إن الناظر للطروحات التي تتعلق بحل قضية فلسطين يجد فيها تضليلاً كبيراً للنشء، ومحاولات حثيثة لصرف الشباب المخلص المتوقد للجهاد والتحرير عن البوصلة الصحيحة التي تؤدي بشكل قاطع لتحرير فلسطين. حيث هناك جهود ضخمة للأسف يقوم بها من حمل القضية على عاتقه، تخالف الشرع وتعرقل المشروع الحقيقي لتحرير الأرض المباركة.
فالإعلام الذي يغذي الفكر الوطني والقومي، وينفخ في هذا البوق ليل نهار يحمل وزر كل شاب خرج بروحه لأجل الأرض وهو لا يعلم أن الأرض عقيدة وليست حدوداً رسمها الاستعمار.
والسياسيون الذي يحذرون من حرب دينية بحجة الخوف على الناس ومستقبلهم، هم في الحقيقة يخدمون الاحتلال الذي يعمل على تحويل الصراع من صراع عقدي إلى صراع "إسرائيلي-فلسطيني"، فيضمن بذلك تحييد الملايين من جيوش وشعوب المسلمين الذين يتوقون لسجدة في رحاب المسجد الأقصى.
والناشطون الذين تحملوا تضييق الاحتلال وملاحقات الظالمين، وأوصلوا اسم فلسطين للعالم، وتُحسب لهم الساعات الطوال في نضالهم لأجل فلسطين سواء على الإنترنت أو حين سافروا للخارج وتحدثوا في ندوات ومؤتمرات صحفية وإذاعات عن فلسطين، لكنهم للأسف حملوا بداخلهم فلسطين مشوهة ومقزمة، فلسطين على مقاس الذين احتلوها أول مرة وسلخوها من خارطة دولة الخلافة، فكانت حلولهم وأطروحاتهم هي أيضا مشوهة.
فكل طرح غير تحرير كامل البلاد هو تكريس للاحتلال، وكل نداء يوجه لغير الأمة بكافة قواها وأطيافها هو نداء مدسوس. فالنداء يجب أن يوجه للأمة وحدها بكافة المخلصين فيها من علماء وسياسيين وجيوش وناشطين ومؤثرين من العشائر وغيرهم، لنحمّلهم المسؤولية التي كلفهم بها الله تعالى؛ أن يعملوا بكل طاقاتهم لإنقاذ مسرى رسول الله من يهود الغاصبين.
رأيك في الموضوع