وصلت وحدات من القوات الروسية إلى باكستان في 23 من أيلول/سبتمبر 2016 للمشاركة في التدريبات العسكرية بين القوت الباكستانية والروسية، والتي ستعقد ما بين 24 أيلول/سبتمبر والعاشر من تشرين الأول/أكتوبر، وسوف تشمل نحو 200 عسكري (70 من روسيا و130 من باكستان)، وهذه التدريبات هي جزء من اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين باكستان وروسيا في كانون الأول/ديسمبر 2014. وتنص الاتفاقية على تبادل المعلومات في القضايا السياسية والعسكرية، والتعاون من أجل تعزيز الأمن الدولي، وتكثيف أنشطة مكافحة (الإرهاب)، والحد من التسلح، وتعزيز التعاون في المجالات العسكرية المختلفة، بما في ذلك التعليم والطب والتاريخ والتضاريس والمساحة البحرية والثقافة، وتبادل الخبرات في عمليات حفظ السلام. وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال (عاصم باجوا) "إن التدريبات العسكرية المشتركة التي يتم الترتيب لها، لأول مرة بين باكستان والجيش الروسي، تسير بسلاسة".
إنّ الدعم الأمريكي الواضح للهند على حساب باكستان، في ظل الاعتداءات الهندية في هذه الأيام، هو خيانة أمريكية واضحة لباكستان. لذلك، ومن أجل تضليل المسلمين، يضخّم نظام رحيل- نواز حجم هذه العملية العسكرية المشتركة الأولى من نوعها، فهو يدّعي أنها خطوة نحو تحسين العلاقات مع روسيا، باعتبار أنها وسيلة للحد من الاعتماد على الولايات المتحدة. بينما المسلمون في باكستان يعرفون جيدا أن أمريكا لم تأت يوما لإنقاذ باكستان كلما كانت بحاجة للمساعدة، لا سيما في حرب عام 1965 مع الهند، وفي عام 1971، عندما تم فصل شرق باكستان "بنغلادش" عنها من قبل الهند. وخلافا للموقف الأمريكي تجاه باكستان، فإنّ الخونة في القيادة العسكرية والسياسية الباكستانية وقفوا دائما مع أمريكا في تحقيق أهدافها في المنطقة، سواء أكان ذلك من خلال الحرب ضد الاحتلال الروسي السوفيتي في أفغانستان أم في دعم الغزو واحتلال أفغانستان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، أم في الدفاع الحالي عن الاحتلال الأمريكي لها من خلال قتال المقاومة القبلية نيابة عن الولايات المتحدة، فيما يسمى "بحرب الفتنة" حيث يقاتل المسلم أخاه المسلم من أجل الكافر المستعمر! ومن أجل إخفاء الخيانة المفضوحة، يعمد الحكام الخونة إلى تعزيز العلاقات مع روسيا، ويعرضونها على أنّها مناورات صادقة لحماية مصالح باكستان. ومع ذلك، فإن النظام يتعاون مع روسيا بموافقة من أمريكا لأن الهدف الأساسي من هذه المشاركة هو تدريب القوات من أجل مصلحة الكفار، من أجل تحسين قدراتها القتالية ضد المسلمين، والتي يصفونهم "بالإرهابيين"، على الرغم من أنّ روسيا والولايات المتحدة تقومان بأعمال أحط ضد المسلمين في سوريا، لأنهم يقولون ربنا الله سبحانه وتعالى، وهذه هي المصلحة المشتركة لكل من أمريكا وروسيا، وقد ظهر ذلك جليا في المعاهدة العسكرية التي وقّعت بين باكستان وروسيا، ضمن الإعلان عن "تكثيف مكافحة الإرهاب".
لذلك ليس هناك تحوّل استراتيجي في السياسة الباكستانية، والخونة في القيادة الباكستانية يستمرون في ضمان بقاء باكستان تابعة لواشنطن، على الرغم من القدرات الهائلة لباكستان، والتي تمكّنها من أن تكون نقطة ارتكاز لدولة الخلافة على منهاج النبوة، أمّا تقوية العلاقات مع روسيا فذلك لأن الولايات المتحدة قد وافقت على تعزيز تلك العلاقات مع عدوها القديم إبان الحرب الباردة، في الوقت الذي يتوحد فيه أهل الكفر في حربهم ضد الإسلام وأهله. وفي الثامن عشر من آذار/مارس 2016، قال السفير الروسي لدى باكستان (أليكسي دينوف) في معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد (ISSI)، حيث كان يلقى محاضرة عن العلاقات الباكستانية الروسية: "إنّ الغرض من الزيارة ليس المشاركة في الاحتفالات، بل هي من أجل غاية محددة" وكان ذلك في إشارة ضمنية إلى إلغاء زيارة (فلاديمير بوتين) لباكستان والتي كان مقرر لها في الحادي عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2012. أما الآن، فإن هناك "غاية محددة" بسبب الإملاءات الأمريكية، حيث فرضت على حكام باكستان الحاليين صقل قواتنا المسلحة بمهارات الروس الأكثر فاعلية في قتال المسلمين، كما تفعل في سوريا، تحت شعار "مكافحة الإرهاب".
إنّ التمارين العسكرية المشتركة مع روسيا هي خيانة للمسلمين الذين استشهدوا وهم يقاتلون القوات الروسية، سواء أكانت ضد القيصرية أم ضد النظام الشيوعي أم ضد الرأسمالية، من الشيشان إلى آسيا الوسطى وأفغانستان، وهي خيانة للضباط والجنود الشهداء من الجيش الباكستاني الذين استشهدوا وهم يدافعون عن باكستان الشرقية، عندما كانت روسيا تدعم الهند علنا لشطر باكستان نصفين وقد كان، وهي خيانة للمسلمين الذين استشهدوا في قتال القوات الروسية السوفييتية في أفغانستان، وهي خيانة للمسلمين في سوريا، الذين يواجهون القصف الروسي بالفوسفور الأبيض في دعمهم لنظام بشار الجزار.
النظام الروسي معادٍ للإسلام والمسلمين، وبالتالي فإن الذي يأمل منه الخير كمن يتوهم العيش في الجنة على الأرض! يجب على المسلمين رفض أي تحالف مع أولئك الذين يقاتلوننا، ويجب الالتزام بالطريق الصحيح لتحصيل القوة والكرامة من خلال العمل الجاد لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
رأيك في الموضوع