أعلن الأردن "رسميا" يوم الثلاثاء الماضي 21 حزيران وقف استقباله للاجئين من سوريا، بعد استمراره بفتح الباب أمامهم منذ اندلاع الأزمة هناك قبل 5 سنوات. وقد جاء ذلك بعد ساعات من الهجوم بسيارة مفخخة استهدف قوات حرس الحدود الأردني في منطقة وادي الركبان عند الحدود مع سوريا، وقتل فيه 6 جنود.
وقال مصدر حكومي مطلع إن قرار القوات المسلحة - الجيش العربي اليوم، باعتبار الحدود الأردنية مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة واعتبار أي تحركات للآليات والأفراد ضمن المناطق المذكورة أعلاه، ودون تنسيق مسبق، باعتبارها أهدافاً معادية وبكل حزم وقوة ودون تهاون، كلام واضح على قرار أردني قد اتخذ بإغلاق حدوده أمام اللاجئين.
يوجد في الأردن مخيمان حدوديان هما مخيما الركبان والحدلات، وحسب أحدث إحصائيات الحكومة، التي أعقبت الهجوم، فقد بلغ عدد المتواجدين في المخيمين 102 ألف لاجئ، أكثر من 60 ألفاً منهم يقيمون في مخيم الركبان.
ومنعت السلطات الأردنية، في أعقاب الهجوم، دخول المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم، وقررت لاحقاً منع دخولها بشكل دائم، بعد أن أعلنت القوات المسلحة (الجيش العربي) المناطق العسكرية الشمالية والشمالية الشرقية التي يقع فيها المخيمان مناطق مغلقة.
وعبر بعض الناشطين عن مخاوفهم من تفاقم أوضاع اللاجئين الإنسانية في حال تواصل منع دخول المنظمات الإنسانية، موضحين أن "مياه الشرب تنفد، والحر شديد ويوجد مرضى يحتاجون إلى العلاج".
وفي ردة فعل إضافية، قررت الحكومة، منع إقامة مخيمات جديدة للاجئي سوريا ووقف أعمال التوسعة في المخيمات القائمة، وهذا القرار لن يقتصر على المناطق الحدودية، بل شمل جميع أرجاء المملكة، وهو ما يحمل في ثناياه قراراً بوقف استقبال اللاجئين.
القرارات الأردنية تلك؛ جاءت وسط غضب من المجتمع الدولي الذي أخل بجميع التزاماته وتعهداته تجاه الأردن، خاصة بعدما تبين أن جميع المساعدات التي قدمت للمملكة خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن مطلع شباط/فبراير الماضي، هي قروض يشترط الحصول عليها مواصلة تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي بكل ما يعني ذلك من تبعية وانقياد.
كما أن الميزات التفضيلية التي وعدت بها المنتجات الأردنية في الأسواق الأوروبية يحتاج تحقيقها وقتا طويلاً.
فالهجوم الأخير شكل فرصة لاتخاذ جملة من القرارات الضاغطة على اللاجئين، بهدف الضغط على المجتمع الدولي للتحرك للقيام بالتزاماته بإنقاذ اللاجئين، عبر قناة مالية الحكومة الأردنية.
وهنا يظهر واضحا أن هناك قرارا متخذا لاستغلال محنة اللجوء وقضايا اللاجئين لاستخدامهم وقوداً في معركة الدولة المستضيفة مع المجتمع الدولي والدول المانحة، وأيضاً بدأ يتنامى خطاب الكراهية تجاه اللاجئين، خاصة أن الأرضية مهيأة لذلك، فهم الذين تحملهم جهات أردنية منذ سنوات المسؤولية عن مشكلات البلد الاقتصادية والحياتية. وبعد الهجوم، الذي أعلنت القوات المسلحة أن السيارة التي نفذته خرجت من مخيم الركبان، تجددت الدعوات لعقاب جماعي للاجئين عبر إغلاق مخيماتهم وطردهم خارج البلاد.
يذكر أن هذه المناطق الحدودية بين الأردن وسوريا والعراق تقع تحت سيطرة ما يسمى بقوات التحالف لمحاربة تنظيم الدولة وأسست فيها أمريكا ما يسمى بجيش سوريا الجديد وتم تدريبه في الأراضي الأردنية وبإشراف أمريكي وهدفه الوحيد محاربة تنظيم الدولة، وقد تعرضت إحدى وحداته قبل أسبوع من حادث الركبان بالقرب من معبر تنف القريب على الحدود السورية العراقية لقصف روسي عنيف أدى لمقتل عدد من منتسبيها مع ملاحظة انعدام الوجود الأمريكي - بشكل مستشارين - في هذه الوحدة العسكرية التي قصفت، حيث أعرب الميجر جنرال دو شالمرز البريطاني عن دهشته واستغرابه لهذه الضربات الجوية أمام مندوبي البنتاغون، والأغرب أن الطائرات الروسية انسحبت عند مجيء الطائرات الأمريكية ثم عادت مرة أخرى للقصف بعد مغادرة الطائرات الأمريكية للتزود بالوقود.
وهناك أخبار ومعلومات أن هذه المنطقة الحدودية تشهد تدريبات مكثفة لإحدى الوحدات في الجيش الأردني لمحاربة تنظيم الدولة هي الأولى من نوعها بجيوش الشرق الأوسط، جرى تدريبها وتسليحها على يد خبراء أمريكان في مجال ما يسمى الحرب على الإرهاب.
دماء المسلمين؛ جنوداً ولاجئين ليست رخيصة، ولا يجوز بأي شكل استخدامها وسائل ضغط ومتاجرة في سوق الاستخذاء السياسي، أو الصراع الدولي، وتنفيذ مخططات الغرب الكافر التي أصبحت واضحة وضوح الشمس لكل ذي بصيرة وقلب سليم، فها هي أمريكا تثبّت عميلها المجرم وتضرب بيد روسيا ويد أتباعها كل من ثار عليه، وأصبحت القضية محاربة إرهاب ألصق بالإسلام على أيدي الحاقدين على الإسلام، وبأيدي جهلة بالإسلام وأحكامه.
والأصل في المسلمين نصرة إخوانهم ورفع الضيم والظلم عنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولا تكون نصرتهم إلا بتحريك الجيوش لنصرتهم، لا جعل الجيوش وقادتها عبيدا مطيعين لأمريكا والغرب بربطهم بالتدريبات والمناورات مع جيوش الغرب الكافر، وظيفتها حماية حدود الغاصبين والسهر على أوكار تجسس الغرب في بلاد المسلمين.
والأصل في المسلمين أنهم أمة واحدة من دون الناس، دينهم واحد، وعقيدتهم واحدة، ورسولهم واحد، فلا حدود دنيوية تفرق بينهم، أو تفصلهم عن بعضهم بعضاً، فإذا لجأ إليهم بعض أهلهم لظلم وقع عليهم، ولم نستطع نصرتهم بتحريك الجيوش، بسبب خيانة الحكام في بلادنا، فلا أقل من حسن استقبالهم ومشاركتهم لقمة العيش وشربة الماء وفتح أبواب بيوتنا لهم، وعدم الوقوع فريسة لتضليل وسائل الإعلام وأصوات النشاز التي تغذي كل أسباب الفرقة وتمجيد حدود سايكس – بيكو.
رأيك في الموضوع