حضرت النائبة الأولى للخارجية الأمريكية إليس ويلز إلى قرغيزستان وأعادت مبلغ 4.6 مليون دولار إلى قرغيزستان، التي سرقها آل باكييف. في اليوم التالي وصلت إلى أوزبيكستان وقالت إن أمريكا ستزيد المساعدة المالية إلى ثلاثة أضعاف خلال السنتين المقبلتين.
في الوقت القريب كان المؤتمر العلمي في طشقند تحت عنوان "الترابط في آسيا الوسطى: التحديات وفرص التعاون". اشترك فيه 35 دولة، و9 منظمات دولية وإقليمية، و71 مركزاً تحليليا، وممثلون عن 18 مؤسسة دولية.
في 21 شباط تم الاجتماع الدوري لرؤساء أركان القوات المسلحة لدول جنوب آسيا، حيث اشترك رؤساء أركان أوزبيكستان وكازاخستان وتركمانستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان ونائب رئيس أركان قرغيزستان وقائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية.
وفي أواخر آذار/مارس يتوقع قدوم بوتين رئيس روسيا إلى قرغيزستان، وقد بدأت الأعمال التحضيرية لذلك.
وفي أوائل آذار/مارسكانت الدورة الحادية والعشرون للمؤتمر الحكومي الدولي بين روسيا وقرغيزستان كما أفاد راديو "آزاديك" عن ذلك.
من جهة ينظم الغرب المستعمر الاجتماعات آنفة الذكر في آسيا الوسطى، ومن جهة أخرى تخطط روسيا لإقامة قاعدة عسكرية جديدة في جنوب قرغيزستان. وتبقى دول آسيا الوسطى هدفاً للدول العظمى الاستعمارية تحت الأخطار والتهديدات. وقد بدأت الجهتان تضغطان بكل ما في وسعهما على دول آسيا الوسطى في محاولة منهما لجرها إلى المصالح الخاصة بهما.
إن دول آسيا الوسطى لا تزال ميداناً للصراعالسياسي بين أمريكا وروسيا والصين، حيث تحاول هذه الدول تحقيق مصالحها من خلال إيجاد توترات مزيفة بتنظيم المؤتمرات! وبعد الاجتماعات التي تستهدف كيفية معالجة هذا الوضع المقلق تعمل الدول العظمى على إقامة القواعد العسكرية ونهب المصالح الاستراتيجية من الثروات الطبيعية والمطارات والسكك الحديدية...
في الآونة الآخرة بدأ توتر العلاقات بين قرغيزستان وأوزبيكستان بسبب هذه السياسة الدولية الملعونة. فقرغيزستان لا تستطيع أن تتخلص من نفوذ روسيا. أما أوزبيكستان وبسبب كثرة الثروات الطبيعية فيها وموقعها الجيوسياسي والاستراتيجي فقد أخذت تبعد عنروسيا من خلال تأييد قوي من الدول الغربية. وتعمل أوزبيكستان بمساعدة أمريكا على تحقيق المشروع الأمريكي الذي يهدف (للسلام) في أفغانستان. فإذا نجح هذا المشروع فسوف تسيطر أوزبيكستان على العبور من خلال أفغانستان، بل ستصبح دولة رائدة مؤثرة في المنطقة.
أما روسيا فبسبب أن هذا المشروع يضر بمصالحها في آسيا الوسطى فإنها تضغط على قرغيزستان لتوتير علاقاتها مع أوزبيكستان؛ لذلك فإن الأجهزة الأمنية القرغيزية أعلنت أنها اعتقلت (إرهابيا) جاء من أوزبيكستان وحاولت وصف ذلك بالخطر القادم من أوزبيكستان. ولا يعلم أحد مدى خطورة الفتن التي ستوقظها روسيا (لمعالجة هذه المشكلة). لا شك أن روسيا ستستعمل كل إمكانيتها لتحقيق ذلك. والمعهود عنها أنها تزرع الفتن الحربية وغيرها من الفتن المادية المختلفة في المنطقة؛ لأنها لم يبق أمامها خيار أو كاد.
قرغيزستان رغم كونها تعلم أن مسألة أخطار الإسلام هي مزعومة ومزيفة وأن مكافحتها غير مفيدة لبلادنا فإنها تخاف من روسيا،فقامت بمعاونتها في إيجاد البيئة المتوترة؛ ذلك أنها تعلم أن روسيا قادرة علىتنظيم أعمال عنف بنفسها، وكذلك فيما يتعلق بالقطاع الاقتصادي فإن قرغيزستان تحتاج إلى عمالنا الذين يعملون في روسيا، وعليه يبدو أن قرغيزستان تريد أن تسير خلف روسيا إلى آخر المطاف. ومن المتوقع توتر العلاقات بين دول المنطقة بسبب الوضع السياسي الدولي المتردي.
لا توجد أية مصلحة للأمة أو لشعوب آسيا الوسطى. والسياسة الدولية في ظل هيمنة الكفر العالمي لا تسمح لدولة من دول المنطقة أن تتخلص من سيطرتها. وبالتالي من المحال أن نحصل على الاستقلال أو الأمن من هذه الدول الكافرة. ففي الشرق الأوسط مثلا، تَعِدُ فيه هذه الدول باستقلال الشعب الكردي ولكنها تستغلهم لمصلحتها. والأكراد لا يزالون يساعدون الدول المستعمرة، ظنا منهم أنها ستعطيهم دولة مستقلة ويقومون بأعمال فيها ضرر على الإسلام والمسلمين. فأية دولة من الدول المستعمرة لا تسمح لأي دولة تابعة لها أن تستقل بإرادتها. فالحرية لا تُعطى بل تنتزع انتزاعاً.
حسب هذه الحضارة، فإن دول آسيا الوسطى تسير في الطريق الماكر والمحتال والمخادع، حيث جميع حكامها عملاء للدول الكافرة المستعمرة ويتفننون في إضاعة مصالح الأمة والتفريط بثرواتها. فمثلا، هم يستدينون من الصين لا لشيء إلا لمشروعات تافهة غير ضرورية ويعطون الصين ثروات الأمة التي في باطن الأرض وظاهرها.
إن الوضع في آسيا الوسطى يمكن أن يؤدي إلى صراع دول المنطقة فيمابينها، بل ربما إلى الحرب. وعليه يجب علينا نحن المسلمين أن نأخذ حذرنا، وألا نسمح لهذه الدول أن تزرع بيننا النزاع القومي القطري والحدودي! ولا خلاص لنا من مكائد دول الكفر ومكرها السياسي إلا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
فلنكن بعيدين عن جميع الفتن التي يشعلها عملاء أجهزة السلطة الأمنية والحكومية. وأكبر فتنة هي التي يمكن أن تؤدي إلى تدبير عمليات عنف باسم قوم على قوم آخرين، فعلينا الحذر الحذر وكل هذه الأخطار يتوقع أن تأتي من الدول الكافرة.
بقلم: الأستاذ عبد الرزاق القرغيزي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في قرغيزستان
رأيك في الموضوع