وجه رئيس ما يسمى بالشرعية في اليمن عبد ربه هادي في كلمته التي ألقاها في مدينة المكلا - حضرموت رسائل متعددة، أولها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وقال "إننا نتطلع إلى إتمام دورهم، والعمل بشكل جدي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، للعودة إلى المسار السياسي، لاستكمال محطاته بعد إنهاء الانقلاب وما ترتب عليه".
وأضاف هادي "نستغرب... ما يسوق له ويطرحه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية (كيري) من أفكار ومقترحات لتنفيذ وعوده للحوثيين في عُمان" في إشارة إلى اللقاء الذي جمع كيري بوفد الجماعة في مسقط، في 14 و15 من تشرين الثاني/نوفمبر 2016، ورفضت الحكومة مخرجاته، بسبب تجاهلها كطرف في اللقاءات.
واعتبر هادي أن ما يطرحه كيري "جعل تلك المليشيات تتطاول وتتهرب من الخضوع للحل والسلام، بل وتتمادى في تصعيدها وعدوانها واستهتارها بالشعب اليمني وزيادة معاناته". محذرا في الوقت نفسه من تجاوز المرجعيات الدولية المتفق عليها في أي حل سياسي قادم.
هذا وقد ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية "أن ولد الشيخ أحمد سيستأنف الأسبوع المقبل اتصالاته مع الأطراف اليمنية لاستئناف محادثات السلام".
وتقول المصادر "إن المبعوث الأممي سوف يسلم طرفي الصراع نسخة من خطة السلام التي جرى تعديلها خلال اللقاء الأخير لـ"رباعية اليمن" وجمعت وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والإمارات والسعودية بالإضافة لسلطنة عمان، وأشارت المصادر "إلى أن المبعوث الأممي وبالتعاون مع الدول الراعية للتسوية استكملوا التحضير لتدريب اللجنة العسكرية في العاصمة الأردنية عمان على آلية تثبيت وقف إطلاق النار الموقع في العاشر من نيسان/أبريل الماضي في منطقة ظهران الجنوب السعودية".
وأعلنت المصادر ذاتها للصحيفة تفاصيل الخطة المعدلة، وتقوم على إنهاء الانقلاب وانسحاب المليشيات، وتسليم الأسلحة قبل الانتقال إلى المسار السياسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن الرباعية الخاصة بالسلام ستكون الضامنة لحكومة هادي بتنفيذ ما يخص الالتزامات المنصوص عليها، في حين ستتولى سلطنة عمان ضمانة التزام الحوثيين وحزب علي صالح بتنفيذ ما يخصهم من التزامات.
أما على الأرض فقد اشتدت الحرب بين الأطراف المتصارعة لمزيد من الضغوطات لصالح الحل السياسي الذي يرجوه كل فريق، خاصة فريق هادي، فالمواجهات تشتد في تعز، وبيحان في شبوة، وفي نهم وصرواح على مقربة من صنعاء، وفي مناطق عدة حيث لا تزال قوات هادي تتقدم وتهدد بالحل العسكري بعد أن رفض هادي وحكومته خارطة الطريق الأممية مطالبا بتعديلها مما جعل الرباعية الدولية تعدّل فيها إرضاءً لهادي وحكومته حيث ستكشف الأيام حقيقة التعديلات المسربة أعلاه حسب الصحيفة الإماراتية.
هذا فيما تعتمل الخلافات داخل تحالف الحوثي وعلي صالح؛ إذ يخشى الحوثيون الذين تدعمهم أمريكا من حليفهم علي صالح عميل الإنجليز والذي لا يمانع بعمل تحالفات مع جناح هادي حين تتهيأ الظروف وينضج الحل السياسي بين المتصارعين.
لقد استطاع عملاء الإنجليز - هادي وعلي صالح والموالون لهم - التكيف في أصعب الظروف وأخذ النفس العميق والتلون كل حسب الدور الموكول له، في الوقت الذي كان فيه عملاء أمريكا من - الحوثيين والحراك الجنوبي الانفصالي وداعمتهم إيران - يتصرفون بعنجهية مفرطة، سواء عنجهية حوثية طائفية وسلالية أم عنجهية مناطقية انفصالية ما جعل الناس يضيقون بهم وبأفعالهم فتسلطوا على أهل اليمن وكتموا أنفاسهم، أما إيران التي صرحت أنها تخطط لبناء قاعدة عسكرية في اليمن فقد كانت مغرورة مخمورة حيث أحرجت تلك التصريحات الحوثيين أمام خصومهم فصرحوا بالرفض والسخرية منها.
لقد استغلت بريطانيا الحرب في اليمن لإنهاك عملاء الأمريكان سواء السعودية أو الحوثيين وهذا واضح للعيان، فلا السعودية قادرة على إيقاف الحرب دون تحقيق ما زعمت في الظاهر أن الحرب كانت من أجله، ولا الحوثيون كذلك، ورغم أنها في ظهران الجنوب جلست مع الحوثيين واتفقت معهم لتهدئة الحرب ومع ذلك فإن عملاء الإنجليز هادي وعلي صالح يفشلون ذلك، فعلي صالح يشعل الحدود وحرسه السابق يقصف السعودية بمزيد من الصواريخ البالستية، وهو اليوم يصرح برفضه المرجعيات التي نص عليها قرار مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، يفعل كل ذلك مراوغاً ليجبر السعودية على أن تحاوره مؤكدا أنه رقم لا يمكن تجاوزه وليحمّلها تكاليف الحرب وإعادة إعمار اليمن أملا في عودته هو أو ابنه للحكم مستقبلا، لقد صرح علي صالح في مقابلته قبل أسبوعين على قناة BBC البريطانية أن السعودية حاولت اغتياله في صالة العزاء حيث كان قبل القصف موجودا هناك، وقال إن بريطانيا تمتلك أدلة على ذلك، موضحا أن قيادات حزبه هم ضحايا القصف وليس قيادات الحوثيين؟!!
لقد أمسك الإنجليز هذه المرة بزمام الحل السياسي لإمساكهم بزمام الحرب في اليمن، وربما كان لهم النصيب الأكبر في الكعكة مستقبلا، وإنه لمن المؤسف أن يصبح أهل اليمن ضحية بين فكي كماشة أمريكية بريطانية، لتصبح قرارات الحرب وإيقافها بيد المستعمرين بينما تتقاتل أطراف الصراع تحت شعارات وفتاوى إسلامية؟! وحاشا وكلا أن يكون للإسلام - غير الشعارات - من حربهم نصيب، فمتى يعلم أهل اليمن حقيقة ذلك فيعملوا لإزالته وقطع دابره وتحكيم الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة... اللهم اهد أهل اليمن لأرشد الأمر.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
رأيك في الموضوع