كشف الكاتب الأمريكي "مايكل وولف" النقاب عن أن رئيس أمريكا دونالد ترامب "كان وراء صعود محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد السعودي"، بعد إعفاء الأمير محمد بن نايف من جميع مناصبه، وذكر الكاتب في كتابه الذي يحمل اسم "نار وغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض"، أنه عندما تولى ابن سلمان ولاية العهد كان ترامب يتبجح قائلاً عنه وعن صهره جاريد كوشنر: "وضعنا الرجل الذي يخصنا في القمة". وأضاف الكاتب في كتابه المثير للجدل: إن "ترامب كان يقول لأصدقائه إنه هو وجاريد هندسا انقلاباً سعودياً". (الخليج أونلاين).
وذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك حين أضاف: إن دونالد ترامب أبلغ من حوله أن الرياض ستمول وجودا عسكريا أمريكيا جديدا في السعودية ليحل محل القيادة الأمريكية الموجودة في قطر. (الجزيرة نت).
وذكر "وولف" أيضا في كتابه أن السعودية أنفقت على سهرة رقصة السيف لترامب وعائلته بالرياض 75 مليون دولار.
هكذا يتضح بجلاء أن حكام المسلمين ومنهم حكام آل سعود، مجرد دمى يحركهم الغرب، فهو يوصلهم إلى الحكم ويثبتهم فيه ليكونوا خدمة وحراسا لمصالحه في بلاد الإسلام، ثم يقوم بتغييرهم إذا تم استهلاكهم إن أراد.
وظهر ذلك واضحا في صعود حامد قرضاي إلى سدة الحكم في أفغانستان بعد أن وصلها فوق دبابة أمريكية، وكذلك الحكومات التي أنشأها بريمر الحاكم الأمريكي في العراق، وكيف دعمت أمريكا عميلها السيسي في انقلابه في مصر وصعوده إلى كرسي الحكم هناك، وظهر ذلك أيضا في ما سمي (المبادرة الخليجية) التي رعتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، التي نصت على إيصال عبد ربه هادي رئيسا توافقيا لليمن!
وهكذا لم يفتأ الغرب في عمله الدؤوب على إيصال من يريد من العملاء إلى حكم بلاد المسلمين كي يضمنوا له استمرار تدفق الثروة إلى بلاده (النفط والغاز ومصادر الطاقة والمعادن والثروات...)، ويشاركوا معه في حربه الحضارية على الإسلام، ومنع عودة الخلافة الراشدة تحديدا التي ستوحد المسلمين في كيان واحد يعمل لإقامة أحكام الدين وحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد، وهذا هو ما يرتعب الغرب المستعمر منه لأنه سيفقد بذلك جميع مصالحه داخل بلاد المسلمين، بل وسيدحر منها، ولن تستطيع قوته الوقوف في وجه جحافل الإسلام وهي تدك بيوتهم البيضاء والسوداء على حد سواء.
إن ما يحدث اليوم في ديار المسلمين من مؤامرات يخطط لها وينفذها الغرب الكافر في إيصال عملائه إلى رأس هرم السلطة في بلادنا، إنما يحدث بسبب خيانات أولئك الحكام الذين لا يعرفون إلهاً يعبدونه سوى الغرب الكافر الذي يثبت لهم عروشهم على رقاب المسلمين، وينفذ عن طريقهم سياساته في المنطقة ويشعل حروبها حربا تلو الأخرى، كي تدور عجلة مصانعه الحربية، بينما لا يعرف المسلمون لماذا يتقاتلون فيما بينهم، إلا تحت شعارات طائفية أو مناطقية، قام الغرب بنفسه بتسريبها بينهم عن طريق عملائه السياسيين والفكريين.
إن معالجة هذا الواقع الفاسد، والسير في طريق النهوض لا يتم إلا بالعمل الجاد ضمن جماعة واعية مخلصة تتبنى الإسلام عقيدة وفكرة ومنهاجا، وتعمل على تغيير هذه الأنظمة وكنس نفوذ الغرب المستعمر من بلاد الإسلام، عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فيا فلاح من عمل لها، ويا خسران من تخاذل وأعرض عنها، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِيْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.
رأيك في الموضوع