من الواضح جدا أن مجرد الدعوة "للمساواة" في الحقوق والخيارات ودور الرجل والمرأة في الحياة الأسرية والمجتمع من خلال فكرة المساواة بين الجنسين، ليست هي الضامن لاحترام النساء وتحقيق حياة أفضل لهن، بل إن فكرة الحركات النسائية المقززة قد استُغلت لصرف الأنظار عن حقيقة أن الأوضاع البائسة التي تتعرض لها النساء اليوم، إنما هي بسبب النظام الرأسمالي العلماني الذي هيمن على السياسة والاقتصاد في العالم على مدى القرن الفائت. إنه النظام الذي سبب التفاوت الفادح في الثروات وأصاب الاقتصاد بالشلل؛ ما أفقر ملايين النساء وأدى إلى انهيار التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات العامة في بلادهم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجهة نظر الرأسمالية المادية في الحياة قد أنشأت عقليات لا ترى أي خطأ في استغلال أجساد النساء من أجل الربح، ما أدى إلى إيجاد بيئة مهيأة للاتجار بالبشر. علاوة على ذلك فإن القيم الليبرالية العلمانية التي تقدس السعي لتحقيق الرغبات الفردية وتقدس النظرة الجنسية للمرأة، قد أدت إلى تدهور أوضاع النساء وتسببت في وباء الجرائم الجنسية وغيرها من الانتهاكات التي يواجهنها اليوم. وبالتالي فإن الحركات النسائية التي تنظر للمشاكل بنظرة المساواة الضيقة، والتي تسعى لإيجاد التغيير من داخل النظام الرأسمالي المعيب نفسه، بدلا من تغييره تغييرا جذريا، ستفشل دائماً في تحسين حقوق المرأة. لهذا فإن إعلان بكين ومعاهدات المرأة الدولية مثل سيداو، وما لا يحصى من لوائح المساواة المنصوص عليها في قوانين الدول شرقا وغربا، قد أثبتت جميعها فشلها الذريع في ضمان الاحترام والحياة الكريمة لملايين النساء حول العالم. وهذا دليل ساطع على أن المنظمات النسائية والحكومات والمؤسسات الذين يروِّجون لأفكارهم، لا يملكون رؤية حقيقية أو برنامج عمل موثوقاً لحل مشاكل النساء.
بالمقابل فإن الإسلام الذي يوصف من قبل العلمانيين بأنه ظالم للنساء بسبب قوانينه الاجتماعية التي تتناقض مع الأفكار الغربية في المساواة بين الجنسين، فإنه يمتلك برنامجاً شاملا وموثوقا ومجرّباً في كيفية إيجاد الاحترام للنساء، وحل مشاكلهن وضمان حقوقهن. برنامج نجح في توفير حياة كريمة للنساء على مدى قرون في ظل حكم نظام الخلافة. وهذا ما يتم إبرازه حالياً في الحملة العالمية الواسعة التي ينظمها القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير بعنوان: "المرأة والشريعة: للتمييز بين الحق والباطل". وسوف تبلغ هذه الحملة ذروتها في المؤتمر النسائي العالمي التاريخي في الثامن والعشرين من آذار 2015. إننا نحثّ كل من تعب من الاتفاقيات الخاملة والمبادرات العقيمة، والوعود الكاذبة في تحسين حياة المرأة، أن يتابع هذه الحملة المهمة والمؤتمر المرتقب على موقعنا: https://www.facebook.com/womenandshariahA
رأيك في الموضوع