أشارت صحيفة (العين) الإماراتية إلى أن أحمد علي عبد الله صالح يقوم بقيادة عمليات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى تحرير مدينة الحديدة، التي تحوي ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يزود الحوثيين بالسلاح الإيراني.
وقالت بأنه عقب تحرير الحديدة فسيقوم أحمد بالتوغل شرقاً باتجاه الحيمتين ثم صنعاء، فيما سيقوم علي محسن الأحمر بتنفيذ اختراق من جهة الشمال الشرقي عبر مديرية نهم ليلتقي الجيشان في صنعاء.
وفيما يتعلق بعمليات الجيش الوطني الموالي لهادي اليوم السبت في الساحل الغربي فقد تمكنت وحدات من الجيش بمعاونة الإمارت من تحرير منطقة الحيمة شمال مديرية الخوخة، في توغل جديد لقوات هادي جنوب الحديدة.
هذا وقد نشر موقع يمن شباب نت تحت عنوان "بريطانيا تجدد دعمها لشرعية الرئيس هادي وتعبر عن أسفها لغدر الحوثيين بحليفهم صالح" جاء فيه "أن السفير البريطاني لدى اليمن سيمون شير كليف أثناء لقائه بالرئيس هادي جدد تأكيد بلاده على الالتزام الكامل بدعم الشرعية في اليمن في مختلف المواقف والمحافل الإقليمية والدولية، وعبر السفير البريطاني عن تعازيه في قيادات المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح نتيجة لغدر الحوثيين بصورة عامة، مؤكدا على ثقته في تجاوز المحنة وتوحيد الصفوف في ظل حكمة وسعة أفق الرئيس هادي).
فيما كان البيت الأبيض قد دعا - في بيان يوم الجمعة - التحالف بقيادة السعودية إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن وهي الدعوة الثانية خلال ثلاثة أيام.
سبق ذلك تصريح الرئيس الأمريكي ترامب داعيا السعودية لرفع الحصار عن اليمن وفتح ميناء الحديدة، فيما مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة تصرح أنه لا يوجد حل عسكري في اليمن.
وفيما تريد الأطراف الموالية للإنجليز - جناح هادي والإمارات - حسم الصراع عسكريا في اليمن إلا أن أمريكا لا تريد ذلك فهي تريد الإبقاء على الحوثيين وإشراكهم في السلطة، وهذا ما يجعل السعودية عميلة أمريكا في مأزق كبير، حيث يتم الضغط عليها من قبل أمريكا لعدم دعم جناح هادي الدعم اللازم عسكريا وماليا من أجل حسم المعركة، وقد بدا هذا واضحا حتى عند من كانوا يعولون على السعودية واغتروا وخدعوا بأنها جاءت لمحاربة الحوثيين والقضاء عليهم، وهي في الواقع تفعل عكس ذلك، ولعل الإمارات أكثر حربا منها ضدهم، حيث إن الإمارات تدعم بقوة وتسعى (لتحرير) الحديدة وتأمين الجنوب لصالح الإنجليز وعملائهم في اليمن، وهذا سبب كره الحوثيين للإمارات واتهامها من قبلهم بأنها وراء التخطيط للانقلاب عليهم والعمل في جبهات الساحل الغربي لليمن كالحديدة وتعز بوتيرة قوية لدحرهم.
لقد قام الحوثيون بقتل علي صالح وأصبح عملاء الإنجليز بجناح واحد ضعيف، وإذا ما استمرت السعودية بسياستها الرامية لإضعاف هادي وعملاء الإنجليز والتمكين للحوثيين حسب ما تريده أمريكا فحينها لا نتوقع أن يتم التقدم نحو صنعاء ومعاقل الحوثيين بقوة تُمكّن هادي ومواليه من حسم المعركة، فرغم تظاهر السعودية بأنها تسعى في حربها ضد الحوثيين وإعادة شرعية هادي إلا أن الواقع كل يوم يزداد وضوحا ويرى المتابع السياسي الواعي عكس ذلك.
إن الإمارات تدرك أن جناح هادي لا يمكنه الفكاك من السعودية التي أصبحت تعمل ضد مخططاتها في الجنوب أو في الحديدة وغيرها، وهي ترى أن جناح هادي أصبح كالأسير في يد السعودية ولهذا دخلت في عاصفة الحزم وعملت وفق أجندة الإنجليز، وتظاهرت بالعداء لهادي وعملت لاحتواء الحراك الجنوبي الانفصالي الموالي لأمريكا، ثم شكلت قوات في الجنوب لا تأتمر بأوامر هادي كونها تعلم أن هادي عليه ضغوط ولا يمكن أن يعارض السعودية فيما تطلبه منه، وهذا ما جعل السعودية تعمل لإفشال ما تقوم به الإمارات وتطالب بضم القوات في الجنوب تحت إمرة هادي كقوات النخبة الحضرمية والنخبة المهرية وغيرها.
إن محمد بن سلمان مستعد أن يضحي من أجل الكرسي والبقاء عليه بكل شيء، فقد كان يستعطف المسلمين بشعارات طائفية صورت للأمة داخل البلاد وخارجها أنه ضد إيران وضد أحزاب إيران، وشكل لذلك تحالفا سماه (إسلاميا) من أكثر من أربعين دولة، ثم إذا به يكافح (الإرهاب) الذي تريده أمريكا أن يحاربه، وليس من ضمن ذلك الإرهاب الذي تقوم إيران وأحزابها لأن أمريكا لم تدرجها على قائمة (الإرهاب)، ثم حارب الموالين للإنجليز داخل البلاد وخارجها كما يفعل مع قطر!! وها هو يسير لعلمنة البلاد ولا يهمه سوى الكرسي الذي أعطى الأموال والمليارات لأمريكا مقابل أن تمكنه منه، فهل مثل هذا الحاكم يهمه حماية أمن السعودية القومي أو حفظ ماء وجهها؟! وهل مثل هذا الحاكم يحرجه أن ينتصر الحوثيون أو يحكموا اليمن وتظهر السعودية أمام العالم في حال المهزوم؟!
لقد استطاعت أمريكا هيكلة الجيش الموالي لعلي صالح منذ مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت له أطراف الصراع في اليمن قبل دخول الحوثيين صنعاء، مما سهل لهم دخولها حتى تم قتل علي صالح، وقد عملت أمريكا عن طريق الدعم الإيراني للحوثيين من شراء زعماء القبائل الذين لم يكونوا من طبيعتهم المراوغة والصبر على استهتار الحوثيين وإهانتهم لهم رغم أنهم كانوا يشكون ذلك لعلي صالح فيقول لهم اصبروا، وهو ما لا تحتمله قادة تلك القبائل فخذلوه كما خذلهم.
إن الصراع مستمر بين العملاء المتصارعين، ولن يخرج اليمن مما هو فيه إلا بالعمل لإيجاد الإسلام في واقع الحياة في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهو ما يعمل له حزب التحرير ويدعو أهل اليمن للعمل معه من أجل تحقيقه وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
* رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
رأيك في الموضوع