مواصلة لسيرة الخونة حكام المسلمين، الذين يلتقون بقادة كيان يهود سراً وعلانية، قام يوم الاثنين 03/02/2020م، الفريق أول عبد الفتاح البرهان؛ رئيس مجلس السيادة السوداني، بلقاء رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي الأوغندية، بعد أن تلقى قبله بيوم واحد مكالمة هاتفية من وزير خارجية أمريكا بومبيو، طالباً منه أن يلتقي بنتنياهو، ومقدماً له دعوة لزيارة الولايات المتحدة، وما يؤكد بأن هذا اللقاء كان بأمر من بومبيو، هو شكره للبرهان على هذه الجريمة النكراء. وقد أورد موقع روسيا اليوم خبراً جاء فيه: (قال رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الأربعاء، إن لقاءه مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو في أوغندا، كان بترتيب أمريكي).
ورغم التكتم الذي أحيط باللقاء، إلا أن كيان يهود، وكعادته بفضح العملاء حتى لا يترك لهم ورقة توت يسترون بها سوءاتهم، فقد ذكرت الجزيرة نت أن ديوان رئاسة وزراء كيان يهود قال في رسالة مقتصبة: (إن نتنياهو والبرهان بحثا معاً سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين)، كما قال مسئول كبير في كيان يهود لوكالة رويترز: (إن نتنياهو يعتقد أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي)، كما قال عبد الفتاح البرهان: (إنه يرغب في مساعدة بلده على المضي قدماً في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته، ووضعه على خريطة العالم)، وكذلك ذكر نتنياهو في تغريدة على حسابه الرسمي في التويتر، أنه التقى البرهان في مدينة عنتبي الأوغندية، وأنهما (اتفقا على بدء تعاون من شأنه تطبيع العلاقات بين البلدين).
ولما انكشف المستور، وعلم الناس بالجريمة، صار الجميع يتبرأ منها، رغم تأكيد البرهان أنه أبلغ رئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك قبل يومين من اللقاء المشئوم، لعلمهم أن أهل السودان لن يقبلوا بهذا الأمر، لأنه يمس عقيدتهم، لذلك بادر مجلس الوزراء، ممثلاً في وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، بإصدار بيان أوضح فيه أنه لم يتم إخطار مجلس الوزراء، ولا التشاور معه بشأن اللقاء، مشيراً إلى أن المجلس ينتظر توضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة، وعاد البرهان والتقى بمجلس الوزراء... والغريب أن المجلس لم يدن الخطوة التي قام بها البرهان، وكل الحديث كان حول مخالفته للوثيقة الدستورية، وأن هذا الأمر ليس من اختصاصه، ولكن البرهان صعقهم بقوله: إنه لم يعقد اتفاقاً، ولم يلتزم بشيء، وإنما - حسب تعبيره - فتح "نفاجاً"، طالباً منهم أن يقوموا هم بالباقي. والأغرب من ذلك أن رئيس الوزراء، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" قال: "نرحب بالتعميم الصحافي للبرهان حول اجتماعه مع بنيامين نتنياهو. ونظل ملتزمين بالمضي قدماً من أجل إنجاز مستحقات المرحلة الانتقالية المهمة، وتجاوز التحديات الماثلة أمامنا..." (إندبندنت عربية 06/02/2020م).
هذا الموقف المائع من أزلام الحكومة السودانية يؤكد أنهم لا مانع لديهم من القيام بجريمة التطبيع مع كيان يهود، ولكن ليس عبر رجال أمريكا (العسكر)، أما أحزاب الحكومة التي أدانت اللقاء فقد كان منطلقها أن البرهان ليس من اختصاصاته أن يقوم بمثل هذا الأمر، وأنه بذلك خرق الوثيقة الدستورية. وفي تضليل فاضح ادعت قيادة الجيش في السودان أن الجيش يقف مع قائده، وأنه موافق ومبارك لما تم، فالجيش السوداني هم أبناء المسلمين، ولا يمكن أن يقبلوا بهذه الخيانة، والبيان الصادر من القيادة لا يمثل إلا العملاء، الذين يبيعون قضايا الأمة في كل مرة بثمن بخس، بل وبلا ثمن في مرات عديدة، وحتى يغلقوا الباب أمام المخلصين من أبناء الجيش صدر هذا البيان الكذوب. ثم قام بعض الكتاب المأجورين بمحاولة تسويق هذه الخيانة بمبررات هي أوهن من بيت العنكبوت، وترويج لبضاعة كاسدة لن تقبل عليها الأمة، وذلك بقولهم إن التطبيع مع كيان يهود سيفتح للسودان باباً من المن والسلوى، وسترفع أمريكا اسمها من قائمة الدول الراعية (للإرهاب)، وغير ذلك من أقوال ممجوجة، مثل إن أغلب الدول العربية لها علاقات مع كيان يهود. هذه المبررات التي يسوقونها تؤكد أنهم يعلمون أن أهل السودان المسلمين لن يساوموا على قضية المسلمين في فلسطين، لذلك يقدمون المبررات، لأن الواثق من قضيته، المؤمن بها، لا يبحث لها عن مبررات حتى تقبل.
وأيضاً الذي يؤكد أن أهل السودان ما زالوا صامدين على مبدئهم الإسلام وقضاياه التي لا مساومة فيها، حتى ولو فتك بهم الجوع الذي يصنعه الحكام الفاشلون، هذا الموقف القوي يظهر في أن حزب التحرير/ ولاية السودان، كان قد أصدر في الحادي عشر من جمادى الآخرة 1441هـ، الموافق 05/02/2020م نشرة تم توزيعها في العاصمة الخرطوم، وأغلب مدن السودان، بعنوان: (متسربلاً بالخزي والعار البرهان بأمر من أمريكا يسعى للتطبيع مع كيان يهود)، بين الحزب من خلالها خيانة حكام المسلمين، وتفريطهم في قضايا الأمة المصيرية، وتمكينهم للغرب الكافر من ثروات الأمة، وتنافسهم في إرضاء أسيادهم في الغرب، كما بين الحكم الشرعي وما هو مطلوب من الأمة، فكان موقف أهل السودان أنهم قد تقبلوا هذه النشرة بالبشر والترحاب، مؤكدين أنهم لن يبيعوا مهما كان الثمن، وأنهم مستعدون للتضحية بأنفسهم وأموالهم، فالحمد لله ثم الحمد لله، فإن الأمة بخير ولن تضرها الأصوات الشاذة، فإن الزبد يذهب جفاء، وإن ما ينفع الناس يمكث في الأرض. فقناعتنا أن فلسطين ومسجدها الأقصى، بل وكل بلاد المسلمين المحتلة لن يحررها إلا جند الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي قد آن أوانها، وأظل زمانها، مثلما حرر القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الأرض المقدسة من الصليبيين، ومثلما حافظ عليها الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني، لذلك، وحتى نعجل بالنصر والفتوحات، لا بد من العمل الجاد مع العاملين لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة.
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع