ فهنا في الأرض المباركة كسر الصليبيون، وهنا هزم المغول، فلتكن الأرض المباركة اليوم أيضا معركة التحرير والتحرر، معركة حطين جديدة.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
رأيك في الموضوع