التقى ملك الأردن عبد الله الثاني يوم الخميس الماضي 9 آذار/مارس، برئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الفريق أولجوزيف دانفورد، حيث تم بحث علاقات التعاون بين البلدين، خصوصاً في المجالات العسكرية.
وقال بيان للقصر الملكي إن الاجتماع الذي جرى في قصر الحسينية، بحضور رئيس هيئة الأركان الأردني، تناول آخر التطورات على الساحة الإقليمية، وجهود الحرب على (الإرهاب).
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية شارك، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في اجتماع فيأنطالياجنوبتركيامع نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركيخلوصي آكار، بهدف التنسيق في مجال مكافحة (الإرهاب) في المنطقة.
وإلى ذلك، استقبلالملك عبد الله الثاني، يوم الخميس كذلك المبعوث الرئاسي الأمريكي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، السفير برت مكجورك، في اجتماع جرى خلاله استعراض الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على (الإرهاب).
كما تطرق اللقاء، الذي جرى في قصر الحسينية، إلى المستجدات الراهنة على الساحة الإقليمية، خصوصاً تطورات الأوضاع فيسورياوالعراق.
يذكر أن الأردن عضو في التحالف الدولي الصليبي لمحاربة (الإرهاب)، وعضو فاعل ونشيط كما ورد في كثير من تقارير وزارة الخارجية الأمريكية، كان آخرها تقرير نشر قبل عام تقريبا جاء فيه "إن الأردن بقي حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في مكافحة (الإرهاب) والفكر المتطرف العنيف... وأن المملكة "استمرت بأخذ دور في جميع الجوانب الرئيسية في الائتلاف العالمي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام". كما أشار إلى أن "سلاح الجو الملكي الأردني شارك في العمليات العسكرية لقوات التحالف، إضافة إلى أن القوات المسلحة الأردنية استمرت في تعزيز الدفاعات ضد التوغلات الإرهابية في المناطق الحدودية الشمالية والشرقية".
بعد وصول بوش الابن رئيسا لأمريكا وإعلانه حربا عالمية على (الإرهاب) بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 ووصفها أكثر من مرة بأنها حرب صليبية مقدسة، قام الملك عبد الله الثاني بزيارة رافقته فيها زوجته رانيا لبريطانيا في الخامس من تشرين الثاني عام 2001 واستقبلته ملكة بريطانيا في تلك الزيارة التي أكد فيها عبد الله أن الأردن يقف إلى جانب المجتمع الدولي في مواجهة (الإرهاب) مبيناً أن الحرب ضد (الإرهاب) ليست صراعاً بين الديانات وإنما ذود عن القيم الحضارية العالمية.
وقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي "فوكو ياما" في العدد السنوي "للنيوز ويك" (كانون الأول/ديسمبر 2001 م - شباط/فبراير 2002م)، يقول: (إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد (الإرهاب)، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر أساسية من الخطر الشيوعي، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله")!
وقبل ذلك بزمن وفي كتابه "الفرصة السانحة" يفسر الرئيس الأمريكي نيكسون ما تريده وتقصده أمريكا بوصف "الأصولية الإسلامية"، فقال: "إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وجعل الإسلام دينا ودولة، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوار"!
وقد أكدت على ذلك رئيسة وزراء بريطانيا تاتشر فقالت: "إن تحدي الإرهاب الإسلامي إنما يشمل حتى الذين أدانوا أحداث 11 أيلول/سبتمبر وابن لادن وطالبان، يشمل كل الذين يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع الغرب"!
ولأن هذه هي حقيقة الحرب الأمريكية على (الإرهاب) - التي هي بشهادة هؤلاء الشهود من أهلها "حرب على الإسلام" - وبالتحديد الإسلام السياسي الذي يدعو إلى إيجاد أو إعادة الحكم بالإسلام بإعادة سلطانه ودولته؛ دولة الخلافة التي تطبق الإسلام كما أراده وارتضاه رب العزة، لا كما تريده أمريكا وأذنابها من حكام المسلمين الذين يريدون إسلاما معتدلا أو إسلاما وسطيا أو إسلام رسالة عمان! يقبل بواقع فرضته أمريكا ودول الغرب علينا، ويقبل ويستكين لقوانين الشرعية الدولية التي استباحت بلاد المسلمين ونهبت ثرواتها، ويقبل بالحرية والديمقراطية التي تدعو إليها أمريكا وأتباعها... إلى آخر هذه المعزوفة التي أصمت آذاننا من إعلام تابع مسير، وشيوخ سلاطين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.
بناء على ما تقدم نستطيع أن نفهم دوافع الحملة المسعورة التي يشنها النظام الأردني على حملة الدعوة المخلصين شباب حزب التحرير وملاحقتهم واعتقالهم ومحاكمتهم، ثم بعد المحاكمة وحكم القضاء المدني تقوم الأجهزة الأمنية والقمعية ممثلة بالمحافظ وغيره بفرض إقامات جبرية على بعض الشباب ولمدد طويلة تصل حتى السنة أحيانا، والبعض الآخر من الشباب يعرضون على محكمة أمن الدولة وتوجه لهم تهمة تقويض الحكم تحت المادة 149 من قانون العقوبات الذي عدل لتوسيع مفهوم ومصطلح (الإرهاب).
هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام النواطير، خدمٌ للغرب الكافر بمعنى الكلمة، فهم لشدة حرصهم على مصالح الغرب في بلادنا يعدلون دساتيرهم وقوانينهم التي صيغت في الأصل واستمدت من دساتير الدول الغربية الكافرة، فهم يعدلون ويشرعون أنظمتهم بهدف الحفاظ على مصالح الغرب ونفوذه كونهم ليسوا أكثر من عبيد وخدم لأسيادهم، وهم يعلمون أن أنظمتهم وسلطانهم إلى زوال لأنهم صنيعة الغرب وليسوا خيار الأمة ابتداء، ومتى استعادت الأمة سلطانها وثقتها بنفسها وبقدرتها على تغيير واقعها وأحوالها - التي أوصلنا إليها هؤلاء الرويبضات الإمعات - وأعطت الأمة ثقتها وقيادتها للمخلصين من أبنائها وشبابها يقودهم حزب سياسي وقيادة واعية رهنت نفسها ونذرتها لتكون خادمة للإسلام وأهله باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، حينها يفرح المؤمنون بنصر الله وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم: عبد الله الطيب – الأردن
رأيك في الموضوع