في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الصراع بين الدولة الهندوسية والأمة الإسلامية على إحدى جبهات المواجهة بين الطرفين في كشمير، بعد إلغاء الهند الحالة الخاصة في كشمير، في هذا الوقت يتجاهل حكام المسلمين هذه الجبهة الساخنة والجرح الدامي للأمة ويقدمون على خيانات جديدة، لله ولرسوله ولدماء المسلمين التي سالت أنهارا على مدار أكثر من سبعة عقود من الزمن في كشمير، فذلك ابن زايد يكرّم جزار غوجرات (مودي) بوسام إماراتي رفيع، في تأكيد منه على أن حكومة الإمارات التي نصبها الاستعمار الإنجليزي، هي ملة واحدة مع عبدة البقر في الهند لوجود المشترك الواحد، وهو السيد الإنجليزي، وفي محاولة منه لرشوة مودي وحزبه "بهارتيا جاناتا" الذي استمالته أمريكا لصفها.
ومثال آخر على خيانة حكام المسلمين لدماء المسلمين في كشمير، موافقة حكومة حسينة الخائنة على السماح للهند بتوسيع مطار أجارتالا الهندي في الأراضي البنغالية. حيث قبلت وزارة الخارجية البنغالية هذا الاقتراح الهندي "بشكل إيجابي"، وتنسق الوزارة الآن مع الهند طريقة التنفيذ. ولتبرير هذه الخيانة التي لا تخفى حتى على رموز النظام البنغالي نفسه، برر وزير الخارجية البنغالي شهيد الحق، الذي كان يعمل كأنه بوق هندي، قال "إن مطار جنيف الدولي يقع جزءا منه في سويسرا والجزء الآخر في فرنسا!" وهذا التصريح يعكس حقيقة التزام حكامنا الخونة بأنهم ملتزمون بالفعل بالتنازل عن بلادنا لأكثر الدول عداوة للإسلام والمسلمين، وهم يحاولون تبرير ذلك من خلال بعض المرتشين من السياسيين.
وللمفارقة فإنه عندما تواجه بنغلادش فيضانات مدمرة للمحاصيل الزراعية والبيوت، بسبب تدفق المياه من الأنهار الهندية عبر السدود التي تقيمها الهند عليها وتقوم بفتحها كلما زاد منسوب المياه فيها،فتحدث فيضانات في بنغلادش،تتجاهل حكومة حسينة هذه الكارثة وتكافئ الهند بتسليم أراضي الأمة إلى هذه الدولة المشركة الكافرة، وهذه ليست الخيانة الوحيدة لحكام بنغلادش، بل هو نهج الخونة في القيادة السياسية في خيانة المسلمين في بنغلادش من خلال العمل مع الهند، وهي الدولة المحاربة التي تبذل قصارى جهدها لفرض هيمنتها الكاملة على بنغلادش، من خلال الهيمنة على قطاعات الموارد الاستراتيجية مثل الطاقة والموانئ وقطاعات الدفاع الحيوية والاقتصادية والعسكرية، وتسعى لذلك من خلال التعاون الوثيق مع حكومة حسينة وإبرام العقود الفاسدة المجحفة بحق بنغلادش وأهلها لصالح الهند ولصالح فرض سيطرتها وهيمنتها على هذه القطاعات المهمة، وقد كفل نظام البيع هذا تغلغلاً هندياً عميقاً وسيطرة له علينا، وهو دائماً حريص على تضليل أهل بنغلادش بعرض خياناته وخدمته للمصالح الهندية بأنها "مصلحة وطنية" لبنغلادش!
إنّ خطورة مشروع توسيع مطار أجارتالا قادم من زاويتين؛ الأولى وهي أن التعاون والتهاون مع الدول المحاربة لا يجوز وفي ذلك غضب من الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز عقد أي اتفاقات أو معاهدات بين الأمة الإسلامية والدول المحاربة إلا ما كانت على سبيل الاضطرار، وحتى حينها، فإنها تجوز بحدها الأدنى، الحد الذي يمنع العدو من النيل من الأمة بطريقة أو بأخرى، ومن باب أولى فإنه لا يجوز إبرام معاهدات حسن جوار واحترام الحدود الفاصلة والمعاهدات العسكرية والثقافية...الخ، فكيف بمنح العدو مزيدا من الأراضي الإسلامية ليقيم عليها مطارا يتقوى به علينا؟! فالأصل في علاقة الأمة الإسلامية مع الدول المحاربة هو وجود حالة الحرب والجهاد، قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، والزاوية الثانية وهي أن المطارات تعتبر نقاطاً أمنية حساسة وهي قواعد عسكرية تستخدمها الدول عند الحاجة كمطارات وقواعد عسكرية تنطلق منها الطائرات الحربية متوجهة إلى العدو، وفي هذه الحالة فإن توسيع مطار أجارتالا في الأراضي البنغالية هو غباء سياسي وعقم في التفكير الاستراتيجي عند النظام في بنغلادش وعند حكومة حسينة، ولكن التفسير الوحيد لهذا العقم في التفكير هو ما ذكرناه آنفا، من أن حكومة حسينة والنظام الهندي منبتهما الجحر الإنجليزي الواحد، وهما لا يعتبران نفسيهما أعداء، بل عدوهم المشترك الوحيد هو الأمة الإسلامية وهما يعملان معا لسحق الأمة والهيمنة عليها، فالنظام المشرك في دلهي والنظام العلماني في دكا أولياء ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.
إن أهل بنغلادش لن يقبلوا أبداً بهذه الصفقة المدمرة مع الهند، كما لم يقبلوا أبداً بأي من الصفقات السابقة مع هذه الدولة المشركة، ولن ينسوا أبداً الحروب التي شنتها الهند ضد المسلمين على جبهات عديدة لأكثر من خمسين عاماً، كما أنهم يدركون جيداً تاريخ هذا النظام البنغالي ورأسه الشيخة حسينة، التي تربت ورضعت من حليب الكره الهندي بعد نفيها إليها في أعقاب مقتل أبيها مجيب الرحمن والانقلاب عليه، ولن ينسى أهل بنغلادش عمليات القتل التي تقوم بها قوات حرس الحدود الهندية في المناطق الحدودية، وتدمير أنهارنا وسبل عيشنا بواسطة سدود فاراكا وتيميموخ الهندية، والاحتلال الوحشي لكشمير ومذبحة غوجارات، فهذه الجرائم وغيرها تؤكد للمسلمين المؤكد عندهم عقائديا، المتمثل بقول الله U: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾. لذلك فإن هذه الصفقة غير قابلة للتفاوض، وهي محرمة، وهي تجعل للكافرين علينا سبيلا، يقول الله U: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
رأيك في الموضوع