شهدت إيران في 26/2/2016 انتخابات لمجلس الشورى ومجلس الخبراء، وقد اكتسبت هذه الانتخابات أهمية خاصة وذلك لأنها أول انتخابات تشهدها إيران بعد الاتفاق النووي مع أمريكا، كما أن الأنظار تركزت على انتخابات مجلس الخبراء هذه المرة لأنه الجهة المنوط بها اختيار من سيتولى منصب المرشد الأعلى في ظل شكوك وإشاعات حول حالة خامنئي الصحية، وكما هو معلوم فإن المرشد الأعلى هو الرئيس الحقيقي للبلاد وبيده كل السلطات، فبحسب الدستور الإيراني فإن المرشد الأعلى هو القائد العام للقوات المسلحة،
لم يكد حبر الإعلان الأمريكي الروسي المشترك عن خطة لما أسموه وقف الأعمال العدائية يجف حتى بادر وزير الخارجية الأمريكي بالقول أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة بشأن طلب الميزانية السنوية للوزارة "ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول" (رويترز 23/2/2016)، وعلى الرغم من أن الحديث عن تقسيم سوريا ليس جديدا في أروقة الدبلوماسية الأمريكية إلا أن إشارة كيري إليه كأحد الخيارات المطروحة أو المحتملة يعد أول إشارة رسمية علنية له، وهو إن كان قد ورد في سياق التحذير من عواقب فشل اتفاقية الهدنة إلا أن عرض إدارة أوباما وإعلانها التوافق على الهدنة صاحبه تشكيك في احتمالية نجاحها عمليا.
أعلنت السعودية يوم الجمعة 19 شباط/فبراير 2016 وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي، كما أكدت "وقف ما تبقى من المساعدة المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني والمقدرة بمليار دولار أمريكي. وقد نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر سعودي مسئول قوله إن "المملكة أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين". وتابع "في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة، كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد".
تشهد الثورة السورية وما يتعلق بها من مواقف وأحداث تطورات متلاحقة، فالثورة في سوريا في مقدمة أجندة أمريكا السياسية، وعلى رأس سلّم أولوياتها، وهذا واضح من كونها شغل جون كيري الشاغل، ومحور اتصالاته وتحركاته وتصريحاته، وبقية القضايا أصبحت في هامش اهتماماته نسبيا، ولم يعد هذا خاصا بأمريكا، فقد فرضت الثورة السورية نفسها على قضايا العالم بشكل عام، وتحولت الثورة في سوريا من تهديد للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط إلى تهديد لنفوذ الغرب ومصالحه في المنطقة بالجملة، لذلك كان من الطبيعي أن تحتل الثورة في سوريا رأس الهرم في جدول أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، بالإضافة إلى أن أمريكا تحاول أن تستغل اللقاءات الدولية لتمرير وفرض إرادتها وأجندتها لتخرج بقالب التفاهم الدولي.
أعلن ستيفان دي ميستورا في الخامس من شهر شباط الجاري تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى الخامس والعشرين من شهر شباط الحالي، مشيراً إلى أنه "توقف مؤقت" وقال "إن هنالك عملاً كان يجب فعله من جانب الدول المعنية التي طالبت الأمم المتحدة أن تبدأ المفاوضات". وأعقب ذلك لقاء دي ميستورا بأعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة، وقد صرح المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر عقب انتهاء الجلسة المغلقة التي شرح خلالها دي ميستورا أسباب إعلان تعليق محادثات السلام السورية في جنيف، أن "مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أبلغ مجلس الأمن الدولي، الجمعة، أن وحشية النظام السوري المدعوم من روسيا، كانت وراء تجميد مفاوضات جنيف".
يشهد ملف الرئاسة اللبنانية تفاعلات متسارعة، فبعد الترشيح غير المعلن بشكل رسمي من الحريري لسليمان فرنجية، جاءت ردة فعل سمير جعجع حليف الحريري في 14 آذار، بإعلان ترشيحه لخصمه ميشال عون وذلك في مؤتمر صحفي مشترك من مقر جعجع في معراب، وقد جاء في كلمة جعجع "... ما عزز اقتناعنا بهذه الخطوة، هو التطور الإيجابي في العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لا سيما من خلال ورقة إعلان النوايا التي وقعت في حزيران من العام 2015..."
أعلنت القيادة الأمريكية العسكرية في القارة الأفريقية (أفريكوم) ومركزها مدينة شتوتغارت الألمانية، خطةً من 5 سنوات، وأشارت الخطة التي نشرت «أفريكوم» ملخصاً عنها على موقعها الإلكتروني، إلى تحرك مدته 5 سنوات في خمسة خطوط من الجهود، الأول هو تحييد حركة الشباب في الصومال (والتي وصفها بالجماعة الإرهابية) ونقل هذا الجهد من قيادة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال إلى جهة تكون فيها الحكومة الصومالية هي من تؤمن أراضيها"، والخط الثاني يتمحور حول الدولة الفاشلة في ليبيا، وأضاف مسئولون بأن "الجهود ستركز على احتواء عدم الاستقرار في ليبيا" والثالث هو كبح بوكو حرام في غرب أفريقيا، والرابع تعطيل النشاط غير المشروع في خليج غينيا ووسط أفريقيا، والخامس تعزيز "قدرات الشركاء في القارة لحفظ السلام ومواجهة الكوارث".
شهدت العلاقات الإيرانية السعودية تدهورا واسعا بعد قيام السعودية بإعدام الشيخ نمر النمر وهو ناشط سعودي شيعي المذهب، وعملية إعدام النمر كانت من ضمن سلسلة إعدامات لـ47 ناشطا، أربعة منهم ينتمون للمذهب الشيعي والبقية ينتمون
أعاد مؤتمر الرياض بالأسلوب الذي انعقد به وبالكيفية التي صدر بها بيانه الختامي إثارة النقاش في مسألة العلاقة بين الفصائل المسلحة وما يسمى الدول الداعمة!، وإشكالية العلاقة بين الفصائل المسلحة والدول الداعمة وإن كانت موجودة مسبقا قبل ثورة الشام أصلا، إلا أن طبيعة ثورة الشام المختلفة من حيث حقيقتها عما سبقها، ساهم في جعل هذه العلاقة تحت المجهر، مما حدا بكثيرين للبحث عن مسوغات تضفي الشرعية على تلقي الدعم من الدول القائمة في العالم الإسلامي.
تسارعت وتيرة الأحداث السياسية المتعلقة بالثورة السورية خلال الأيام القليلة الماضية، فقد جمعت السعودية في مؤتمر الرياض ما أسمته قوى الثورة والمعارضة السورية في الفترة ما بين 9 و11/12/2015، وقد تمخض عن هذا المؤتمر تشكيل ما سمي بالهيئة العليا للمفاوضات من 34 عضوا وقد أعلن عن اجتماع هذه الهيئة يوم الخميس 17/12/2015 في الرياض مرة أخرى وتم اختيار رياض حجاب رئيسا للهيئة، وقد تم عرض نسخة معدلة للبيان الختامي لمؤتمر الرياض تضمنت تعديلات عدة بينها تكرار الحديث عن "مبدأ المواطنة" في أكثر من مناسبة لدى الحديث عن سوريا الجديدة والقول بـ"وجوب" إعادة هيكلة وتشكيل مؤسسات الدولة السورية الأمنية والعسكرية بعدما كانت كلمة "ضرورة" هي المستخدمة.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني