انتقادات لمجلة دير شبيغل بسبب كاريكاتير لترامب يقطع رأس تمثال الحرية
تعرضت مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار لموجة انتقادات، بسبب رسم كاريكاتيري على صدر صفحتها الأولى يبدو فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يرفع خنجرا في يد، ورأس تمثال الحرية الشهير في اليد الأخرى، وكتب إلى جانب الصورة شعار "أمريكا أولا".
ووجهت عدد من الصحف انتقادات للصحيفة، بينما وصف ألكسندر غراف لامبسدورف، نائب رئيس البرلمان الأوروبي، الرسم بأنه "عديم الذوق."
وأضاف أن الرسم "يخبر عن صحفيي دير شبيغل، أكثر مما يخبرنا عن ترامب."
وقال صاحب الرسم إيدال رودريغيز، إن رسمه يعبر عما وصفه بـ"نحر الديمقراطية."
وتدهورت العلاقات الألمانية الأمريكية في الفترة الأخيرة، منذ تولي ترامب مهامه في البيت الأبيض، الذي انتقد سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ووصف ترامب سياسة ميركل بأنها كانت "خطأ كارثيا" عندما سمحت باستقبال أكثر من مليون لاجئ أغلبهم من الشرق الأوسط.
وهاجم مساعد ترامب لشؤون التجارة مؤخرا الحكومة الألمانية، قائلا إنها حققت مكاسب تجارية مستغلة هبوطا في عملة اليورو.
وجاء الكاريكاتير في الصفحة الأولى لمجلة دير شبيغل، مشابها لرسم نشرته صحيفة نيويورك دلي نيوز في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن ذلك الرسم كان أقل حدة في التصوير، من الكاريكاتير الذي ظهر على صفحة دير شبيغل الأولى.
وقال رودريغيز، الذي وصل لاجئا إلى الولايات المتحدة، قادما إليها من كوبا عام 1980، في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست: "أردت أن أشبه ترامب بتنظيم الدولة الإسلامية فكلاهما متطرف" حسب قوله.
وقال مدير تحرير دير شبيغل، كلاوس برينكبومر، في عمود صحفي، إن ترامب أراد أن "يؤسس لديمقراطية غير ليبرالية".
واتهم البيت الأبيض عددا من وسائل الإعلام بما سماه "النقل غير المسؤول لتقارير تهدف إلى تشويه صورة الرئيس الأمريكي والإدارة الجديدة." (بي بي سي العربية 4 فبراير/ شباط 2017)
الراية: عندما تقدم مجلة دير شبيغل الألمانية على نشر رسم كاريكاتيري تنتقد فيه ترامب وتمثله وهو يقطع رأس تمثال الحرية، تتعرض للانتقادات الغربية من كل حدب وصوب، وهم يتناسون هنا تماما حرية التعبير التي يتغنون بها صباح مساء، وتتلاشى تماما أقوالهم بأن لكل إنسان الحرية المطلقة بالتعبير عن رأيه الذي يؤمن به، دون قيد أو شرط؛ بينما عندما تقوم صحيفة شارل إيبدو الفرنسية، وغيرها الكثير من الصحف الغربية، بنشر صور تتعرض فيها لشخص الرسول الكريم e، ويعترض المسلمون على نشر هذه الصور السيئة، ويقومون باحتجاجات هنا وهناك معبرين عن سخطهم ورفضهم لها، فإن الغرب كله، وأوباشهم من أبناء المسلمين، وبصوت واحد يهبون للدفاع عن تلك الصحف والعاملين فيها، مدعين أن حرية التعبير مقدسة، ولا يجوز منعها أو التعدي عليها، وأن لكل شخص، ولأي جهة أن تعبر عن رأيها الذي تراه وتؤمن به كيفما شاءت.
يضاهئون في ذلك أصحاب الجاهلية الأولى، الذين كانوا يصنعون آلهتهم بأيديهم، يعبدونها ويقدسونها ويقدمون لها القرابين، حتى إذا جاعوا ابتلعوها في بطونهم، وهذه حال الغرب الذي صنع آلهته بيديه، حتى إذا تعارضت مع مصالحه، داسها بأقدامه، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
رأيك في الموضوع