(الجزء الأول)
في رده على كلام الرئيس الفرنسي ماكرون "يجب على تركيا إيقاف أعمالها في شرق البحر المتوسط" قال الرئيس أردوغان: "يمكن للذين يملكون حق الكلام في شرق البحر المتوسط وحدهم أن يتكلموا. فمن أين يملك الفرنسيون حق الكلام في شرق البحر المتوسط؟ هل هي من الدول المطلة على سواحل شرق البحر المتوسط؟ إنه يرى في نفسه عريسا وعروسا. لا يوجد شيء من هذا القبيل. نحن دولة ضامنة في شرق البحر المتوسط. واليونان وإنجلترا دول ضامنة. ويمكنني أن أتفهم إن قالت هذه الدول شيئاً. فما شأن فرنسا هنا؟ فإن كنت تريد أن تقول: "إن توتال شركتي التي أجرت اتفاقيات هنا"، فدع الكلام لشركة توتال". (16 حزيران 2019، صباح)
بدأت مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط تحتل أهمية حساسة لا سيما خلال السنوات العشر الأخيرة. فقد أدت العمليات التي تجريها تركيا وكيان يهود ومصر وجمهورية شمال قبرص التركية وجمهورية جنوب قبرص اليونانية واليونان إلى جانب القوى الدولية في مجال التنقيب عن الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط في العقد الأخير إلى تسخين المياه من جديد. كما تريد دول لا حدود لها مع المنطقة مثل أمريكا وروسيا وإنجلترا أن تضع ثقلها في معادلة الطاقة في البحر المتوسط.
تشير التقديرات إلى أن منطقة حوض المشرق الواقعة بين جزيرة قبرص ولبنان وسوريا وفلسطين، والتي تشكل محل تركيز شركات الطاقة العملاقة، تنام على احتياطي نفطي يبلغ 1.7 مليار برميل، واحتياطي غاز طبيعي يبلغ 345 مليار متر مكعب. وبينما تقوم الدول الواقعة على ساحل البحر المتوسط بنشاطات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في "المناطق الاقتصادية الحصرية" ومناطق مختلفة من مياهها الإقليمية، تحول كيان يهود على مياه البحر الأبيض المتوسط من مستورد للوقود الأحفوري في العقد الماضي إلى مصدِّرٍ للغاز الطبيعي على المدى الطويل. وقد قامت نوبل إنيرجي مع شركائها في كيان يهود بالتنقيب عن حقول الغاز الطبيعي في مناطق تامار (2009) ودلتا (2009) ودولفين (2011) و Noa2(2011) وطنين (2012) و Pinnacles(2012) وكاريش (2013).
فيما يلي احتياطي الغاز الطبيعي العام في هذه المناطق الخاضعة لسيطرة أمريكا وكيان يهود. لا تشمل هذه الأرقام كميات النفط في الحقول:
اسم الحقل | كمية الغاز الطبيعي |
تامار | 280 مليار متر مكعب |
بئر دلتا - 1 | 14 مليار متر مكعب |
ليفياثان | 622 مليار متر مكعب |
دولفين -1 | 15.5 مليار متر مكعب |
طنين | 33.98 مليار متر مكعب |
كاريش | 59 مليار متر مكعب |
وكان دخول تركيا في هذه القضية في إطار جزيرة قبرص. تقوم قبرص الجنوبية الخاضعة لسيطرة القبارصة اليونانيين بنشاطات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي من خلال الرخص التي منحتها لبعض الدول لإنشاء 13 منطقة اقتصادية حصرية في جميع أنحاء الجزيرة. من بين الشركات الرئيسية العاملة في شرق البحر المتوسط؛ شركة بترول تركيا المساهمة (تباو)، إكسون موبايل ونوبل الأمريكيتين، توتال الفرنسية، أني الإيطالية، كوغراس الكورية الجنوبية، قطر للبترول وبريتيش بتروليوم البريطانية وديليك وأنور في كيان يهود. فيما يلي المناطق التي تطالب بها قبرص الجنوبية وتوزيع الشركات التي تقوم بنشاطات التنقيب عن النفط والغاز في هذه المناطق:
رقم القطاع | شركات التنقيب وحصصها |
القطاعات 2 و3 و9 | شركة إيطاليان أني وشركة كوغراس الكورية الجنوبية صاحبتا امتياز مشتركة (80% أني، 2% كوغراس) |
القطاعان 6 و11 | شركة توتال الفرنسية وشركة أني إيطاليان صاحبتا امتياز بحصص متساوية |
القطاع 8 | شركة إيطاليان أني منفردة صاحبة امتياز |
الحقل الثاني عشر | 35% لشركة نوبل الأمريكية، و35% لشركة BG الإنجليزية، و30% لشركتي ديليك وأنور الإسرائيليتين |
القطاع رقم 10 | إكسون - موبيل الأمريكية وبتروليوم القطرية |
القطاعات 1، 2، 4، 5، 7، 13 | لا تزال المفاوضات جارية |
تبين الخريطة أدناه الحقول المتنازع عليها بين قبرص الشمالية (تركيا) وقبرص الجنوبية، وتوزيعها:
المناطق المحاطة بالخط الأزرق A, B, C, D, Eوالواقعة في الشمال بتمامها مناطق تنقيب تركية، وتقوم تركيا بالفعل بأعمال التنقيب عبر سفينتها الفاتح. وستنضم إليها سفينة ياووز قريباً للقيام بأعمال التنقيب. والمناطق المبينة بالأرقام 2، 3، 8، 9، 13 مناطق متنازع عليها بين الأتراك والروم. والمناطق 1، 4، 5، 6، 7، 10، 11، 12 بتمامها امتياز للروم.
بقلم: الأستاذ محمد حنفي يغمور – أنقرة
رأيك في الموضوع