كشف ناشطون موالون لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، التابع للإمارات، عن وصول قوات أمريكية إلى مدينة عدن، وانتشارها في مواقع مختلفة بالقرب من محيط قصر المعاشيق، بهدف الإشراف على تجهيزات أمنية وفنية لمباني القصر، المقر المرتقب لإقامة عبد ربه منصور هادي.
وقد وصلت هذه القوات بطائرة نقل عسكرية أمريكية كبيرة فجر السبت 11/09/2021م بشكل سري إلى مطار عدن جنوب البلاد وعلى متنها وحدات عسكرية من الجيش الأمريكي يصل قوامها إلى 300 ضابط وجندي معززين بـ12 طائرة بلاك هوك و30 مدرعة هارفي إضافة إلى 4 أنظمة دفاع جوي نوع باتريوت وغرفة عمليات ميدانية متكاملة. وقد وصلت هذه القوات العسكرية عقب ساعات من تهديدات واشنطن للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتبرير أمريكا إرسال قواتها إلى عدن، بأنه لحماية عبد ربه منصور هادي، هو عذر أقبح من ذنب، فالمعروف أن عدن خارج سيطرة ما تسمى حكومة هادي، بل منذ سنوات هي تحت سيطرة المجلس الانتقالي التابع للإمارات.
وفي 8 آب/أغسطس 2021م وصلت قوات بريطانية إلى محافظة المهرة اليمنية، تحت ذريعة ملاحقة مهاجمي سفينة ميرسر ستريت التابعة لكيان يهود التي تعرضت لهجوم قبالة سواحل عمان في 29 تموز/يوليو الماضي، وهو ما أثار غضبا واسعا لدى الحوثيين حيث قال محمد عبد السلام في حديث خاص للخنادق إن "وجود قوات بريطانية في المهرة هو ليس جديدا، بل له أكثر من سنتين، والوجود العسكري الأجنبي في اليمن مرفوض... ولهذا نحن نعتقد أن أي قوات عسكرية هي قوات احتلال".
إن التحركات البريطانية والأمريكية في جنوب وشرق اليمن تؤكد حقيقة صراعهما على اليمن، وها هو اليوم قد أضحى مكشوفاً للعيان، فوصول القوات الأمريكية إلى عدن، يعتبر امتدادا للصراع البريطاني الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وظاهرة للسباق المحموم بينهما للسيطرة على مناطق طريق التجارة العالمية، مؤكدين أن موقع اليمن الجيوسياسي الاستراتيجي يظل حاضراً وبقوة في كل الجولات والميادين وفي كافة حفلات التنافس الإقليمية والدولية.
إن موقع اليمن البحري سيظل نقطة حساسة في خارطة النفوذ لكافة القوى العالمية عبر التاريخ وقد وضعت لندن الخط الإماراتي الساخن الممتد من عدن حتى الحديدة تحت الرقابة الدائمة عن طريق الأتباع طارق محمد عبد الله صالح (نجل شقيق الهالك)، والمجلس الانتقالي وحكومة هادي التي تساير بها أمريكا وذلك لانتظار حسم الصراع.
أما التحركات الأمريكية المكثفة في المحافظات اليمنية الجنوبية، وبعد أن أصبح عملاؤها الحوثيون مسيطرين على الشمال ضربوا بيد من حديد على يد قوى النفوذ البريطاني في شمال البلاد المتمثل في مشيخة حاشد وبكيل وبقية أتباع الهالك صالح، كان لا بد من تعزيز وجودها في الجنوب وبسط نفوذها على السواحل اليمنية وطرد النفوذ البريطاني المتوغل في اليمن منذ سنين.
إن هذه التحركات تؤكد حقيقة الأطماع الأمريكية في اليمن وإمكانية استهداف قيادات ومكونات يمنية من بينها المجلس الانتقالي.
وفي وقت سابق على وصول هذه القوات وُجِّهت رسالة وُصِفت بالمفاجئة وجّهتها القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن، كاثي ويستلي، إلى من أسمتهم أصحاب الخطاب التصعيدي في المحافظات الجنوبية لليمن، في إشارة إلى الانتقالي الذي صعد لهجته العدائية ضد ما تسمى بالحكومة اليمنية.
وقالت ويستلي، في تغريدة على حساب السفارة الأمريكية لدى اليمن: "أولئك الذين يقوضون أمن اليمن واستقراره ووحدته يخاطرون بالتعرض للرد الدولي، ومضاعفة المعاناة في اليمن وإطالة أمدها".
وكما يبدو من رسالة كاثي ويستلي لأصحاب الخطاب التصعيدي والإجراءات في محافظات اليمن الجنوبية فهي تريد توحيد أتباع بريطانيا بمكوناتها الثلاثة ما تسمى بالشرعية (حزب الإصلاح وحزب مؤتمر الخارج) وقوات طارق صالح والانتقالي، وتنفيذ اتفاق الرياض، ليكونوا طرفا واحدا مقابل طرف الحوثي الذي أصبح أمره شبه محسوم في الشمال، تمهيدا للحل السياسي القائم على الحل الوسط والذي ما زال متعثرا لاختلاف المؤثرين الفاعلين أمريكا وبريطانيا.
يا أهلنا في اليمن: لقد ثبت لكم يوماً بعد يوم حقيقة الصراع في اليمن ومن هم أصحاب القرار الفعليون، إن من تسمُّونهم بالقيادات سواء في الشمال أو في الجنوب إنما هم أتباع وعملاء للغرب الكافر المستعمر، وليس أمامكم إلا الالتفاف حول العاملين المخلصين شباب حزب التحرير والعمل معهم لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة في اليمن لتشمل فيما بعد الأمة الإسلامية، رافعةً راية الإسلام لتحرير الناس من بؤس الرأسمالية، فقد بشّر بها نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، وقد لاحت في الأفق القريب بشائرها بإذن الله، فكونوا أنتم أولى بها وأهلها.
رأيك في الموضوع