كشف معارضون مصريون في الخارج عن لجوء السلطات المصرية إلى ابتزازهم؛ عبر ملاحقة أقاربهم وذويهم في الداخل واعتقالهم وتلفيق تهم سياسية لهم، وأكد عدد منهم في تصريحات لـ"عربي21"، أن الأمن المصري يقوم بالقبض على ذويهم، وإخفائهم قسرا، لفترات غير محددة، ثم ما يلبثون أن يظهروا على ذمة قضايا سياسية جاهزة سلفا لمثل تلك الحالات.
ليس بجديد على النظام المصري أن يقوم بمثل هذه الأفعال فهي عادة قديمة ألفتها أجهزته الأمنية؛ فحينما يذهب زبانية النظام لاعتقال معارض ولا يجدونه يعتقلون أقرب أفراد أسرته منه وقد يعتقلون كل أفراد الأسرة للضغط عليه لتسليم نفسه ولإرهاب باقي الأسرة والناس من مصير المعارضين وكيفية تعامل النظام معهم وإهانتهم وامتهانهم... ويشهد بهذا كل من تعامل مع أجهزة الأمن المصرية، إلا أن التطور الجديد هو استعمال تلك الوسيلة مع من لم يتمكن منهم النظام لأنهم خارج مصر فكان اعتقال ذويهم واتهامهم بقضايا ملفقة لإجبارهم إما على الرجوع وتسليم أنفسهم أو على الأقل تكميم أفواههم التي تفضح النظام ورموزه، وحسب تصريحات نقلها رصيف 22 في 16/8/2018م، عن مسؤولين مصريين ردا على تصريحات المعارضين حول اعتقال ذويهم أنها حتى لو حدثت فهي حالات استثنائية وأن الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة شهدت تجاذباً عنيفاً بين أمرين: حقوق الإنسان من جهة، والأمن القومي من جهة أخرى، وحاولت بكل قوة أن توفّق بينهما إلا أنها عجزت عن ذلك، وفي النهاية غلب الأمن القومي على حقوق الإنسان، بينما نفى مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء مجدي البسيوني هذه الروايات جملة وتفصيلاً ووصفها بالتهريج، واتهم مروّجيها بأنهم يسعون إلى "تشويه صورة مصر"، وقال لرصيف22 "إن مصر ليس فيها معتقلون سياسيون، ومَن هم في السجون هم قلة خارجة عن القانون"، بينما صرح محامو هؤلاء المعتقلين أن هذا الأمر لا يمكن نفيه كما لا يمكن إثباته أيضاً نظراً لأنه عادةً ما يكون غير مدرج ضمن قائمة الاتهامات الموجهة، "لكنه يُفهم من مجريات التحقيق وتحليل الواقع السياسي".
نعم هذا هو النظام الذي يحكم مصر بأيادٍ مرتعشة يخشى من أي بادرة معارضة، ولو من بعيد، قد تؤدي إلى نمو في الوعي لدى أهل الكنانة في ظل ما أصدر ويصدر من قرارات كارثية يتحمل الناس وحدهم عبئها حتى أصبحت البلاد على فوهة بركان يترقب الجميع انفجاره، لذا كان لزاما على النظام أن يكمم كل الأفواه التي قد تشعل فتيل ثورة جديدة ولا تبقي من حكمه شيئا ولا تذر، فكان ما رأينا من اعتقال الداعين للحراك الأخير والتهم الجاهزة لهم ولغيرهم، ولم يشفع لهم تاريخهم في خدمة النظام ودعمه، أما من لا تستطيع يده أن تمتد إليهم لإسكات أصواتهم التي تكشف عمالته وخيانته وتفضح تآمره على مصر والأمة، فلم يجد غير أقاربهم وذويهم كوسيلة ضغط لتكميم أفواههم!!
يا أهل مصر الكنانة! إن هذا النظام لا يرقب فيكم إلا ولا ذمة وقد جربتموه مرات ومرات كانت كلها دامية، فهو ليس من جنسكم وإن تسمى رؤوسه بأسمائكم إلا أن ولاءهم للغرب المستعمر فهم خدم له رعاة لمصالحه يحافظون على نفوذه في البلاد لتبقى هي وخيراتها تحت سلطانه يغبها غبّاً كيفما يشاء بينما تعانون أنتم الفقر والجوع والمرض، ولا يجرؤ أحدكم على معارضته وإلا فمصيره معروف، ولا نجاة لكم مما أنتم فيه إلا بفكرة قوية تقودكم من جديد تتوحدون عليها ويكون فيها خيركم وتنسجم مع عقيدتكم وهي فكرة تطبيق الإسلام في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة يدعوكم لها حزب التحرير ويحمل لكم مشروعها كاملا وكيفية تطبيقها بما يضمن لكم الكرامة والعزة ورغد العيش، ويضمن لكم قبل ذلك زوال نفوذ الغرب وسيطرته وهيمنته على بلادنا وخيراتنا ومقدراتنا، فاحملوها ولتكن الفكرة التي تقودكم ومن أجلها تخرج ثورتكم، فبها وحدها يرضى عنكم ربكم وبها يكون لثورتكم القادمة معنى ولما قد يسفك فيها من دماء غاية وهدف ولا تضيع هباء ولا يستغلها المنتفعون ولا يلتف عليها الدجالون، وتعيد لكم كرامة غابت وعزة فقدت، وتحقق ما خرجتم مطالبين به منيومكم الأول من حرية وكرامة ورغد عيش لم ولن يتحقق إلا بحملكم الدعوة إليها وتطبيقها.
وحتى تنتصر هذه الفكرة وتحقق مبتغاها وتصل بكم إلى ما يصلح حالكم تحتاج إلى جهود المخلصين من أبنائكم في جيش الكنانة لنصرتها، باقتلاع هذا النظام الفاسد من جذوره واقتلاع كل أركانه وأدواته ورموزه وتجهيزهم للحساب أمام الناس على ما أجرموا، والانعتاق الكامل من التبعية للغرب الكافر بكل أشكالها وصورها، وضمان تسليم الحكم للمخلصين من أبناء الأمة القادرين على تطبيق الإسلام في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من فورهم، فتقام بكم جميعا دولة يرضى الله عنها تطبق النظام الذي يكفل العدل والكرامة للناس جميعا على حد سواء بغض النظر عن دينهم ولونهم وعرقهم، بل وحتى البهائم والشجر والحجر وطير السماء كلها تتنعم بعدلها كما نعمت في السابق... فاللهم أعدها علينا واجعلها بنا قبل غيرنا واجعلنا من جنودها وشهودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
بقلم: الأستاذ عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع