أعلن المتحدث باسم ألوية ما يسمى بحراس الجمهورية المدعومة من الإمارات، العقيد الركن صادق دويد أن القوات المشتركة أصبحت على بعد ثمانية عشر كيلو مترا فقط جنوبي مدينة الحديدة.
جاء ذلك في تصريح أدلی به لقناة سكاي نيوز عربية في ضوء الانتصارات الكبيرة المتتالية والتقدم الميداني المتواصل والسريع الذي تحققه القوات المشتركة المدعومة من قبل التحالف وخاصة الإمارات ممثلة بقوات ألوية حراس الجمهورية والعمالقة والمقاومة التهامية.
ومع أن هناك ضغوطاً أمريكية على دولة الإمارات لتخفيف التصعيد ضد الحوثيين وخنقهم بالسيطرة على ميناء الحديدة فلا زالت الإمارات والقوات المدعومة من قبلها تتقدم نحو الحديدة الميناء المهم وشريان الحياة بالنسبة للحوثيين، (فقد دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة قبل الماضية، إلى تجنب التصعيد في اليمن والعمل على الحوار. جاء ذلك خلال لقاء بومبيو بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيتس، في العاصمة واشنطن. وأفاد بيان للخارجية الأمريكية، أن بومبيو شكر غريفيتس، على تفانيه في تجديد مباحثات السلام بين جميع أطراف الصراع في اليمن، وجدد التزامه بدعم المبعوث الأممي إلى اليمن، كما حثّ الشركاء الدوليين على القيام بالمثل. وشدّد الجانبان على الحاجة الملحة إلى تجنب التصعيد والعمل على الحوار، وعبروا عن أملهما في أن تتمكن جميع الأطراف من التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يحقق السلام والازدهار والأمن في اليمن).
وقد زادت هذه الضغوط على دولة الإمارات من قبل أمريكا وسياسيين في البنتاغون حيث أكدت وكالة أسوشييتدبرس الأمريكية في تحقيق صحفي وجود 18 سجنا سريا تديرها الإمارات وحلفاؤها جنوبي اليمن، وأن ما يقرب من 2000 يمني اختفوا في السجون حيث كانت أساليب التعذيب القاسية هي القاعدة الرئيسة، بما في ذلك أسلوب "الشواء" حيث يتم ربط الضحية بعمود ويقلب على النار بشكل دائري مثل الشواء.
وأوضحت الوكالة أن مجلس النواب الأمريكي "الكونغرس" دعا للتحقيق في انخراط أي موظفين أمريكيين في عمليات التعذيب باليمن، كما دعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إلى التحقيق في عمليات التعذيب بسجون الإمارات باليمن.
وقال تقرير أعده فريق من خبراء الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير، إن قوات الإمارات في اليمن هي المسؤولة عن أعمال التعذيب التي شملت الضرب والصعق بالكهرباء، والحرمان من العلاج الطبي، والعنف الجنسي، مبينا الدور الدقيق الذي يلعبه أفراد أمريكيين من وزارة الدفاع أو وكالة المخابرات المركزية في هذه الاستجوابات ليس واضحا.
وتحدثت الوكالة عن مسؤولين في "البنتاغون" قالوا إن القوات الأمريكية تشارك في استجواب المعتقلين في مواقع باليمن، وتزود الآخرين بالأسئلة، وتتلقى نسخاً من التحقيقات من الحلفاء الإماراتيين.
أما الضغوط الأمريكية الأخرى على دولة الإمارات فهي تلك التي تقوم بها السعودية للحيلولة دون استئثار الإمارات عميلة الإنجليز بجزيرة سقطرى اليمنية حيث إن الأزمة السياسية نشبت بين ما يسمى حكومة الشرعية ودولة الإمارات على إثر زيارة رئيس وزراء الشرعية الموالية لهادي إلى الجزيرة وبعد يومين من الزيارة قامت دولة الإمارات بجلب قوة عسكرية وأسلحة للجزيرة، ومن الواضح أن هذه الأزمة على الجزيرة هي أزمة صراع بين السعودية والإمارات ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا حيث قامت السعودية بالضغط على هادي وحكومته ليدين تدخل الإمارات واتخاذها تلك الإجراءات في الجزيرة وأصدرت حكومة هادي بيانها ضد الإمارات فيما الأحزاب السياسية الموالية لهادي أصدرت بياناً هددت فيه برفع شكوى ضد الإمارات لمجلس الأمن مؤكدة أن الرئيس هادي إنما استعان بالسعودية لتعيد شرعيته ولم يستعن بالإمارات حينها، وقد أخمدت هذه الأزمة بتواجد قوات سعودية في الجزيرة التي تتظاهر أنها وسيطة في حل الأزمة.
إن ضغوط عملاء الإنجليز خاصة من تدعمهم دولة الإمارات على مليشيات الحوثيين للسيطرة على ميناء الحديدة هي ضغوط جدية خاصة مع تعنت الحوثيين ومراوغاتهم ولربما تكلل بالنجاح في الأيام المقبلة للضغط على الحوثيين لقبول الحل السياسي خاصة مع تزامن ذلك مع ما تريده أمريكا من تحجيم لدور إيران في المنطقة ومنها اليمن وإعطاء ملف اليمن لعميلتها السعودية التي ستعمل لإشراك الحوثيين في الحل السياسي المرتقب حسب ما سيطرحه المبعوث الأممي الجديد لليمن في الأيام المقبلة، ويبدو أن الضغوط الأمريكية على الإمارات هي إنذار أمريكي للإمارات بعدم تجاوز الخطوط الحمر ضد المصالح الأمريكية في اليمن وأنها ربما تتعرض للطرد من التحالف إذا فعلت ذلك خاصة أن الإمارات حاولت ترضية أمريكا بمكافحتها لـ(الإرهاب) ومحاربتها للإسلام ودعمها للعلمانيين ولا تجرؤ كما هي سيدتها بريطانيا على مواجهة أمريكا وتهديد مصالحها علناً وبشكل متحدٍ سافر، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
إن الصراع في اليمن قد جلب عليها وعلى أهلها الكوارث والدمار والفتن العمياء، وإنه لا حل حقيقياً صحيحاً إلا بالعمل لتحكيم الإسلام وإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فليعمل أهل اليمن لما يرضي ربهم ويحقق عزتهم ويوقف الاقتتال والفتن التي تفتك بهم.
بقلم: الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
رأيك في الموضوع