أوردت الجزيرة مباشر في 10/7/2022 خبرا تحت عنوان: "مسلمو الروهينجا في عيد الأضحى.. أوضاع بائسة وفرحة غائبة"، قال عزيز عبد المجيد رئيس المجلس الروهينجي لحقوق الإنسان إن مسلمي الروهينجا يعيشون معاناة طويلة الأمد منذ عقود، وليس فقط منذ 2017، وإن عيدهم بلا أي مظاهر فرحة سواء داخل ميانمار أو في مخيمات اللجوء على الحدود مع بنغلادش. وأضاف - خلال لقاء على الجزيرة مباشر - أنهم بالكاد يعرفون مظاهر يوم العيد في أضيق الحدود، لكن غير مسموح لهم كبقية المسلمين في بقاع الأرض الاحتفال أو أداء الشعائر الدينية أو التزاور والأضحية، فهم يعيشون في مخيمات قذرة ومن حاول منهم العودة إلى دياره خلسة زُج به في السجون.
وتابع "بنغلادش تستضيف نحو مليون و200 ألف لاجئ روهينجي وهو أمر يستحق الشكر لكن وضع المخيمات بائس والإمكانيات محدودة للغاية وهناك تقييدات أمنية وقانونية على حرياتهم، فالمخيمات هناك أشبه بالمعسكرات، وبالتالي كيف يكون هناك بهجة للعيد أو فرحة للمسلمين في ظل تلك الأوضاع".
واستطرد "تمر أعياد كثيرة عليهم لكن الحال لم يتغير، ولكنهم صابرون وصامدون ويتطلعون للعودة إلى ديارهم حينها سيكون ذلك عيدهم الحقيقي"، لافتاً إلى أن قضية الروهينجا متشعبة ومأساة إنسانية كبرى.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذا الحال البائس هو حال إخوة لنا في العقيدة الذين ظلوا يعانون من المعاملة الوحشية والقتل والتهجير والاغتصاب. وقد أسفرت الجرائم المستمرة بحقهم عن مقتل الآلاف ولجوء أكثر من مليون آخرين إلى بنغلادش (الصحافة الفرنسية). ويعاني عدد كبير منهم انتهاكات خطيرة تتضمن التعذيب والقتل والاعتقال التعسفي والحرق وهدم المساجد والبيوت، والتي تجري بشكل مستمر في ميانمار. ويمارس جيش ميانمار هذه الانتهاكات ضد الروهينجا بشكل دوري، بغرض تهجيرهم وإرهابهم، فضلا عن عمليات الاغتصاب والقتل الوحشي.
وقالت صحيفة إندبندنت في تقرير لها إن أطفال مسلمي الروهينجا يعدمون، بينما يحرق المدنيون أحياء، بحسب شهادة الشهود، في الوقت الذي يواصل فيه اللاجئون الهروب من العنف إلى بنغلادش، مشيرة إلى أن القوات العسكرية ترتكب إبادة أو مذبحة منظمة ضد الروهينجا في ولاية راخين الغربية. ويصنفون بحسب الأمم المتحدة، بأنهم من أكثر الشعوب اضطهادا في العالم، حيث جردتهم الدولة من جنسياتهم في عام 1982، وبحسب تقارير منظمة العفو الدولية، فإن مسلمي الروهينجا لا يزالون يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل حكومة ميانمار.
وقد تظاهر اللاجئون الروهينجا في مخيماتهم على حدود بنغلادش تنديداً بأوضاعهم. ويأمل الكثير منهم في العودة إلى ديارهم. وهرب مئات الآلاف منهم من الحملة العسكرية التي استهدفتهم في ميانمار عام 2017، وتحدّثوا عن تعرّضهم للقتل والاغتصاب وعمليات حرق.
وفي كل عام، يخاطر آلاف الروهينجا بحياتهم عبر القيام برحلات هجرة باهظة الكلفة تستمر شهوراً ينتهي كثير منها بمأساة جديدة في البحر. وقد عثرت البحرية الملكية التايلاندية على نحو 60 لاجئاً عند سواحل جزيرة تابعة لإقليم ساتون في أقصى الجنوب الغربي للبلاد، نصفهم من النساء والأطفال يتضورون جوعاً.
وقد بلغ نزوح الروهينجا ذروته في 25 آب/أغسطس 2017 عندما هاجم جيش إنقاذ الروهينجا الأراكاني وهم جماعة مسلحة من الروهينجا مراكز شرطة، ما أسفر عن مقتل 12 ضابطاً وذلك انتقاماً للعنف والقمع الذي استهدف الروهينجا. وقد أثارت عمليات القتل هذه رد فعل هائل وغير متكافئ نتج عنه اتباع الجيش والبوذيين المتطرفين لسياسة الأرض المحروقة والتي شملت إحراق قرى بأكملها للروهينجا، والقيام بعمليات اغتصاب جماعية للنساء والفتيات، ومذابح وحشية للمدنيين بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال. ووفقاً لمسح أجرته منظمة أطباء بلا حدود، فقد توفي ما يقرب من 9400 من الروهينجا في ميانمار ما بين 25 آب/أغسطس و24 أيلول/سبتمبر لعام 2017، وكان ما لا يقل عن 730 من الضحايا من الأطفال. وحتى الآن لا تزال الأعداد الدقيقة لوفيات الروهينجا إثر الإبادة الجماعية هذه غير معروفة.
وتشهد الأحداث يوماً بعد يوم على أن دول الكفر الحقيرة ستظل تنال من المسلمين وتنهش لحومهم كما ينهش الذئب من الغنم القاصية، طالما ليس للمسلمين راعٍ يذود عن حرماتهم؛ قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» صحيح مسلم، لذلك حتى يفي المسلمون، القريب منهم والبعيد، بواجب نصرة إخوانهم المستضعفين في ميانمار وغيرها، فإن عليهم تنصيب خليفة يقود جيوش المسلمين، فيعيد مسلمي الروهينجا إلى ميانمار أهل بيت تلك الديار وأسيادها، كما كانوا إبان حكم الإسلام لشبه القارة الهندية ومنها بورما، ويقتص ممن ظلمهم وأخرجهم من ديارهم، فيسن فيهم سنة رسول الله ﷺ في يهود بني قريظة، ﴿إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾.
بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع