أوردت الوكالة الألمانية للإعلام دوتش ويل يوم 15/11/2015 أنه بالرغم من التقديرات الأخيرة بأن تكاليف إيواء اللاجئين على الاقتصاد الألماني يمكن أن تصل إلى مليار يورو، إلا أنه على المدى البعيد ستكون النتيجة مربحة وستمكن ألمانيا من المحافظة على وضعها بصفتها مركز القوة الاقتصادية في أوروبا، كان هذا بحسب أقوال ديفيد فولكرتز لانداو، رئيس مركز أبحاث دوتش بانك ومقره فرانكفورت، وأضاف قائلاً "بدون الهجرة المطلوبة جدًا سيتقلص الناتج المحلي الإجمالي بنصف في المئة سنويًا". وقال أيضًا رئيس المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية مارسيل فراتشر "تشير حساباتنا أن المنافع المالية للاجئين سوف تفوق التكاليف بعد 5-6 سنوات".
من جانب آخر أوردت دوتش ويل تخوف بعض الاقتصاديين من الخطورة المحتملة على الاقتصاد الألماني نتيجة مقدرة اللاجئين على الاندماج بنجاح في سوق العمل. ولتخطي هذه الخطورة تم اقتراح بعض التغييرات القانونية مثل تخفيض الحد الأدنى للأجور لمساعدة اللاجئين على دخول سوق العمل والتحرر من نظام المساعدة الحكومي. مع هذا وبحسب دوتش ويل، قبل بدء اللاجئين بالمساهمة مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي فإن المساعدة المالية الحكومية التي يتلقونها تعود إلى الاقتصاد الألماني من خلال شراء السلع والحاجات الأساسية، الأمر الذي يمكن النظر إليه على أنه "حقنة سيولة" للاقتصاد الألماني بشكل عام.
:وصل إلى أوروبا هذا العام لغاية الآن 700.000 لاجئ وقد توفي كثيرون ممن كانوا يحاولون دخول أوروبا.
إن الهجرة الجماعية للاجئين، ومعظمهم مسلمون من سوريا وغيرها، الفارين من مآسي الحروب سوف تزداد بشكل أكبر. لقد توقع الاتحاد الأوروبي دخول 3 ملايين لاجئ إلى أوروبا العام القادم، وسوف يستمرون بالوصول في الأعوام المقبلة أيضًا. هذه الأرقام أشعلت الخوف والمخاوف في صفوف السياسيين الأوروبيين، وأظهرت العداء من العديدين الذين يحملون الكراهية للمسلمين الوافدين إلى أوروبا. ومع ذلك، من وجهة نظر اقتصادية، وهي وجهة نظر مهمة للرأسمالية، فإن الجميع قد أجمعوا على شيخوخة شعوب أوروبا المتزايدة وأن اللاجئين يعيدون الحياة لأوروبا وينقذون الاقتصاديات الكبرى من الانكماش الاقتصادي.
إنه لمن المحزن أن نرى بلادنا قد أهلكتها الحروب التي أشعلتها الدول الأوروبية وحلفاؤها بشكل مباشر أو غير مباشر، وزيادة على هذه المآسي والمعاناة التي سببتها الحروب فإننا أيضًا نخسر الملايين من الناس نتيجة للهجرة إلى البلدان الأجنبية حيث سيواجهون الكراهية أولاً ثم يقبلون على أساس أنهم مورد اقتصادي، ثم أخيرًا تنتهي مرحلة مستقبلية ينظر إليهم على أنهم تهديد وجودي "للإرث النصراني لأوروبا" عندما يصل أعداد المسلمين في فرنسا وألمانيا لتكون ذات نسبة كبرى
رأيك في الموضوع