كشفت وثائق أمريكية رفعت عنها السرية خلال الأيام القليلة الماضية أن مؤسس نظام ولي الفقيه في إيران الخميني كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ الستينيات من القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران، قادماً من باريس وإعلانه الثورة عام 1979، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.
وتوضح وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلعتشرين الثاني/نوفمبر 1963، وأنه طالب خلالها بألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران".
وتفيد الوثائق بأن الخميني تواصل أيضاً مع إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، عبر وسطاء في 19 كانون الثاني/يناير 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدر الثورة إلى دول المنطقة، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأمريكية.
وبينت الوثائق أن الخميني الذي كان يعتبر أمريكا "الشيطان الأكبر" كان يتلقى دعما خاصا من إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر من خلال إجبار الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران وصعود معسكر الخميني بدلاً عنه. وتظهر الوثائق أن موضوع التغيير في إيران وصعود النظام الجديد بقيادة الخميني كان الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية حينها، وتظهر الوثائق أيضا أنه على مدى شهر كانون الأول/ديسمبر تابعت واشنطن عبر سفارتها في طهران الاستعداد لتبديل الشاه بالخميني.
وأثار نشر هذه الوثائق ردود فعل أولية غاضبة بين المسؤولين الإيرانيين، إذ نقلت وكالة "ميزان" عن عضو حوزة قم العلمية حسين إبراهيمي قوله، إن الغاية من نشر الوثائق هي "محاولة إثبات أن الثورة أمريكية". (العربية نت)
:لم يكن المتابع للأحداث السياسية المتعلقة بثورة الخميني بحاجة إلى انتظار وثائق تصدر بعد عقود ليتأكد من وجود علاقة تربط الثورة الإيرانية بالولايات المتحدة، فقد كان دور أمريكا واضحا في دعم تلك الثورة وتغيير نظام الشاه حينها، وقد كشف حزب التحرير وقتها أن ذلك يندرج في إطار الصراع الدولي الذي كان قائما حينذاك بين الولايات المتحدة وبريطانيا، التي كان الشاه يتبع لها، وقد كشفت إحدى الوثائق عن الرسالة التي ذُكرت في الخبر أعلاه، والتي بعثها الخميني عام 1963 لإدارة الرئيس الأمريكي جون كينيدي أكد فيها "عدم معارضته للسياسات الأمريكية حيال طهران وأن الوجود الأمريكي ضروري لمواجهة السوفييت وللتصدي لأي نفوذ بريطاني محتمل".. وقد انكشفت حقيقة دور إيران في تنفيذ الأجندة الأمريكية بعد وصول الخميني إلى الحكم، سواء في استخدام الثورة للضغط على دول الخليج التي تتبع بريطانيا لتصبح تابعة لأمريكا، أو في تنفيذ سياسة أمريكا في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا واليمن وفي بعض الجمهوريات التي كانت تتبع للاتحاد السوفييتي. والمهم ذكره هنا، بعد فهم دور أمريكا في تغيير شاه إيران والإتيان بثورة الخميني لخدمة سياستها، هو أن الثورة الإيرانية يجب النظر إليها من الناحية السياسية من زاوية أنها مشروع أمريكي يخدم سياسة الدولة الأولى في العالم، وأن شعارات "الشيطان الأكبر" و"نشر المذهب" و"الموت لإسرائيل"، وغير ذلك من الشعارات القومية التي رفعتها إيران ونشطت في الحديث بها، بصرف النظر عن مدى قناعة قادة إيران ببعض تلك الشعارات أو عدم قناعتهم بها، يجب النظر إليها باعتبارها تنسجم مع ما تريده أمريكا وتخطط له. ومن المهم أيضا إدراك أن ما خططت له أمريكا وقامت بتنفيذه هو تضليل المسلمين في إبراز إيران أنها دولة مستقلة لها مشروع مذهبي وقومي خاص بها ولها سياستها الخارجية المستقلة، وذلك لصرف نظر المسلمين عن فهم حقيقة السياسة الأمريكية وسير إيران في تنفيذها.
رأيك في الموضوع