أقام حزب التحرير/ ولاية السودان مؤتمراً جامعاً لزعماء القبائل، والقيادات، والعلماء في شرق السودان بمدينة القضارف؛ وذلك يوم السبت الماضي السادس من ربيع الآخر 1442هـ، الموافق 21/11/2020م، وقد قُدّمت في هذا المؤتمر الجامع أربع أوراق، ثم فتح الباب لمداخلات السادة حضور المؤتمر. هذا وقد أصدر الأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان بيانا صحفيا عدد فيه حضرته توصيات المؤتمر والتي كانت على النحو التالي:
1- العقيدة الإسلامية هي أساس الحياة، وعلى أساسها، وما ينبثق عنها من أحكام هي وحدها التي يجب أن يحتكم إليها الناس عند حل المنازعات بينهم، استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾.
2- إن وجود الناس في قبائل مختلفة هو آية من آيات الله، للتعارف وصلة الأرحام، يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
3- العمل على إنهاء فكرة التكتلات على الأساس القبلي أو الجهوي ومحاربة المطالبة بالسلطة والثروة على أساس القبيلة والجهة، وعلى القادة والزعماء قيادة الناس إلى الخير، ليكونوا قادة ربانيين، كما كان قادة وزعماء القبائل في صدرنا الأول. ولنا في أبي ذر الغفاري وسعد بن معاذ وغيرهما من السلف الصالح رضي الله عنهم القدوة والمثال الحسنين.
4- نظام الحكم في الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هو وحده النظام الذي يضمن إشباع الحاجات الأساسية للرعية فرداً فرداً؛ من مأكل وملبس ومسكن، كما يضمن للمجتمع الأمن والتطبيب والتعليم، ويسعى لتوفير الكماليات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، مما يوفر الحياة الآمنة المطمئنة للجميع.
5- الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هي الدولة الوحيدة التي تستطيع صهر القبائل والشعوب والأمم في بوتقة واحدة، هكذا فعلت في الماضي فكان العربي، والفارسي، والتركي، والأفريقي، وغيرهم، إخواناً متحابين، تجمعهم لا إله إلا الله، وترعى شؤونهم بأحكام رب العالمين، واليوم عندما تقوم الخلافة قريبا بإذن الله سبحانه فستكون قادرة على فعل ذلك، حتى يتحقق الاعتصام بحبل الله المتين، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
6- الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فرض على المسلمين العمل لإعادتها، فيجب على الجميع العمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية، بالعمل لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، والحافز على ذلك أنها وعد الله تعالى القائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وهي كذلك بشرى النبي ﷺ القائل: «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
7- يملك السودان من الثروات ما يجعل أهله أغنياء، ولكن للأسف لا يفكر الساسة إلا داخل صندوق النظام الرأسمالي، مما يجعل ثروات السودان نهباً للكافر المستعمر، ولن يدير هذه الثروات لمصلحة أهل السودان إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
8- التذكير بحرمة الأموال والأعراض والدماء وبخاصة دم المسلم، وعلى زعماء القبائل والقيادات العمل على توعية أتباعهم وتذكيرهم بقول الله عز وجل: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾، وقول الرسول ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» وقوله ﷺ: «لَوْ أَجْمَعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَلَى قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ»، وقوله ﷺ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ».
9- أوصى المؤتمرون على إقامة حكم الشرع؛ بالقصاص من الذين سفكوا الدماء بالباطل، وبجبر الضرر للذين أصيبوا في أموالهم، أو في مساكنهم أو غير ذلك.
هذا ونسأل الله تعالى أن تجد توصيات هذا المؤتمر عند زعماء القبائل، والقيادات، والعلماء في السودان خاصة، وعند أهل السودان عامة آذانا صاغية، وقلوبا واعية؛ فتجتمع قلوبهم على قلب رجل واحد فينفذون توصياته الخيرة، ومن ثم يضعون أيديهم في يد حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيفوزوا بدنيا عيشها كريم، وآخرة نعيمها مقيم، ﴿إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾.
رأيك في الموضوع