ذكرت سكاي نيوز في 15/04/2024م، أن المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيريلو، التقى في العاصمة اليوغندية، كمبالا، بالدكتور الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، ورئيس الجبهة الثورية، ضمن جولته في عدد من دول الجوار السوداني، والدول المعنية بملف الحرب في السودان، وأظهر إدريس شكواه للمبعوث الأمريكي، بأن الحركات التي اتخذت موقف الحياد، مستمرة في رفضها للحرب، وطالب بإبعاد أطراف الصراع إلى خارج الفاشر. وفي تطور سريع للأعمال العسكرية في الفاشر، صرح مناوي، حاكم إقليم دارفور، في 15/04/2024م، وأعلن الاستنفار العام في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد ورود معلومات عن نية الدعم السريع اجتياح المدينة، ونهبها، واستباحتها. وفي وقت سابق ذكر أن الهجوم على الفاشر يعني إقامة دولة وليدة في دارفور، وهذا ما تخشاه الحركات المسلحة، أداة بريطانيا.
إن الناظر إلى الصراع حول الفاشر واحتدامه، بين قوات الدعم السريع من جهة، وبين القوات المشتركة، من جيش وحركات مسلحة من جهة أخرى، يجد أن المعارك هناك حقيقية، بخلاف المعارك في مناطق السودان ومنها مناطق دارفور الأخرى نفسها. وقد تعلمون أن الدعم السريع، قد سيطر على الضعين في شرق دارفور، ونيالا في جنوب دارفور، والجنينة في غرب دارفور، وزالنجي في الوسط، ولم تبق إلا مدينة الفاشر.
إن الفاشر تتمركز فيها تلك الحركات المسلحة التابعة لأوروبا، ودخول قوات الدعم السريع فيها يعني إخراج النفوذ البريطاني من دارفور، وهذا ما تخشاه أوروبا، فقد صرح وزير خارجية بريطانيا، ديفيد كاميرون، بأن العنف المستمر في دارفور، بما في ذلك الهجمات المنهجية الواضحة ضد المدنيين، قد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. وصرح كاميرون في 19 أيار/مايو 2024م لراديو دبنقا مديناً الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع، ضد المدنيين في الفاشر، كما أدان في الوقت نفسه القصف الجوي الذي تشنه القوات المسلحة. في الوقت نفسه، نجد حاكم الإقليم يجيش النساء في الفاشر، ويطالبهن بأن يشاركن في الدفاع عن المدينة، بطريقة خاصة، ففي 21 أيار/مايو 2024م، انطلقت بمدينة الفاشر مبادرة "إسناد المقاتلين"، التي تقودها مجموعة من نساء وشباب المدينة، وتهدف إلى تقديم الوجبات الغذائية للمقاتلين من القوات المسلحة، والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في الدفاعات، والارتكازات المتقدمة، التي تتصدى لعدوان مليشيا الدعم السريع على الفاشر.
وفي الوقت الذي يدير العمل من خارج المدينة، صرح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، لموقع نبض السودان، أنه يتابع بدهشة تصريحات بعض الساسة، بمطالبة الناس بالخروج من منازلهم، بدلاً من مطالبة الدعم السريع بأن يتخلى عن الضرب المقصود المتعمد، على مواقع المدنيين! كل ذلك يدلل على أن الفاشر تتمركز فيها كل الحركات المسلحة، باعتبارها آخر المعاقل الإنجليزية، وحصونها في السودان، فسقوطها يعني نهاية النفوذ الأوروبي، عن طريق هذه الحرب بين العسكر، وقوات الدعم السريع، وبعدئذ يمكن لأمريكا تحريك ملف جدة بصورة جادة، ويكون الجيش في الشمال والوسط وشرق السودان، وتنزوي قوات الدعم السريع إلى دارفور تمهيدا لفصلها متى رأت أمريكا ذلك.
إن مما يندي له الجبين، أن طرفي الاستعمار (أمريكا وبريطانيا) في السودان، سيظلان في صراع وتشاكس، ولكلٍّ أدواته، ما لم نقصم ظهريهما بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تجمع الأمة على هوية الإسلام العظيم، باختلاف الألوان والألسن.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع