نشر موقع (وكالة الأناضول، الخميس، 7 جمادى الأولى 1441هـ، 02/01/2020م) خبرا جاء فيه: "صادق البرلمان التركي، الخميس، على مذكرة رئاسية تفوّض الحكومة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وجرى التصويت في جلسة طارئة عقدها البرلمان، تلبية لدعوة رئيسه مصطفى شنطوب، لمناقشة المذكرة، رغم دخول البرلمان عطلة رسمية في 21 كانون الأول/ديسمبر الماضي وتستمر لغاية 7 كانون الثاني/يناير 2020.
وخلال مناقشة المذكرة، قال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان عصمت يلماز، إن الهدف الأساسي من المذكرة هو إحلال الاستقرار ووقف إطلاق النار في ليبيا.
وأضاف يلماز (نائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم)، أن تركيا تسعى من خلال المذكرة لتحقيق وقف إطلاق نار في ليبيا وتهيئة الأوضاع المناسبة للانتقال إلى حل سياسي.
وتابع قائلا: "لدينا علاقات متجذرة مع ليبيا في كافة المجالات، واستجابتنا لنداء الحكومة الشرعية، يتوافق مع مصالحنا القومية".
وأردف "المذكرة غيّرت أشياء كثيرة في المنطقة، فالذين كانوا يدعمون القوى غير الشرعية في هذا البلد، باتوا اليوم يتحدثون عن الحل السياسي في ليبيا".
والاثنين الماضي، عرضت الرئاسة التركية على رئاسة البرلمان، مذكرة تفويض بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، حملت توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان.
الراية: إن حكومة السراج موالية لأوروبا وخاصة بريطانيا، وقد شكلت بعد اتفاق الصخيرات الذي طبخته بريطانيا عام 2015 في المغرب، إلا أن أمريكا حركت عميلها حفتر لإفشاله، وأوعزت للنظام المصري برئاسة عميلها السيسي بدعمه. ومن ثم دفعته ليتصل بروسيا ويطلب مساعدتها. إن السراج وحكومته في حرج فقد تقدم سابقا لدى أمريكا يطلب تدخلها ودعمها لكون حكومته معترفاً بها دوليا، إلا أن أمريكا لم تتجاوب معه. والآن تقدم إلى رجلها أردوغان في الوقت الذي جدد فيه الطلب من أمريكا للتدخل عسكريا لمساعدته بجانب طلبه من بريطانيا والجزائر وإيطاليا، فيكون السراج باتفاقه مع تركيا وطلبه من أمريكا التدخل قد غطى على طلبه من بريطانيا وتابعها النظام الجزائري الذي طالما وقف في وجه حفتر ومنعه من التقدم إلى غرب ليبيا. إن أردوغان قد استعد للتحرك نحو ليبيا ليلعب دورا رسمته أمريكا، فتريد أمريكا أن تستغل الوضع لتضغط على حكومة السراج بواسطة أردوغان حتى تقبل بحلولها ومن أهمها تعديل اتفاق الصخيرات الذي يحول دون تولي حفتر قيادة الجيش. وكان تحرك أردوغان مبررا جديدا لنظام السيسي بأن يعلن دعمه مجددا لحفتر، إذ يظهر أنه وتركيا متعاديان، ولكن كل منهما يلعب دورا معينا لحساب أمريكا. إن روسيا قد قبلت السير في ليبيا مع أمريكا، للظهور بمظهر الدولة الكبرى المؤثرة وتسير بجانب أكبر دولة في العالم أي أمريكا، وتكسب ودها حتى لا تقوم وتشتغل بها في أوكرانيا والقرم وآسيا. أما أردوغان حاله كحال العملاء في مصر وتونس وفي ليبيا من حفتر إلى السراج إلى غيرهما، وهم يوالون هذه الدولة الاستعمارية أو تلك. ولا خلاص للأمة إلا بالخلاص من كل العملاء والأنظمة التابعة للدول الاستعمارية، والتمسك بالمخلصين الواعين الذين يقودونها في كفاحها للخلاص منهم وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضهم وأنقاض عروشهم الآيلة للسقوط.
رأيك في الموضوع