إن الدول الكبرى اليوم هي أشبه بالدول الكبرى في عهد رسول الله ﷺ، فإن تصرفات هذه الدول تخضع العالم اليوم بالجبروت وتعمل على انحطاط قيم الإنسان. فأمريكا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا تتصرف في العالم وكأنه حديقة خلفية لها. فهي تمارس سياسة الاستعمار الممنهج لإخضاع الدول الأخرى. فتعس العالم وشقي وباتت الشعوب حيرى من أمرها كما كانت على عهد رسول الله ﷺ الذي كان يتأذى من تصرفات الروم والفرس بحياة الناس ومصائرهم، وكانت الحروب العبثية تدور من حين لآخر بغرض الوصول إلى مكانة الدولة الأولى في العالم.
فكان التفكير المستنير من الرسول ﷺ في إدارة سياسته الخارجية القائمة على الجهاد؛ لإنقاذ العالم من براثن الفوضى وانتشاله من الجهل وأطماع الدول الكبرى، كان قرارا حتميا وقضية مصيرية منذ أول يوم أقام فيه دولة الإسلام، بأن تكون الدولة الأولى في العالم، ليس من باب الجبروت ونهب ثروات الأمم والشعوب، بل إدارة العالم بالرحمة المهداة والنعمة المزجاة؛ دين الإسلام العظيم مؤسس العدل في ربوع الدنيا.
واليوم بدل أن تتفرج الأمة وتنتظر من ينتصر من الذئاب لتصبح ضحية الكبار الذين لا رحمة فيهم ولا شفقة، يتحكمون في مصائرنا ونحن أمة الحق، فهي أحق بسيادة الدنيا لإعادة العدل والرحمة للعالم.
والذي ينقذ الأمة هو عودتها الحقة إلى أحكام الإسلام العظيم الذي به يفكر المرء تفكيرا مستنيرا يعرف الحق ويتبعه ويعرف الباطل فيتجنبه، بل يكون همه الأول والأخير حمل مسؤولية العالم لإعادة سلطان الأمة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحقق تطلعات البشرية إلى الرحمة والعدل، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
رأيك في الموضوع