صحوة الشعوب الغربية من سكرة الحرية وكذبة حقوق الإنسان والقانون الدولي تمتد وتتمركز في معاقل الغرب الثقافية متمثلة في كبرى جامعاته العريقة! يقظة الشعوب الغربية تُواجه بالقمع الديمقراطي! فهل هي مجرد تضامن مع غزة ورفض لجرائم الكيان المسخ، أم هي بداية ثورة على المنظومة الغربية الظالمة من الداخل؟!
إن كل المعطيات تشير إلى أن ذلك التململ في عواصم الغرب وجامعاته يتجاوز مسألة التضامن مع غزة والمطالبة بوقف المحرقة. بل إن كل المؤشرات تبين أن هناك صحوة لدى الغربيين تتعلق ليس فقط بمظلومية أهل فلسطين بل حول فساد نظامهم وطغيان دولهم وتسلط حكامهم. ولكن يبقى الحراك الغربي ناقصا ما لم يتحرك أبناء الأمة الإسلامية في بلادهم لتحريرها من هيمنة الغرب الكافر وإقامة حكم إسلامي راشد يكون النموذج الحضاري الذي يزاحم حضارة الغرب الفاسدة. فمهما تبلور وعي الغربيين على فساد نظامهم ومهما اشتد حراكهم فإنهم لا يملكون بديلا سياسيا لنظامهم الرأسمالي المتوحش. ولا يملك مشروعا حضاريا بديلا للهيمنة الغربية سوى المسلمين أصحاب الرسالة والمكلفين بقيادة البشرية للهدى والرحمة، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾، ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
دراسات عديدة واستطلاعات رأي صدرت عن مراكز بحث أمريكية وأوروبية بينت أن أكثر من خمسين بالمائة من الشعوب الغربية قد فقدوا الثقة بنظامهم، ولكن لا يوجد لدى تلك الشعوب بديل تعتمده سبيلا للخلاص. لذا كانت مسؤولية المسلمين تجاه رسالتهم وأمتهم بل والبشرية التي ينتمون إليها عظيمة.
أختم بكلام صموئيل هنتجنتون قبل أسابيع حين قال: "إن العالم يشهد توترا ويشهد الموقف الدولي حالة عدم توازن. والمسلمون هم من يستطيع إيجاد توازن في العلاقات الدولية في حال تحولوا إلى دولة اسلامية مركزية تجمع المسلمين من الشرق إلى الغرب".
إن كيان المغضوب عليهم ليس ذا قيمة ولا يشكل تحدياً استراتيجياً للأمة في حال هدمت عروش الخيانة وأنظمة التبعية الجاثمة على صدرها، وتحررت من هيمنة الغرب الكافر وعملائه وأقامت الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق الإسلام وتحيي الجهاد في سبيل الله فتنشر النور والعدل. عندها سيُداس هذا الكيان اللقيط كما تداس الحشرات، وستعود المواجهة إلى صعيدها الأصلي كما كانت عبر التاريخ؛ مواجهة شاملة فكرية وسياسية ومادية مع إمبراطورية الشر أمريكا وحلفائها لقطع دابرها وإزاحتها عن مركز الدولة الأولى لإراحة العالم من شرورها وتسلطها. وإن الأمة الإسلامية فيها القيادة السياسية الواعية والمخلصة والتي تملك مشروعا سياسيا مفصلا مستمدا من العقيدة الإسلامية ولا ينقصها سوى أن تلتف حول هؤلاء المخلصين كي تغير وجه الأرض وتعود سيدة العالم بلا منازع وخير أمة أخرجت للناس.
رأيك في الموضوع