ورد على موقع (دنيا الوطن، الأحد 19 من ذي الحجة 1438هـ، 10/9/2017م) خبر جاء فيه: "قال السفير الفلسطيني لدى مصر، ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، جمال الشوبكي، إن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين وافق اليوم على مقترح دولة فلسطين بتشكيل لجنة خماسية للتصدي لمحاولة (إسرائيل) نيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للعامين 2019/2020".
الراية: إن المسلمين سواء أكانوا في بلادهم أم حيثما حلوا أو ارتحلوا، تعترضهم قضايا مصيرية، تُوجب عليهم حلها حلا جذريا؛ إلا أن الدول الاستعمارية وبأساليبها الخبيثة، تعمل إما مباشرة أو من خلال أدواتها حكام المسلمين وأذنابهم، تعمل على محاربة أي فكر وأي عمل يسعى لحل تلك القضايا حلا حقيقيًا وجذريًا، بل وتعمد إلى صرف أنظار المسلمين عن التعامل مع هذه القضايا المفصلية إلى التعامل مع آثارها الجانبية، لتبقى تلك القضايا المصيرية بدون حل مطلقا، بل ولا يجد المسلمون سبيلا حتى لمعالجة تداعياتها الجانبية.
ولعل من أهم قضايا المسلمين الكبرى والمصيرية، هي قضية فلسطين المغتصبة، والتي معلوم بل مفروض أن حلها الجذري الوحيد بداهة وببساطة هو تحريرها وتطهيرها من يهود بالجهاد في سبيل الله، لكن الدول الاستعمارية وعملاءها حكام المسلمين وأزلامهم، حاربت هذه الفكرة، وحاربت كل من يسعى لها بكل شراسة، ثم عمدت إلى صرف أنظار المسلمين عن هذا الحل؛ وذلك بإشغالهم بالتعامل مع ما ترتب على اغتصاب يهود لفلسطين من آثار جانبية، ولعل واحدا من عشرات هذه الأساليب، هو ما جاء على لسان جمال الشوبكي هذا سفير السلطة الفلسطينية لدى مصر، ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، بأن "مجلس الجامعة على مستوى المندوبين وافق اليوم على مقترح دولة فلسطين بتشكيل لجنة خماسية للتصدي لمحاولة (إسرائيل) نيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للعامين 2019/2020". فبات الحل عندهم هو منع كيان يهود من الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، وليس إزالته!
والعجيب الغريب أنهم - الدول الاستعمارية وحكام المسلمين - قد نجحوا أيما نجاح في إشغال المسلمين بالتعامل مع تلك التداعيات الجزئية الناجمة عن القضية الأساسية، وفي الوقت نفسه فشلوا، بل تقاعسوا حتى في حلّ تلك الجزئيات أيضًا.
رأيك في الموضوع