تحدثنا في المقال السابق عن خوف ورفض يهود لتولي الشعب في الأردن الحكم حقيقة، وذلك يعود إلى طبيعة الشعب في الأردن كونه جزءا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية العظيمة التي تنظر إلى العلاقة مع يهود من زاوية العقيدة الإسلامية، وهو يعلم حجم التكبيل التي يمارسه النظام ضده خشية انفلاته على كيان يهود، وهو يعلم أن السياسات ترسم من النظام وتعقد الاتفاقيات بأمر منه بعيدا عن مشاورته في الرأي والحكم، وما الحكومات ومجالس النواب إلا أكذوبة يمارسها النظام ضد الناس... وسأذكر هنا موقفين على كثرة المواقف لدى هذا الشعب الأصيل:
الأول ما نقلته الجزيرة عن أحد أبطال الأردن والذي يمثل حقيقة الشعب في الأردن وهو سالم جرادات ابن مدينة الكرك في جنوب الأردن، حيث ذكرت الجزيرة الخبر التالي:
(وقال المواطن سالم الجرادات - الذي يملك بقالة في البلدة، للجزيرة نت - إنه فوجئ عصر الأحد بوجود وفد مكون من يهود رجالا ونساء كانوا يلبسون لبس المتدينين اليهود ويرخون جدائلهم، مما دفعه لإلقاء حذائه باتجاههم. وأضاف "تجمع أهل البلدة فورا حول الوفد وألقوا عليهم الأحذية والحجارة، وقاموا بطردهم من البلدة على الفور". وعلق الجرادات على ذلك قائلا "الشعب الأردني لا يقبل أن يدخل اليهود إلى وطنه، ومعاهدة وادي عربة بين الأردن والكيان الصهيوني لا تمثلنا". واعتبر أنه لا يجوز السماح لمن يحتلون فلسطين ويدنسون المقدسات بالتجول بحرية في الأردن، وأشار إلى أن مواطني البلدة تجمعوا مساء في بقالته وقاموا بتثمين ما قام به، وتعاهدوا على منع اليهود من العودة إلى بلدتهم).
وذكرت وكالة جراسا:
(ونوه جرادات خلال مؤتمر صحفي في النقابات المهنية اليوم أن اتفاقية وادي عربة "لا تساوي ثمن الحذاء الذي ضرب به اليهود الصهاينة الذين انتهكوا الأرض والعرض". وعرض جرادات في المؤتمر الذي حمل عنوان "أحذية كركية على وجوه صهيونية" فردة من حذائه الذي ألقاه على الصهاينة والذي أصاب ثلاثة منهم، وقال إن الفردة الأخرى بقيت هدية تذكارية لدى الصهاينة حتى "يتذكروا بأن في الكرك والطفيلة ومعان رجالاً وفي كل مكان يوجد به أحرار").
والمثال الآخر من شمال الأردن من موقف عشيرة عبيدات التي تبرأت من ابنها الذي قبل على نفسه أن يكون سفيرا للنظام عند كيان يهود، فأعلنت البراءة منه، حيث ورد في الخبر عن الاجتماع: (في الاجتماع الواقع في كفرسوم مساء يوم السبت الموافق 29/9/2012 تدارس المجتمعون من أبناء عشيرة العبيدات من بلدات العشيرة كافة موضوع تعيين المذكور في موقع سفير الحكومة الأردنية لدى الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، وقد أعلنت عشيرة العبيدات براءتها من ابنها المدعو "خالد عبيدات" لقبوله مؤخرا التعيين سفيرا لدى "تل أبيب"، وأصدر وجهاء العشيرة بيانا قالوا فيه "إن من يقبل أن يتولى هذا الموقع، ويضع يده بيد من اغتصب الأرض، وقتل أبناء فلسطين وشردهم، واستباح المقدسات الإسلامية، فقد تجاوز جميع المحرمات والخطوط الحمراء، وفي ذلك إساءة بالغة لأمته ولعشيرته التي تتبرأ منه ومن أمثاله").
وتعتز الكثير من العشائر في الأردن بأسماء أبنائها الذين قضوا شهداء على ثرى فلسطين، وهو نيشان على صدورهم إلى يوم القيامة.
بقلم: الأستاذ المعتصم بالله (أبو دجانة)
رأيك في الموضوع