أرسلت الاخت Sahar Saleh – سحر صالح هذه الرسالة:
السلام عليكم تحت عنوان: شعوب العالم تريد إسقاط الرأسماليًّة، كتب المرحوم الحاج يونس حماده إقنيبي (أبو حمادة) هذا الموضوع قبل أسبوع من وفاته، وطلب مني أن أرسله لجريدة القدس لنشره، وقد رفضت الجريدة نشر هذا الموضوع، دون ذكرها الأسباب، ولكون المرحوم من الرعيل الأوّل، ومن الحلقة الأولى في حزب التحرير، فقد أرسلته لكم لتعم الفائدة. وهذا هو الموضوع:
شعوب العالم تريد إسقاط الرأسمالية
وأخيراً أدركت شعوب العالم بفطرتها، أنّ شقاءها إنما هو بسبب تطبيق النظام الرأسمالي عليها، إذ اكتشفت أنّ 1٪ من الناس يملكون 99٪ من ثروات وقدرات العالم، تتمتّع به الأقليّة، وتُحرم منه الاغلبيّة، فالرأسماليّة أو ما يسمى نظام الحريّات، أو اقتصاد السوق، أو العَلمانيّة، أو نظام الإصلاحيين، هي أسماء لنظام قائم على عقيدة فصل الدين عن الحياة، وقد نتج عن هذا المبدأ أفكار ومفاهيم، مثل الوطنيّة والقوميّة والحريّة، والتي تعولمت حتى أصبحت أفكاراً عالميّة، وطبقت بواسطة أجهزة الحكم. وأصل هذا المبدأ، أفكار جاء بها راهب ألماني كاثوليكي، اسمه "مارتن لوثر" 1483 - 1546م، حيث بدأ بالإصلاح الديني في ألمانيا سنة 1517م، تحت اسم "البروتستو" أي إقامة الحجّة، وقال بعدم مشروعيّة النظام الكنائسي والرهبنة، فانفصل عن الكنيسة، بشأن الغفرانات وسلطة البابا "الكثلكة" والتبتّل وإكرام القدّيسين والمطهر، كما جاء في المنجد صفحة 457/1947، للإرشمندريتأغناطيوس، الطبقة 20 دار المشرق بيروت، فحصل صراعٌ عنيف بين رجال البابا الكاثوليك والبروتستانت، حيث قُتلت أعدادٌ هائلة، بطرق وأساليب تقشعرّ لها الأبدان، إلى أن نجحت ثورة البروتستانت سنة 1789م، والتي سميت بالثورة الفرنسيٌّة، حيث أنهى أقطابها حياة لويس السادس عشر سنة 1793م، وتأسست الجمهوريّة التي قامت بفصل الدين عن الحياة والسياسة رسميّاً... وقد جاء بعد ذلك نظامٌ قائمٌ على عقيدة "أن لا إله والحياة مادّة"، هو النظام الاشتراكي الشيوعي، الذي ألقاه أصحابه في حاويات القمامة، وهو لا يستحق البحث خصوصاً أنه ليس بعيداً عن ذاكرة الناس، لِما لاقوا وسمعوا، عن المصائب والويلات والفقر، والذي لم يقلّ ظلماً وبشاعةً وقتلاً عما سبقه، من نظام القياصرة... أما النظام الربّاني الإسلامي، فقد غُيّب عن معترك الحياة، في هذا الخضمّ، والذي أقصي بإقصاء السلطان عبد الحميد، سنة 1909م، على يد حزب الاتحاد والترقّي، والعَلمانيين والقوميين، عرباً وأتراكاً، ومعظمهم من المرتدّين، وغير المسلمين، بعد أن مهدوا بنشر الأفكار القوميّة والوطنيّة والحريّة، فصارت البلاد والعباد، نتيجة لذلك شذر مذر، كثيرٌيموت جوعاً، وكثيرٌ يموت تُخمة، ونتيجة الظلم والقهر والكبت، انفجرت شرارة التغيير، من تونس وامتدّت حتى وصلت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا، وليس مستبعداً أن تعمّ سائر بلاد المسلمين والعالم، مطالبة بالتغيير، حيث قامت مظاهرات في حوالي ألف مدينة حول العالم، تحت عنوان "احتلّوا وول ستريت"، ولمّحت بعض الشعارات أن جرّبوا اقتصاد الاسلام. فالشعوب تبحث عما يوفّر لها العدل والاستقرار والأمان. وأخيراً فإننا نرجو لشعوب العالم، الاهتداء إلى ما تصبو إليه، وهل هناك أجدر وأحق وأنسب من إعادة تطبيق الإسلام، نظاماً كاملاً في معترك الحياة؟؟؟
رأيك في الموضوع