إن التخبط الغربي في تحديد أبسط المفاهيم كالجنس البشري يعكس أزمة فكرية عميقة نابعة من فصل الدين عن الحياة، ما أدى إلى ارتباك وتشكيك في ثوابت فطرية. وعلى النقيض، جاء الإسلام منذ أربعة عشر قرناً بتحديد واضح للهوية الجنسية، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾، وحذر من أخطار الشذوذ، عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ أنه قال: «... لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا» رواه ابن ماجه. ووضع أحكاماً تحفظ التوازن الطبيعي للمجتمع، محذراً من الانحرافات التي تضر بالفرد والجماعة.
أيّها المسلمون: إن الحضارة الغربية العلمانية المادية الشاذّة، مصممة على بتر الفطرة البشرية! وأنتم أبناء خير أمة أُخرجت للناس أصحاب رسالة الإسلام العظيم، وشهادة الحق على العالمين، أنتم طوق نجاة العالم وخلاص البشرية، فإسلامكم العظيم هو بناء تامُّ الصّنْعَة، رؤيته أساسها عقيدة قطعية يقينية، وهذه الرؤية المستنيرة تعطي الإنسان تصوراً حقيقيّاً للحياة الدنيا، فيصبح لوجود الإنسان وحياته سببٌ ومعنى وغاية، يرتقي خلاله بالسير على هدي خالقه وبارئه.
أيّها المسلمون: يا معشر الأتقياء الأنقياء وحملة دعوة الإسلام العظيم، ما لهذا العالم المنكوب البائس إلا أنتم لإخراجه من حيرته وضلاله، وأن تحملوا دعوة الإسلام العظيم نوراً وهدى للعالمين، فتَصِلُوا الأرض بالسماء ليرضى عنكم رب الأرض والسماء.
رأيك في الموضوع