إن كيان يهود يبيد غزة بسلاح ودعم عالمي خاصة من أمريكا وأوروبا، وحصار مصري وأردني، وتشويه سعودي وإماراتي، ونفاق تركي، وخذلان إيراني... لقد تآمر على غزة القريب والبعيد!
تدمير غزة الممنهج مستمر والاعتداءات في ازدياد، فقد تجاوز عدد الشهداء العشرين ألفا والجرحى ثلاثة وخمسين ألفا، ونزح ٩٠٪ من أهل غزة، والقصف والخراب نال من كل شيء إلا من عزيمة أهل غزة وإيمانهم وثبات المجاهدين وتضحياتهم.
بالرغم من وقوف دول العالم الكبرى إلى جانب الكيان الصهيوني ونصرته بالمال والسلاح والرجال والمواقف السياسية والتغطية الأمنية في المنظمات الدولية وخاصة مجلس الأمن الذي فشل إلى الآن في إنهاء الحرب ما يوحي بضوء أخضر ليهود بإبادة غزة وتحقيق أهداف الصهاينة من احتلال غزة والقضاء على حماس وتحرير أسراهم بالقوة، تلك الأهداف التي لم يتحقق منها شيء وبدأت الأصوات تتعالى بالفشل الذريع لسلطات يهود التي تبحث عن مخرج مناسب لها من المأزق الذي وضعت نفسها فيه دون فائدة.
ومع استمرار خذلان الأنظمة في بلاد المسلمين لغزة وخاصة في مصر والأردن وتركيا والسعودية وغيرها فلا زال التلميع الزائف لإيران وأذنابها كالحوثيين وحزب إيران أنهم ينصرون غزة وأهلها بمناوشات وتمثيليات عبارة عن فقاعات صابونية غير مجدية، مع العلم أن لهم وجوداً على حدود الكيان الصهيوني في لبنان وسوريا ولديهم مبررات قانونية بالدفاع عن النفس بعد مئات الاعتداءات المتكررة عليهم من كيان يهود، وهنا نثير التساؤلات لعلنا نزيل الغشاوة عن أبصار المدافعين عن إيران وأذنابها:
لماذا لم ترسل إيران السلاح والرجال إلى سوريا ولبنان وتفتح الجبهتين على اليهود؟!
لماذا لم يجيّش الحوثيون وحزب إيران أتباعهم وأنصارهم ويبدأوا بقتال يهود من الحدود بدل إرسال صواريخ أشبه بالصوتية إذ تفقد فعاليتها لبعد المسافة التي تزيد عن ألفي كيلو متر؟!
لماذا أعلنت إيران أن طوفان الأقصى لا علاقة لها فيه؟!
لماذا صرحت إيران أن لا علاقة لها بأعمال الحوثيين في البحر؟!
لماذا أعلنت إيران أن لا علاقة لها بقصف بعض المواقع الأمريكية في العراق؟!
ما هي ردة فعل إيران لو قصف الصهاينة طهران؟! وهل طهران أفضل من غزة؟!
لقد انكشف المستور لكل ذي بصر وبصيرة؛ أن الأنظمة في العالم الإسلامي كلها دون استثناء أدوات بيد الغرب الكافر، يأتمرون بأمره وينفذون رغباته، وبعيدون عن الأمة ومصالحها فضلا عن نصرتها، فلا ينخدِعنّ أحد فيهم ولا يرجونّ أحد الأمل منهم.
إن الأمل بالله أولا وأخيرا، فالنصر والتمكين من عنده ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾، ثم بتوفيقه للأمة في إسقاط عروش الطغاة وتحكيم شرعه وتحريك الجيوش النائمة للقيام بدورها الذي كلفها الله به لنصرة دينه وأمة نبيه.
رأيك في الموضوع