انطلقت يوم الاثنين 08/08/2022م مواجهات عسكرية عنيفة في عتق عاصمة محافظة شبوة النفطية بعد إصدار محافظ شبوة الجديد عوض محمد العولقي، الشيخ القَبَلي عضو مجلس النواب السابق عن حزب المؤتمر؛ يوم الأحد 07/08/2022م قرار إقالة عبد ربه لعكب قائد القوات الخاصة التابعة للإصلاح المتمركزة في عتق، دون الرجوع لوزارة الداخلية، التي تتبعها القوات الخاصة. وضرب حصار على منزله قبل مداهمته ونهبه بقصد السيطرة على عتق التي بدأت في آب/أغسطس 2019م بين طرفي النزاع الحاليين؛ قوات المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، التي تعمل جاهدة للتمدد والسيطرة على جميع محافظات جنوب اليمن الست، ولم تنتهِ بإزاحة المحافظ محمد صالح بن عديو رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح، وماجستير إدارة أعمال سياسة واقتصاد برمنجهام بريطانيا في 25/12/2021م بمبرر الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض المنعقد في 05/11/2019م باستبعاد محافظي المحافظات، بعد مطالباته بخروج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية. ورفض الانتقالي المرشح المقترح لمنصب المحافظ من هادي. مضافاً إلى قوات المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية، قوات دفاع شبوة بقيادة طارق محمد عبد الله صالح، وقوات العمالقة في مواجهة القوات الحكومية في محور عتق، المدعومة بقوات الأمن الخاصة التابعة للإصلاح، اللتين يراهما المجلس الانتقالي معتديتين على أرض الجنوب. وفي أثناء معارك عتق تدخلت الإمارات باستخدام الطائرات بدون طيار، وراح ضحية تلك المعارك قرابة المائة من صفوف الإصلاح، بينهم قياديان كأحمد عبد ربه باراس، خلاف أيام الاشتباكات المسلحة العنيفة. وتزامنت الزحوف العسكرية باتجاه عتق مع تنصيب المحافظ عوض محمد العولقي، ومُنحت القيادة فيها لطارق محمد عبد الله صالح، ولم تُمْنَحْ للانتقالي ولا النخبة الشبوانية.
في العام 2019م وصلت قوات من محافظة مأرب اللصيقة بمحافظة شبوة، وهذه المرة أيضاً اتهم محافظ شبوة الحالي عوض محمد العولقي، عضو المجلس الرئاسي ومحافظ محافظة مأرب سلطان العرادة بإرسال تعزيزات كالمرة السابقة إلى محافظة شبوة.
وكان محمد بن صالح عديو المحافظ السابق لشبوة قد تعرّض لضغوطات للتخلي عن منصبه، حين استدعته الرياض لزيارتها في 13/12/2021م، وعاد منها في 08/02/2022م برفقة عدد من القيادات العسكرية والأمنية من ضمنهم مدير أمن المحافظة العميد عوض مسعود الدحبول، والعميد جحدل حنش العتيقي قائد اللواء 21 ميكا، وحين تواطأت قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات مع الحوثيين وأفسحت لهم الطريق في 21/09/2021م للوصول إلى مركز مديرية بيحان والسيطرة على أربع مديريات؛ ثلاث منها في شبوة، والرابعة تابعة لمحافظة مأرب. واستمر الضغط عليه حتى غادر المحافظة واليمن، كما حرمته حتى من المشاركة في تشييع جنازة شقيقه الأكبر حين قُتِلَ في 19/02/2022م.
لم يَغِب النفط عن القتال في شبوة، فقد ذكر المحافظ العولقي، أن المليشيات القادمة إلى المحافظة ليس هدفها السيطرة على المؤسسات والموانئ وحقول النفط في المحافظة. واجتمع المحافظ الثلاثاء 16/08/2022م بممثلي شركة الغاز المسال، وتباعاً التقى المحافظ العولقي في منشأة بلحاف الغازية بالمبعوث الأمريكي ماثيو ليندركنج يوم الأربعاء 17/08/2022م الذي وصل شبوة برفقة ضباط أمريكيين وإماراتيين. ولم يَفُتْ ليندركنج أن يعرج على محافظتي المهرة وحضرموت النفطيتين، قبل محافظة شبوة.
بالأمس خططت بريطانيا أن تضرب الحوثيين بالإصلاحيين، حتى يستقر لها الحد من منافسة صالح ووريثه على حكم اليمن لعقود قادمة. وها هي اليوم تطارد الإصلاحيين بأيادي ربيبتها الإمارات. لم ينفع بريطانيا تفريخ عملائها في جنوب اليمن لتغطية الحراك الثوري الجنوبي الذي يتزعمه حسن باعوم الأمريكي، والذي وصل مساء السبت رئيس مكتبه السياسي فادي باعوم إلى عدن ليكون عن قرب من أحداث شبوة، وألا يترك المجال للانتقالي بعد خروج القوات الموالية للإصلاح من مدينة عتق، كما لم ينفع بريطانيا مزاحمة الحوثيين على طاولة المفاوضات، فقد استغلت أمريكا الأحداث ودست أنفها ودخلت المدخل الأمني العسكري، كما وجهت أنظارها نحو المحافظات النفطية، بتردد سفرائها لدى اليمن من مقر إقامتهم بالرياض، وبمعاونة السفير محمد آل جابر، ودعماً لحراك حسن باعوم في محافظتي حضرموت وشبوة.
بالأمس أطاحت بريطانيا بالشريف حسين بعد أن أشعل لها (الثورة العربية) بتوجيه منها، لصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي راهنت عليه لحماية مصالحها قرابة قرن من الزمان، فمصلحتها مقدمة على ما يظنه من رضوا بالمضي في مخططاتها، وهم يظنون أنهم يحققون مصالحهم أيضاً! ونسوا بأن الإخلاص في العمل لله شرط لقبوله، وإشراك غيره معه معروف أمره.
لا يزال الصراع الدولي بين بريطانيا وأمريكا على اليمن قائماً، من غير أسف منهم على تفتيته، وأهل اليمن يسكتون على الأدوات المحلية كالمجلس الانتقالي والمجلس الرئاسي وطارق محمد عبد الله صالح، المشاركة في الصراع، الذين طغوا على حراك باعوم الثوري، بمعونة من عملائهم الإقليميين "الإمارات البريطانية، والسعودية الأمريكية". إن حضور ضباط الإمارات برفقة ليندركنج خلال زيارته لمحافظات المهرة وحضرموت وشبوة، لا يجعل أمريكا تنفرد بالأعمال في تلك المحافظات. أما الرياض فإنها تعمل جاهدة لإحلال عملاء أمريكا في الوسطين السياسي والعسكري، وكل هذا حتى لا يعود المسلمون إلى ما كانوا عليه.
فاليمن تحتل مكانة خاصة، وذلك لموقعها ودور أهلها "الأنصار ومن تبعهم بإحسان" في نصرة الإسلام وقيام دولته في المدينة المنورة، لا زالت الفرصة قائمة لأن ينجو أهل اليمن من تناوب السيطرة الدولية على بلادهم، بطردهم جميعاً. ألم يأن لأهل اليمن اليوم العودة لدينهم بإعطاء تأييدهم ونصرتهم لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟!
النفط والغاز
أهم من دماء أهل شبوة وما جاورها!
بقلم: المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن
رأيك في الموضوع