منذ أن هدمت دولة الخلافة العثمانية قبل ما يزيد عن مائة عام ومسلسل الإساءات لدين الله وكتابه ونبيه ﷺ والمسلمين لم يتوقف يوما، وقد أبرمت الدول الاستعمارية العقود والاتفاقيات لفرض سيطرتها وهيمنتها على البلاد الإسلامية.
وقد نصبت تلك الدول على بلاد المسلمين بعد أن مزقتها إلى دويلات كثيرة، حكاماً عملاء رويبضات لحراسة مصالحها ولمحاربة الإسلام ومنع عودته إلى الحكم من جديد، وأخذت تمدهم وتدعمهم بشتى الوسائل لتحقيق هذه الغاية، وإبعاد المسلمين عن هدي رسولنا ﷺ.
زالت دولة الإسلام فأخذت المصائب والخطوب تحوط المسلمين من كل حدب وصوب، فعظم الكرب، وتزاحمت المصائب ومؤامرات الأعداء، دون أن تجد من يتصدى لها، فقد غاب الراعي وتهدم الحصن المنيع، فاستمرت المؤامرات والمكائد العظيمة، وتداعت علينا الأمم، وتجرأ علينا حتى سفلتها وأراذلها، فسفكوا دماءنا ونهبوا ثرواتنا واستباحوا بلادنا ودنسوا مقدساتنا، وأمعنوا فينا قتلاً وإذلالاً وإفقاراً وتهجيراً.
وإنه لا خلاص جذرياً لأمة الإسلام قاطبة، ولا حل لما تعانيه من بؤس وضياع وذل ومهانة، وتطاول الأعداء على دينها ونبيها وكتابها؛ إلا بأن تعود لها دولتها، فيخاطب خليفتها أعداء الإسلام أن "الجواب ما ترونه لا ما تسمعونه يا أبناء الكافرات".
لذلك فقد توجب على الأمة الإسلامية أن تقطع حبالها مع الغرب الكافر، وأن تتبنى مشروع الإسلام العظيم وتسير خلف قيادة سياسية واعية مخلصة؛ لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فيقودها خليفتها نحو العز والكرامة والسؤدد، نحو الأمن والأمان، ونشر الإسلام رسالة هدى ورحمة للبشرية جمعاء، وتأديب كل من يتجرأ من الأقزام على الإسلام وخير الأنام.
رأيك في الموضوع