نشر موقع (وكالة معا، 6 جمادى الآخرة 1440هـ، 11/02/2019م) خبرا قال فيه: "قالت حركة حماس في بيان وصل معا إن وفدها وصل موسكو في زيارة تهدف إلى المشاركة في حوارات الفصائل الفلسطينية لمناقشة ملف المصالحة، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وأعربت حركة الجهاد الإسلامي عن أملها أن تخرج الاجتماعات بنتائج تعزز الجهود الهادفة للخروج من المأزق الداخلي والتوحد في مواجهة عدوان كيان يهود".
الراية: أولا: إن الاتحاد السوفيتي الذي ورثته روسيا الاتحادية كان أول دولة اعترفت بكيان يهود عام 1948م.
ثانيا: وفق موقع سي إن إن بتاريخ 25/01/2019م، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن أمن كيان يهود هو أحد أولويات موسكو في المنطقة، وأضاف: "(الإسرائيليون) يعلمون ذلك، واشنطن تعلم ذلك، الإيرانيون أنفسهم يعلمون ذلك، حتى الأتراك، والسوريون يعلمون ذلك: أمن (إسرائيل) هو أولوية لروسيا".
ثالثا: روسيا تفتك بالمسلمين الشيشان، وكانت قد احتلت أفغانستان، وهي تضطهد وتعتقل المسلمين داخلها، وهي ترتكب المجازر في سوريا ضد المسلمين الذين ثاروا على طاغيتهم عميل أمريكا.
رابعا: حق لنا أن نتساءل: أيُّ خيرٍ ترجوه من روسيا تلك الفصائل الفلسطينية المجتمعة هناك؛ التي قامت الأدلة اليقينية؛ الشرعية منها والواقعية والتاريخية، على عداوتها للمسلمين كافة؟! وكيف لروسيا الاستعمارية أن تصلح بوابة الشام الجنوبية غزة وهي تقوم بتحطيم قلب الشام دمشق؟!
خامسا: أيها المجتمعون في روسيا المجرمة! ألم تُكسبكم الأيام تجربة أنه كلما أطلتم الوقوف على عتبات الدول الاستعمارية، انخفض في سقف القضية، حتى سُوّي بالأرض؟!
سادسا: ولأن الدين النصيحة كما قال رسول الله e، فإننا نقول لكل مخلص وغيور على الأرض المباركة: إن مصير مصالحة ترعاها روسيا هو الفشل المحتم؛ لأنها لا تستند إلى عقيدة الأمة بل إلى دهاقنة الدول الاستعمارية. ولأن دور روسيا في المصالحة بشهادتها وشهادتكم هي دعم لمسيرة النظام المصري، أي "وفق الرؤية الأمريكية" وليس بديلا عنها؛ فإن هذه الجهود ستصب بشكل أو بآخر في خدمة أجندة أمريكا لا سيما في صفقتها المشؤومة "صفقة القرن".
أخيرا: إن الواجب الشرعي المنوط بالفصائل الفلسطينية هو رفض المشاريع السياسية الاستعمارية أي كان اسمها ومهما كان مصدرها، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، وتحميل جيوش الأمة المسؤولية ودعوتها للتحرك لتحرير فلسطين واقتلاع كيان يهود وطرد الاستعمار الروسي والأمريكي والبريطاني وغيره من بلادنا. لا أن تتستر هذه الفصائل على جرائم روسيا بحق الإسلام والمسلمين وتضلل الرأي العام بإظهارها أنها تقف مع أهل فلسطين في مواجهة الدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا، ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً﴾.
رأيك في الموضوع