يقول المولى عز وجل: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، هذا كلام الله سبحانه وتعالى، فإذا طلب المستضعفون عَوْن الأمة بِنَفِيرٍ أَوْ مَال لِاسْتِنْقَاذِهِمْ فَأَعِينُوهُم أيها المسلمون، فَذَلِكَ فَرْض عَلَيْكُمْ فَلَا تَخْذُلُوهُمْ، أما إن كانوا بمثابة الأسرى كما هم أهل فلسطين فَإِنَّ الْوَلَايَة مَعَهُمْ قَائِمَة وَالنُّصْرَة لَهُمْ وَاجِبَة، حَتَّى لَا تَبْقَى عَيْن تَطْرِف حَتَّى تخْرُج الأمة إِلَى اسْتِنْقَاذهمْ... هذه هي الأحكام الشرعية التي يجب أن نتقيد بها كما تقيد بها الصحابة والفاتحون، فاستنصار أهل فلسطين حق لهم، ونصرتهم واجب على الأمة الإسلامية.
وهكذا فعل صلاح الدين مع احتلال الصليبيين لبيت المقدس فكانت معركة حطين وكنسهم منها، وهكذا فهم قطز الأحكام الشرعية فجاء بجيش من مصر فانشقت جيوش الظلمة والخونة المتعاونين مع المغول والصليبيين والتحقت بجيشه فكانت عين جالوت، وكسر ظهر المغول وأخرجهم من بلاد المسلمين.
واليوم يأتي أبناء الشهداء إلى صلاة الجمعة بدون آبائهم، ويعودون إلى أمهاتهم الثكالى وحيدين، والجريمة وإن كانت من كيان يهود، الذي يقتل يوميا خيرة شباب فلسطين، فإن تكرار هذه الجريمة هي من فعل الأنظمة المطبعة والمنسقة مع كيان يهود، ولولا تخاذل هذه الأنظمة وحراستها وتطبيعها مع يهود لما كان هذا التكرار اليومي لهذه المذابح، ولولا قمة العقبة وقمة شرم الشيخ والقمم التي سوف تليها لما كان هذا التكرار، فهم شركاء في الجريمة!
وعندما نطالب الأمة الإسلامية وجيوشها، أن يقوموا بواجبهم فذلك هو الواجب الشرعي المناط بهم، ولا يستسلم للواقع الذي تمر فيه أمتنا، فالحل واحد لكل الأمة، وسبب المأساة التي تعيشها الأمة وأهل فلسطين واحد وهو غياب دولة الإسلام ووجود الحكام الخونة الذين يقسمون الأمة ويشعلون الحروب ويحرقون البلاد خدمة لمصالح المستعمرين في بلادنا! فالواقع المرير الذي تعيشه الأمة لا يجب أن يكون مثبطا لاستنصار أهل القوة فيها سواء لاقتلاع الأنظمة وإقامة الخلافة الموحدة للأمة أو استنصارها لتحرير الأرض المباركة.
فسيدنا محمد ﷺ عندما طلب النصرة من الأوس والخزرج وقد دارت بينهم حرب أهلية تدخل فيها يهود بالمكر، لكن الله سبحانه وتعالى أذن بالنصر، وفي تلك الظروف العصيبة أقيمت دولة الإسلام الأولى بعد إعطاء الأوس والخزرج النصرة لمحمد ﷺ، فطلب النصرة والاستنصار لا تعوقه الظروف ولا تقف أمامه الخطوب التي قد يغيرها الله بلمح البصر.
وكما أن الأمة يجب أن تكون في دولة واحدة فإن قضية فلسطين لا يجب أن تبقى قضية أهل فلسطين وحدهم، وإنما يجب أن تعود قضية الأمة.
والأمم تتحرك وتستنفر لقضاياها فتحرك الجيوش وتدخل الحروب ولا تقف ساكنة أمام انتهاك حقوقها واحتلال أرضها ومقدساتها.
ويكاد الأوروبيون والغرب يقاتلون على كل شبر من أرض أوكرانيا، فماذا لا تقاتل الأمة الإسلامية على أرض فلسطين؟! أتكون أوكرانيا أعز على الغرب من الأرض المباركة والقدس على المسلمين؟!
إن من حق أهل فلسطين الشرعي أن يطالبوا أمتهم بتحريك جيوشها، من حقهم أن يطلبوا دك كيان يهود بالطائرات، وسحقه تحت جحافل الجنود.
وإن الذي يمنع جيوش الأمة من نيل هذا الشرف العظيم هم الحكام الخونة، ومهمة الأمة الآن هي خلع هؤلاء الخونة، ومن يرتمي في أحضان الحكام الخونة شريك في الجريمة، ويريد تأبيد هذا الاحتلال، فقضية الأمة هي في الانعتاق من الاستعمار، وتبدأ بخلع هؤلاء الحكام الخونة، فتتحرر الأمة وتتحرك جيوشها وتتحرر فلسطين وما ذلك على الله بعزيز، وإعطاء هذه الأنظمة الشرعية يورد الأمة وفلسطين المهالك، فبقاء هذه المنظومة من الحكام الخونة يضمن استدامة احتلال كيان يهود وحراسة أمنه.
إذاً من أجل الخروج من دائرة الذل والاستعمار والاحتلال للأرض المباركة لا بد من اقتلاع هذه الأنظمة، يجب اقتلاعهم وإلا حرقوا ما تبقى من بلاد المسلمين، فعملاء أمريكا في السودان البرهان وحميدتي يحرقون البلد الآن كما حرقها الأسد من قبل.
وفي السودان وغيرها يطبعون مع كيان يهود والأسد وغيره من الأنظمة تحرسه، هذه هي المعادلة التي لا يجب أن تغيب عن أمتنا، لذلك فإن قضية الأمة قضية واحدة وهي اجتثاث هذه المنظومة وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقضية فلسطين فرع عن قضية الأمة، وهي قضية عسكرية محضة وليست قضية قانونية أو سياسية أو دبلوماسية ولا قضية رواتب أو تمويل ودعم مالي، هي قضية عسكرية يُدك فيها كيان يهود دكاً، ويسحق فيها سحقا، ويتبر ما علوا تتبيرا، وتلك مهمة جيوش الأمة التي نستنصرها وننتظرها في باحات المسجد الأقصى.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
رأيك في الموضوع