التقى سامح شكري وزير خارجية النظام المصري مع وفد الكونجرس الأمريكي الخميس 31/5/2018م، برئاسة النائب الجمهوري "داريل عيسى" رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب، وعضوية النائب الديمقراطي "ستيفن لينش" رئيس الأقلية باللجنة، وأكد شكري خلال اللقاء أن مصر تتوقع من شركائها وعلى رأسهم أمريكا مزيدا من الدعم لمواجهة التحديات المتزايدة، موضحا أن الدعم الأمريكي لمصر خلال الفترة الماضية لا يعكس خصوصية العلاقة بين البلدين ولا يحقق المصالح المشتركة، مشددا على الدور المهم الذي يضطلع به الكونجرس في نقل صورة واضحة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر. (اليوم السابع)
مصر التي يتسول حكامها على موائد الغرب ويصفونها بالفقر هي التي أطعمت الدنيا في السبع العجاف والتي أطعمت جوعى المسلمين في عام الرمادة صارت تستجدي قوتها من يد عدوتها اللدود أمريكا في ظل هذا النظام الممعن في عمالته حتى الثمالة والذي عبر عنها وزير خارجية سابق بأن علاقة مصر بأمريكا هي زواج كاثوليكي وليست نزوة، في تعبير واضح عن مدى وعمق وارتباط النظام المصري وولائه لأمريكا التي تلقي له الفتات، فما تمنحه أمريكا للنظام المصري ورغم أنه لا يصل إلى أهل مصر إلا أنه يمنح أمريكا الكثير والكثير، فبخلاف الشركات الأمريكية التي تجوب مصر طولا وعرضا تنهب وتسلب من خيراتنا كما تشاء، يمنح هذا الدعم أمريكا يدا طولى تعبث داخل جيش مصر فتتحكم في سلاحه وتسليحه، فهل مصر فقيرة كما يدعي النظام وهل تحتاج مثل هذا الدعم؟ وما الذي تحتاجه مصر على الحقيقة؟!
إن مصر وبحدود سايكس بيكو الضيقة تملك من الموارد والثروات ما يجعلها دولة كبرى ويجعل منها منافسا حقيقيا على مركز الدولة الأولى، فهي تملك موقعا حيويا في منتصف العالم تمر من خلالها قناة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وقديما قالوا عنها من يملك مصر يملك العالم، ويمر بها نهر عظيم منحها القدرة على الاستغناء عن الدنيا بما فيها، بخلاف البحرين اللذين تطل عليهما وما فيهما من خيرات وثروات سواء أكانت حية أم دفينة من نفط وغاز ومعادن، وأيضا ما في باطن أرضها من ذهب وخيرات وما تملكه من طاقة بشرية هائلة لو استغلت بشكل صحيح لتمكنت من الانتفاع بهذه الثروات ولغيرت الخرائط وبدلت وجه الأرض ولعدلت موازين القوى، إلا أن هذا يستحيل في ظل نظام يستجدي فتات موائد الغرب ويرتمي في أحضانه، فمصر ليست فقيرة لتستجدي وليست ضعيفة لتمد يدها بل هي غنية بالثروات كما أسلفنا وفيها من الموارد ما لا تملكه عدة دول أوروبية مجتمعة بينها بريطانيا وما قد لا تملكه أمريكا نفسها، وهذه الثروة التي تملكها مصر تحتاج فقط إلى إدارة مخلصة تستطيع إنتاجها والتصرف فيها على الوجه الصحيح وتحسن استغلالها بما يضمن كفاية أهل الكنانة بعمومهم ورغد عيشهم.
يا أهل مصر الكنانة! هؤلاء هم حكامكم يمعنون في تضليلكم وخداعكم والكذب عليكم محاولين إيهامكم أن بلادكم فقيرة وأنهم يتسولون عليكم من الشرق والغرب، بينما هم في الحقيقة يبيعونكم أنتم وبلادكم في سوق نخاسة الغرب لمن يملك الثمن، وما تلك القوانين التي تسن والقرارات الاقتصادية التي يقرها النظام إلا سيرٌ في هذا السبيل الذي يزيد فقركم وعوزكم، ولا نجاة لكم إلا بوقفة صادقة مخلصة وثورة مبدئية حقيقية على هذا النظام، لا من أجل الخبز والأرز وإنما من أجل اقتلاع الرأسمالية التي أوجدت الفقر ونتج عنها أزمات الخبز والأرز، وتطبيق الإسلام الذي يرضي الله عز وجل والذي ينتج عن تطبيقه القضاء على الفقر وضمان الخبز والأرز... ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
بقلم: الأستاذ عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع