الخبر:
حظي الدور الإيراني باهتمام العديد من الصحف العربية.
التعليق:
أولا: إن صعود القوة الإيرانية في المنطقة يعود لاعتبارات كثيرة سواء على صعيد الطموحات الإيرانية أو النظرة التاريخية أو الأدوات الإيرانية في المنطقة. وإن الناظر بعمق سياسي يدرك أن صعود إيران ليس لاعتبارات ذاتية، وإن كان لديها بعض خطوط القوة، وإنما هو لاعتبارات خارجية أمريكية على وجه التحديد، حيث أرادت الولايات المتحدة لإيران أن تلعب دورًا في المنطقة، تحقيقا للسياسة الأمريكية، ويعود سبب اختيار أمريكا لإيران لهذا الدور لاعتبارات مهمة ألا وهي:
1. حاجة الولايات المتحدة الماسة لدولة ذات ثقل عسكري تحقق من خلالها رؤيتها واستراتيجيتها خاصة في منطقة ذات صراع دولي، ونفوذ كبير، ومنطقة استراتيجية، وهي منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الخليج وبلاد الشام، ولن يقوم بهذا الدور إلا دولة ذات مقومات ومقدرات تمكنها من لعب هذا الدور.
2. إن إيران لا تملك نظرة عالمية، ولا تطمح بلعب دور عالمي، وإنما غاية أحلامها البعد الإقليمي لعقدة تاريخية تستعمل المذهب الجعفري للتغطية على أهدافها الحقيقية، وهذه النظرة الإقليمية لا تجعل من طموحات إيران إلا في حدود الدور المرسوم، وضمن حد معين للقوة تستطيع كبح جماح قوته إن تمرد على أوامر سيده، فهي في منطقة ذات ثقل سياسي وعسكري واقتصادي كبير.
3. إن من أهم العوامل التي جعلت إيران تقوم بهذا الدور بالذات هو عداء إيران العقدي لمشروع الأمة السياسي "مشروع الخلافة" حيث سمحت لها أمريكا بامتلاك القوة، ورفعت عنها العقوبات، وذللت أمامها الصعاب لدور قادم ضد "مشروع الخلافة" لذا رأينا كيف تحركت إيران، وبكل ثقلها في ثورة الشام لمّا رفعت الثورة شعار الخلافة، وألقت بكل قوتها هناك، وتدرك أمريكا عداء إيران لـ "مشروع الخلافة" ولعل سائلا يسأل: أليست تركيا في صف الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا لم تعطها هذا الدور؟ والجواب لأن تركيا لن تتمكن من محاربة "مشروع الخلافة" بل إن "مشروع الخلافة" ينمو في تركيا، وله قوة ونظرة، ولعل المؤتمر الأخير الذي عقده حزب التحرير هناك أكبر دليل على هذا القول. وهذا ما يفسر استماتة أمريكا في دفاعها عن إيران، ونفوذها ولعبة المفاوضات الدولية حول النووي الإيراني، كلها لإعطاء إيران هذه الفرصة خدمة للغرب الكافر. ولعل ما تتناقله الأخبار وتتحدث به عن خلاف بين الحزب الديمقراطي، والحزب الجمهوري حول إيران، هو في الوسائل والأساليب. أما فكرة استخدام إيران فهي ولا شك سياسة أمريكية، ولا ننسى أن الجمهوريين في زمن بوش الابن هم أدوات هذه السياسة، واستبعاد فكرة استخدام القوة ضد إيران والتعويل على الدبلوماسية.
ثانيًا: إن النظام الإيراني مخلبٌ لحيوان هرم، ولن تستطيع إيران أن تقوم بهذا الدور إلا لفترة بسيطة لن تطول بإذن الله، وقد أدرك بعض المخلصين من علماء المذهب الجعفري خطورة ما يقوم به النظام العميل في المنطقة خدمة للغرب الكافر، وأن هذا النظام إنما يحفر قبره بيده؛ لأن نور الإسلام منذ أن وجد بولادة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد أطفأ نار المجوس، ولن تقوم لها قائمة إلى يوم القيامة... وسيظهر الله دين الإسلام على الدين كله بعز عزيز أو بذل ذليل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون... وإن غدًا لناظره قريب!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ حسن حمدان "أبو البراء" - الأردن
26 من جمادى الأولى 1436 الموافق 2015/03/17م
رأيك في الموضوع