أجرى رئيس تونس الباجي قائد السبسي زيارة رسمية إلى فرنسا يومي 7 و 8 نيسان/أبريل 2015 بصحبة وفد ضم كلا من وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش والوزير المستشار السياسي محسن مرزوق ووزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لطيفة الأخضر والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني كمال الجندوبي.
خلال هذا الزيارة، تمّ التوقيع على إعلان نوايا بين تونس وفرنسا، سيتم بموجبه تحويل مبلغ 60 مليون يورو إلى مشاريع تنموية يسمح بالشروع الفوري في بعثها لاستغلال المناطق المهمشة في تونس.وهذا بطبيعة الحال، لا يعني التكرم بإسقاط الديون بل يعني تحويلها إلى استثمارات تعود بالفائدة أضعافا مضاعفة على فرنسا، مع العلم كذلك أنه يُقَدّر المبلغ الإجمالي لديون تونس لدى فرنسا بـ 1.5 مليار يورو. وهذه القروض التي تمت في زمن المخلوع بن علي كانت مظهرا من مظاهر الفساد والاستغلال الفرنسي لتونس التي أنهكت البلاد وأثقلت كاهل الشعب.
كما وقع الطيب البكوش مع وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، على اتفاقية حول الحوار السياسي على أعلى مستوى، سيتم بمقتضاه إحداث مجلس تونسي فرنسي للحوار السياسي، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقية تمويل مشروع في مجال حقوق الإنسان في تونس بقيمة 40 ألف يورو أي ما يعادل 91.2 ألف دينار. وهذا ما يجعل الوصاية الفرنسية أكثر رسمية وفي إطار مجالس معلنة وكأن التدخل في شؤون البلد حق مكتسب للدولة التي استعمرتنا وقتلت أجدادنا.
من جهة أخرى، أمضت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لطيفة الأخضر ووزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيليران، على إعلان نوايا لدعم التعاون المشترك في قطاع الثقافة، وهذا مظهر من مظاهر حرص فرنسا على نشر ثقافتها التي لم تجلب للعالم إلا البؤس والفقر والتهميش، ثقافة جعلت الطمأنينة والسعادة غاية لا تدرك لمن تشبع بها وأراد العيش بحسبها.
وخلال هذه الزيارة، كشفت بعض وسائل الإعلام عن صفقة فرنسية - تونسية بتمويل إماراتي لتزويد الجيش التونسي بمعدات عسكرية فرنسية. ولكن رفض السبسي في الندوة الصحفية الإجابة عن سؤال حول ما تردد وشدد على سرية هذه الأمور.
وكما أعلن هولاند أن باريس وتونس تتعاونان منذ أشهر، على صعيد الأمن ومكافحة الإرهاب، معتبراً أن ذلك سيعزز أمن الحدود الجنوبية لتونس بفضل التعاون الاستخباراتي مع باريس. أفلا يمكن اعتبار هذا التصريح تأكيدا لما يّروج أن المخابرات الفرنسية ترتع في البلد؟
في الختام، زيارة رئيس الدولة لفرنسا لم ينتظر منها الناس شيئا وبالفعل لم تحقق لهم شيئا، سوى الإهانة فقد جعلت فرنسا تحس وكأننا ما زلنا مستعمرة فرنسية. ولكن خفي عنهم أن ذلك الزمن قد ولّى حقيقة وأن الزمن هو زمن الأمة وستأخذ زمام أمورها عما قريب بإذن الله.
رأيك في الموضوع