(قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الخليج العربي تيموثي لندركينج - في تصريح لقناة الحرة الأمريكية ليلة الثلاثاء - إن واشنطن حريصة على رؤية تحقيق نتائج من جولة المشاورات المقبلة التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث في الخامس والسادس من أيلول/سبتمبر المقبل، مؤكدا أن واشنطن تقف - بقوة - وراء جهود المبعوث الأممي. (المشهد). فيما أكد السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، على وجود علاقة بين حكومته والحوثيين مؤكداً عدم وجود أي حالة عداء بين الجانبين. ونفى السفير، في مؤتمر صحفي عقده في مصر، أن يكون هناك أي عداء لدى الحكومة الأمريكية تجاه الحوثيين، قائلاً "بالرغم من الشعارات العدائية التي يطلقها الحوثيون ضد الولايات المتحدة فليس لدينا أي عداء ضد هذه الجماعة"، وأردف "وللأسف هناك عناصر في قيادة الجماعة تخضع للنفوذ الإيراني وهذه ليست جاهزة للانخراط في مفاوضات السلام". وأضاف: "نحن على تواصل مع الحوثيين، وقد ساعد على هذا وجود انقسامات وتباين كبير في الرؤى داخل الجماعة، وأعتقد أن هناك عناصر داخل الجماعة جاهزة لانتهاج السياسة بدل العنف كوسيلة لتحقيق مكاسبها".
لقد اتضحت الصورة بأن الحوثيين إنما هم أداة من أدوات أمريكا حالهم كحال نظام إيران الذي صدّر لهم شعار "الموت لأمريكا"، لكنه افتضح بأنه مجرد شعار خادع للأمة الإسلامية، فأمريكا لم تدرج الحوثيين ضمن قائمة (الإرهاب)، وهي من تضفي عليهم مشروعية ومظلومية بحجة أنهم فئة صغيرة كما صرح بذلك وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في الرياض، وقال "إن الحوثيين (أقلية) يجب أن يشاركوا في حكم اليمن"، ثم إن تصريحات السفير الأمريكي الأخيرة هذه توجه رسالة إلى الحوثيين مفادها أن عليكم أن تتركوا إيران، وذلك يتناسب مع سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب الرامية لتحجيم الدور الإيراني في المنطقة وبخاصة في اليمن وإعطاء دور في المقابل للسعودية عميلتها التي تضخ لها المليارات من الدولارات وتحقق مصالحها بشكل أفضل من إيران الملطخة أيديها بدماء المسلمين والتي تزرع الفتن الطائفية، ولو أنها تشترك مع السعودية في كونهما يقومان بالجرائم نفسها لكن النظام السعودي يقوم بذلك بشكل أقل وتحت مبررات مقبولة في نظر دول العالم.
لن يستطيع الحوثيون الرد على تصريحات السفير الأمريكي التي تفضحهم خاصة وقد بان للكثير من أهل اليمن والعالم الإسلامي أن أمريكا تعرقل العمليات العسكرية التي يقوم بها أتباع الإنجليز كالإمارات وقوات الرئيس هادي للسيطرة على الحديدة، وقد أظهرت أمريكا والأمم المتحدة التباكي لمنع ذلك متعذرة بالجوانب الإنسانية والخطر على المدنيين وهي من تقتل أطفال سوريا على يد عميلها في الشام بشار المجرم ومعه روسيا وإيران تارةً بالغازات السامة وتارةً بالبراميل المتفجرة وأخرى بغيرها من الأسلحة المحرمة!!
إن أمريكا التي تدعم الحوثيين في اليمن تسعى لإنقاذهم خاصةً مع تزايد اشتعال الجبهات ضدهم في مناطق عدة منها جبهة مران في صعدة معقل الحوثية، وقد سبق أن صرح المبعوث الأممي غريفيث بما يفيد بأن الحوثيين لن يعرقلوا المفاوضات المقبلة بل هم يعاتبونه على تأخر البدء بتلك المفاوضات، وهذا الحرص من أمريكا لإيقاف تقدم الإمارات والقوات التابعة لها ولشرعية عبد ربه هادي نحو مدينة الحديدة والسيطرة عليها كل ذلك ليس حرصاً - كما تعلنه أمريكا - على المدنيين والأبرياء بل هو حرص على عدم خنق الحوثيين ومنع تعرضهم لضربة قاضية، في الوقت نفسه تسعى أمريكا لتسليم ملف اليمن لعميلتها السعودية وتحجيم دور إيران في المنطقة ومنها اليمن، مما يعني أن تكون الضغوطات العسكرية والاقتصادية ضد الحوثيين إنما هي لجلبهم لطاولة المفاوضات، وقد صمتت عنها أمريكا كونها أخذت تطمينات من الإمارات التي تقود معركة الساحل الغربي على أن يكون الهدف من ذلك التصعيد هو جلب الحوثيين للمفاوضات وليس من أجل الحسم العسكري ضدهم، وقد صار واضحاً أنه كلما اشتدت الضربات ضد الحوثيين زاد صراخ الحوثيين ضد أمريكا وتحميلها مسئولية ذلك في ما يشبه نداء الاستغاثة بها وذلك يفهمه السياسي اللبيب.
زد على ذلك أن الحوثيين يعملون لتهديد الملاحة في البحر الأحمر ويفعلون ذلك لاستجلاب دول العالم لتوجه أبصارها نحو اليمن والمسارعة في حل الأزمة فيه.
إن مصير الظلم والظالمين إلى زوال وإن الله لا يحب الفساد، وعلى أهل اليمن أن يعوا على مخططات أمريكا وبريطانيا في اليمن، كما أن عليهم أن يعملوا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي الجُنة والدرع الحصين والمنقذة لهم من مكر الكفار المستعمرين وهي المطبقة لدينهم في واقع الحياة ليحققوا بها السعادة في الدنيا والفوز بالآخرة، وإننا في حزب التحرير نحذر أهلنا في اليمن من الركون للحلول الغربية التي لا تطفئ نار الحرب إلى الأبد، بل هي حلول ترقيعية استعمارية تحمل في طياتها الأزمات والمشاكل فوق أنها ترهن البلاد للوصاية الغربية وفوق ذلك كله هي تحاكم إلى الطاغوت الذي أمر الله باجتنابه والكفر به.
بقلم: الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي
رأيك في الموضوع