خرجت مظاهرات في صنعاء ومحافظات عدة واقعة تحت سيطرة الحوثيين في آخر جمعة من رمضان، إحياءً لما يسمى بيوم القدس العالمي، وأكدت تلك المظاهرات، أن مواقف الشعب اليمني كانت وستظل مساندة للشعب الفلسطيني إلى جانب أبناء الأمة في الدفاع عن المقدسات ودعم حركات المقاومة الفلسطينية لمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب.
وإزاء ذلك أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية اليمن بيانا صحفيا، قال فيه:
"إن استيلاء اليهود على فلسطين بعد قتل وتشريد وإجلاء أهلنا منها يعد من أكبر الكوارث التي تعرضت لها الأمة بعد هدم دولة الخلافة التي على هزالها في أواخر العهد العثماني استطاعت أن تقف سداً منيعاً أمام مخططات الصهيونية العالمية ومن ورائها الغرب الكافر للاستيلاء على فلسطين".
وحول مكانة قضية فلسطين من الإسلام والمسلمين قال البيان: "إن واقع قضية فلسطين أنها قضية المسلمين جميعاً وهي أرض مغتصبة من بلاد المسلمين على يد الكافر المستعمر، فقد فتحها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وحررها صلاح الدين الأيوبي، وهي اليوم تنتظر من يحررها من رجس يهود. وإن واجب المسلمين إرجاعها إلى ديار الإسلام، وبالتالي معرفة معالجتها، وحلها حلاً جذرياً صحيحاً بالإسلام، والمتمثل في جيش إسلامي يرفع راية الجهاد ويدك حصون يهود دكاً... وليس بالمفاوضات العبثية، ودعوات التطبيع التي يقودها عباس، وحكام أنظمة الضرار في بلاد المسلمين".
ومن حيث إن الاحتفال بما يسمى يوم القدس العالمي بالمظاهرات والشعارات دون تحريك الجيوش لإزالة كيان يهود هو محض تضليل، قال البيان: "إن الدعوة لمثل هذه المسيرات لتذكير المسلمين بيوم القدس فكرة بدأت من إيران ومن لف لفيفها، ومنذ انطلاق دعوة المسيرات ليوم القدس العالمي، لم نر صاروخاً يطلق على يهود! فعجباً ممن سموا أنفسهم محور المقاومة، فكل أعمالهم ذر للرماد في العيون، فقد شبعت الأمة عامة وأهلنا في فلسطين خاصة من الشعارات، فنريد عملاً يُنسي يهود وساوس الشيطان".
ثم أكد البيان أن قضية فلسطين فضحت حكام المسلمين جميعا، فقال: "لقد فضحت قضية فلسطين كل الحكام السابقين والحاليين، فقد تعروا على أسوارها، فلم يكتفوا ببيعها بل هرولوا نحو التطبيع مع يهود، فها هم سفهاء الخليج عند نعال يهود مطبعين، فيجب أن يُكنس كل الحكام في بلاد المسلمين، وتحل محلهم دولةٌ إسلامية تجمع المسلمين وتحمي بيضة الإسلام بجيشها الواحد وإمامها الواحد الذي يكون من أُولى مهامه وصل ما انقطع من بلاد المسلمين. وما دام إرجاع فلسطين إلى سلطان الإسلام أمراً واجباً، فهذا يقتضي العمل لإقامة دولة الإسلام لأن هذا واجبها، فالقاعدة الشرعية "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". ولذلك فالمطلوب اليوم من المسلمين ومن قبلهم الحركات الإسلامية، العمل بأقصى سرعة وبأقصى طاقة لإزالة هؤلاء الحكام وتنصيب خليفة للمسلمين يحكمهم بما أنزل الله ويخلصهم من هذا الذل الذي أنزله بهم يهود أذل شعوب الأرض على الله بالتواطؤ مع حكام المسلمين، وإن حزب التحرير يدعوكم لهذا".
واختتم البيان بالقول: "إن القوى الدولية تتلاعب بقضايا الأمة - ومنها قضية فلسطين - وتتقاذفها فيما بينها ضمن صراعات المصالح والنفوذ، وإن هذا سينتهي عما قريب بإذن الله تعالى في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي أظل زمانها، وبان هلالها".
رأيك في الموضوع