تحت شعار "اللقاحات ليست آمنة ولا فعالة"، نظمت مؤسستا بنيان والصحوة التنموية يوم 07/02/2023م بصنعاء ندوة بعنوان "خطورة اللقاحات على البشرية". قُدِّمَتْ فيها ورقتان، المهمة والمتخصصة كانت لأخصائي أمراض الباطنية والأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة صنعاء الدكتور عبد العزيز الديلمي، وقد عرَّج فيها على شركات الأدوية واللقاحات المنضوية تحت منظمة الصحة العالمية. وحضر الندوة رئيس الوزراء عبد العزيز بن حبتور ونائباه لشؤون الأمن والدفاع جلال الرويشان، ولشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ووزير الصحة والسكان طه المتوكل وآخرون. وقد تحدث في الندوة رئيس مجلس الوزراء فقال: "إن الرأسمالية الغربية فيها تنوع عجيب، وهي تقتل الشعوب الأخرى وإن النظام الغربي جاء من أجل الهيمنة والسيطرة على البلدان النامية كلها، ولا يمكن الخروج من عباءة النظام الغربي الاستعماري الذي يتحكم في الاقتصاد العالمي بالدولار وغيره من الأدوات إلا إذا كان هناك قوة هائلة تكسره". (صحيفة الثورة الأربعاء 08/02/2023م العدد 21265)
إن جرائم منظمة الصحة العالمية حول العالم تكاد لا تُحْصَى لكثرتها، وهي ليست وليدة اليوم. إن سياسة التعقيم للرجال والنساء، ونشر الأمراض من خلال الطعومات ليست جديدة، فقد طُعِّم أهالي أفريقيا بفيروس الإيدز. فقد بدأت منظمة الصحة العالمية عام 1974م بمهمة تقليل السكان في العالم الثالث (آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية)، لأن من صنعها من أصحاب العرق الأبيض يرون تناقص سكانهم، مقابل تزايد سكان العالم الثالث بنسبة 1:10 في العام 2050م، ويدفعون حكام العالم الثالث إلى تحديد سكانهم. في عام 1960م كان هذا العرق "أوروبا، أمريكا، أستراليا، وكندا" يشكلون ربع سكان العالم (750 مليون من 3 مليار نسمة). (موت الغرب. باتريك بوكانن ص 32). ولغوص هذا العرق البشري في شهواته، حتى انحسر تعداد نفوس سكانه، ليصل عام 2000م إلى سدس سكان العالم، ويتوقع مع منتصف القرن الحالي 2050م أن يصل تعداد سكانه إلى عشر سكان العالم. (موت الغرب. باتريك بوكانن ص 33) غالبيتهم من كبار السن.
عقد العرق الأبيض في مطلع تسعينات القرن الماضي في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية مؤتمراً للندوة العالمية، تم التصديق فيه على برنامج تحديد عدد السكان في العالم. وهدف البرنامج الرئيس هو خفض الولادات في العالم الثالث بحيث تقلص الفارق بين سكانه وسكان العرق الأبيض، ويشمل البرنامج قرابة الـ100 بلد حول العالم. ويتضمن البرنامج تعقيماً إجبارياً للنساء والرجال معاً. ولا غرابة بأن يخطب أحد أعضاء المؤتمر الندوة العالمية بالقول: إذا خفضنا عدد سكان الكرة الأرضية90% فلن يبقى الناس قادرين على إلحاق الأضرار البيئية، وقد قوبل هذا الاقتراح بالتصفيق الحار من الحضور. (لكل هذا ستنقرض أمريكا. أوليغ بلاتونوف ص228)
وهناك من أعلنها صراحة فقال "مفارقة المفارقات. اليوم يضغط غرب مسيحي مسن يموت، على العالم الثالث وعلى العالم الإسلامي ليقبل منع الحمل والإجهاض والتعقيم مثلما فعل الغرب. ولكن لماذا عليهم أن يدخلوا حلف انتحار معنا في الوقت الذي يقفون فيه لوراثة الأرض عندما نكون قد ذهبنا؟" (موت الغرب. باتريك بوكانن ص104)
أُلقيت مهمة خفض السكان على منظمة الصحة العالمية واتخذت من وزارات الإعلام لإنتاج دعايات وإعلانات، ووزارات الصحة بتكريس جهودها لتحديد النسل وإجراء العمليات القيصرية والإجهاض، والقائمين على دور العبادة "مساجد وكنائس ومعابد" حول العالم لإقناع الناس بالانصياع لتحديد النسل. متوَّجة بمؤتمرات السكان كمؤتمر القاهرة عام 1994م، ومؤتمر بكين عام 1995م وغيرها لتأخير سن الزواج والحمل إلى ما بعد سن العشرين عاماً، والمباعدة بين الولادات، وعدم الحمل بعد سن الأربعين، وتوفير وسائل منع الحمل من لوالب وحلقات وواقيات ذكرية.
جميل أن سياسيينا في أنظمة الحكم القائمة في بلاد المسلمين أحياناً ينطقون بما هو حق، ولكن هل يصمدون على ما قالوا؟ أم أنهم عند أول منعطف يعودون فيحتضنون ما عرفوا أنه شر؟ من غيركم فتح البلاد بطولها وعرضها للبنك وصندوق النقد الدوليين، وبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات الغربية في الاقتصاد، والديمقراطية في الحكم، واليونسيف في الصحة واليونيسكو في التعليم؟!
ها هو وزير الصحة والسكان طه المتوكل يؤكد بأن طعومات شلل الأطفال النوع الثاني قد تسببت في ظهور هذا المرض مجدداً في اليمن بعد أن كان قد انتهى، ثم لا يقطع صلته بمنظمة الصحة العالمية ويفتح دكاكين وزارته من جديد لها! وتوهمون الناس بأنه أُنْجِزَ في مواجهة فيروس كورونا، وقمتم بتطعيم الناس بلقاح غير آمن، وحملتموهم مسؤولية ما سيجري لهم جراء هذا التطعيم! ولم تجرؤوا على رد الطعومات، لأن لعابكم سال للمساعدات المربوطة بها! لقد بلغ تطعيم منظمة الصحة العالمية في بعض البلاد ضد فيروس كورونا جبراً!
ألم يذكر بن حبتور أنه يحتاج إلى قوة هائلة تكسر النظام الرأسمالي الغربي؟ ألا يكفي الإسلام؟! يا رئيس الوزراء: إن حزب التحرير يحرص على مخاطبة السياسيين في بلاد المسلمين كغيرهم من أبناء المسلمين، وسيظل يطرق الأبواب حتى تُفْتَحَ له بعون الله، وتُكَلل جهوده بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾، وبشرى نبيه ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
رأيك في الموضوع