تكوّن في الآونة الأخيرة تحالف ثلاثي جديد مُعادٍ للإسلام والمُسلمين بمباركةٍ أمريكية، وأقطابه ثلاثة ينحدرون من الصليبيين والهندوس والبوذيين، ويُمثّل القطب الأول رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، وهو صليبي أوروبي حاقد، بالإضافة إلى كونه عميلاً أمريكياً معروفاً يعشق سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان في السابق صديقاً حميماً لمساعد ترامب ومستشاره ستيف بانون الذي كان يتميّز أثناء عمله في إدارة ترامب بمواقف عدائية صارخة ضد المسلمين، والذي وصف الإسلام بأنّه داء يستشري في الجسم مثل السرطان.
وأمّا القطب الثاني في هذا التحالف فهو رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، وهو هندوسي مُتعصّب يفرض القوانين الهندوسية على المسلمين الهنود بالقوة والإكراه، ويتخذ ضد المسلمين الهنود في كشمير وفي الهند نفسها إجراءات عنصرية قاسية، لدرجة أنّ وزير داخليته سنّ قانوناً يمنع فيه المسلمين الهنود من الهجرة من شرق البلاد إلى داخلها، بينما يسمح لهجرة الهندوس والبوذيين والسيخ بذلك في عنصرية واضحة، واستخدمت أمريكا مودي كعميل قوي لها لنشر نفوذها في الهند من خلال الانحياز السافر للهندوس ضد المسلمين، ولإحلال نفوذها في الهند من خلاله على حساب نفوذ حزب المؤتمر المُوالي للإنجليز.
وأمّا القطب الثالث في التحالف فهي رئيسة ميانمار البوذية أونغ سانغ سوتشي التي زرعتها أمريكا في الوسط السياسي في ميانمار مُنذ وقتٍ مُبكّر، وقلّدتها جائزة نوبل للسلام لِتصبح فيما بعد رئيسةً للبلاد، وتنقل بذلك ميانمار من النفوذ الإنجليزي إلى النفوذ الأمريكي، وكانت كراهيتها للإسلام وتعصبها للبوذية هو الأسلوب الذي مكّنها من الوصول إلى السلطة، ومن دعم أمريكا لها، فقامت مع الجيش الميانماري بحملةٍ مُرعبة ضد مسلمي الروهينجا فقتلت وهجّرت مئات الآلاف منهم، ودمّرت البلدات، وحرمت المسلمين من العودة إلى ديارهم.
نسّقت سوتشي مواقفها مع مودي في مُحاربة الوجود الإسلامي في الهند وميانمار، ولعبت دور العرّاب في تشكيل ما يُشبه التحالف البوذي الهندوسي الصليبي ضد المسلمين، فزارت التشيك والمجر، واجتمعت برئيس وزرائها أوربان، واتفقت معه على مُحاربة هجرة المسلمين.
وكان لسوتشي تصريح عنصري مشهور في العام 2013 قالت فيه: "إنّ ثمّة تصوراً أنّ الإسلام قوةٌ عالميةٌ كبيرة للغاية موجودٌ في العالم وفي بلادي"، فهي تخشى من عالمية الإسلام وقوته المُستقبلية، ومثل هذه العبارات الكبيرة لا يُتصور أنّها تصدر عن رئيسة دولة بوذية صغيرة كميانمار، فهي عبارات أكبر منها، ولا بُدّ من وجود من يُلقّنها إيّاها، فالأمريكان على الأرجح هم من يُلقنونها مثل هذه العبارات، لأنّها عميلة لهم كعمالة أوربان ومودي.
فأمريكا إذاً عقدت بين عملائها الثلاثة أوربان ومودي وسوتشي حلفاً صليبياً هندوسياً بوذياً لمحاربة الإسلام والتمدد الإسلامي، ولكنّ الإعلام الدولي يُنكر ذلك، ويُشير إلى هذا الحلف بعبارات مُخادعة كالقول بالتقارب بين حكام يمينيين مُتطرفين، ولا يأتي على ذكر عدائهم الصارخ للإسلام، وأحياناً يُطلق عليهم صفة الشعبوية مُتجاهلاً حقيقة أنّ جوهر سياساتهم تقوم على أساس مُعاداة الإسلام والمسلمين، وإثارة الكراهية لدى كل مُعتنقي الديانات الأخرى ضد المسلمين.
وبينما يؤسّس ترامب هذا التحالف الجديد المُعادي للإسلام يقوم عملاؤه وعملاء الغرب من الحكام الأعراب في جزيرة العرب بنصب تماثيل بوذا، وإقامة معابد وكنائس للهندوس والنصارى فيها، فيما تُدشّن الحكومة السعودية مرقص ديسكو في جدة غير آبهة بإنشاء مثل هذه التحالفات المعادية للأمة الإسلامية، بل إنّ هؤلاء الحكام يقومون بمحاربة الإسلام بأشد ما تحاربه دول هذا التحالف الصليبي الهندوسي البوذي.
إنّ هذه التحالفات وما تشنّه من حروب على المسلمين لا يستهدف الأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية بالطبع، بل يستهدف فقط الشعوب الإسلامية والوجود الإسلامي، فالأنظمة الحاكمة هي حليفة وصديقة لقيادات تلك التحالفات، وحكام المسلمين العملاء يصمون آذانهم عمّا يُحاك ضد الإسلام والمسلمين، ولا يكترثون لمؤامرات وخطط الكفار ضد الشعوب الإسلامية، فأمريكا التي تعقد التحالفات ضد المسلمين، يُستقبل مبعوثوها في عواصم البلاد الإسلامية استقبال السادة الأبطال المقرِّرين للسياسات الداخلية والخارجية لهذه الدول، والنتيجة أنّه لا فرق بين عداوة أمريكا للمسلمين وعداوة الأنظمة الحاكمة لهم، فكلها تُعادي الإسلام والمسلمين بالدرجة نفسها.
والحقيقة أنّه لا يوجد طوق للنجاة من هؤلاء الأعداء الخارجيين والداخليين إلا بإقامة دولة الإسلام الحقيقية؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي طوق النجاة الوحيد للمسلمين، وهي فقط التي بمقدورها قهر أعداء المسلمين الظاهرين والمستترين.
رأيك في الموضوع