التقى محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، السفير البريطاني لدى اليمن سيمون شيركليف في الرياض لمناقشة المستجدات على الساحة اليمنية. وجرى خلال اللقاء مناقشة التحديات التي تواجهها محافظة مأرب، في ظل توجهات السلطة المحلية الرامية إلى تعزيز التنمية.
مواقع إخبارية حوثية اتهمت بريطانيا بأنها تعمل للملمة حزب المؤتمر جناح علي صالح وجعله تحت إمرة (شرعية) الرئيس هادي، وبحسب موقع "شهارة نت" المقرب من الحوثيين فقد جاء فيه (كشفت مصادر مقربة من حكومة هادي في الرياض، عن تحركات بريطانية مكثفة لإجراء مصالحة بين الأطراف الموالية للعدوان السعودي وبين مقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وأشارت المصادر إلى أن السفير البريطاني لدى اليمن سيمون شيركليف، التقى اليوم الاثنين، بعدد من قيادات حزب الإصلاح وذلك في إطار لقاءاتها مع الأطراف الموجودة في الرياض، بينها الفارّ هادي وممثلين من المحافظات الجنوبية من أجل تقريب وجهات النظر بين تلك الأطراف وبين قيادات محسوبة على حزب المؤتمر.
وقالت مصادر خاصة لـ"شهارة نت" إن اللقاءات التي يجريها السفير البريطاني، جاءت متزامنة مع تحركات بريطانية لاحتواء عدد من قيادات المؤتمر الشعبي ودفعها للتصالح مع تحالف العدوان، لاسيما بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.) انتهى الخبر بتصرف غير مخل.
ومن ناحية أخرى فقد أكّد وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني ألستر بيرت أن بلاده ستواصل دعمها لجهود قوات تحالف دعم (الشرعية) في اليمن.
وقال بيرت خلال إجابته على أسئلة نواب مجلس العموم البريطاني اليوم السبت 20/1/2018م حول اليمن "سوف نواصل دعمنا للتحالف العربي لإعادة (الشرعية) في اليمن الذي يقاتل تمرداً خطيراً مدعوماً من الخارج بالأسلحة".
في سياق آخر ناقش نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية - في حكومة هادي - أحمد الميسري، الخميس الفائت مع المستشار الأمني البريطاني لارس ماتسم، التعاون الأمني بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بمكافحة (الإرهاب).
ووفقا لوكالة سبأ الرسمية التابعة لهادي "تطرق اللقاء إلى معوقات تطوير العمل الأمني، والتحديات التي تواجه وزارة الداخلية بشكل عام ومصلحة خفر السواحل بشكل خاص وإمكانية مساهمة بريطانيا في مساعدة الجانب اليمني في تجاوز هذه الصعوبات".
مع وصول طارق عفاش - ابن أخ علي صالح الذي قتل على يد الحوثيين - لشبوة بحماية قوات الإمارات المسيطرة على جنوب اليمن والتي تنشئ جيشاً موازياً يخدم جناح علي صالح، حيث لم تجعل أوامر هذا الجيش تُتلقى من قبل هادي وشرعيته كون هادي ضعيفاً وقد يتلقى الأوامر من السعودية.
ومن المعلوم أن الإمارات توالي الإنجليز وتلعب دوراً في احتواء الحراك الجنوبي الانفصالي الموالي لأمريكا وقد دخلت هناك لمنع أي انفصال يودي بعملاء الإنجليز بأجنحتهم المتعددة، وهي تعلم أن هادي وشرعية الرياض أصبحوا محكومين بضغوط سعودية وقد يوافقون على الحوار والتعايش مع الحوثيين في أية لحظة، وذلك حين تضغط السعودية والتي تعمل لصالح أمريكا - التي تريد إشراك الحوثيين في حكم اليمن وإضعاف عملاء الإنجليز - وسيكون من الصعوبة أن يرفض هادي ومناصروه أي قرار لها تحت تلك الضغوطات.
السفير البريطاني يلتقي محافظ مأرب المحسوب على حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" لتخفيف ضجيج شرعية هادي ضد قيادات مؤتمر جناح صالح مثل طارق عفاش الذي يصرح مثل عمه تماماً ويدعو لإيقاف ما أسماه بالعدوان والحل السياسي والحوار، ولم يصرح طارق باعترافه (بشرعية) الرئيس هادي كما يقول منتقدوه المحسوبون على هادي.
مهمة السفير البريطاني هي الإصلاح بين الفريقين وتحديد دور كل منهما تماماً، ولا يعقل أن يكون طارق عفاش وبعض قيادات المؤتمر من بقايا جناح علي صالح محتمين في أراضٍ تابعة (للشرعية) ثم لا يعترفون بها مع أن الإمارات من دول التحالف ودخلت الحرب تحت مبرر الحفاظ على (الشرعية) وإعادتها!
إذاً القضية هي في أن هناك أدواراً مرسومة من قبل بريطانيا لأجنحتها (هادي ومناصريه وجناح علي صالح المدعوم من الإمارات والذي ربما سيقوده طارق عفاش أو أحمد علي صالح) فهم متفقون على قتال الحوثيين لكنهم يدرسون هل يقاتلونهم تحت جناحين أم يتحدون في جناح واحد؟
تقوم الإمارات بما تقوم به ضد الحوثيين من العمل باستقلالية على الأرض وإعداد جيش لا يطيع هادي كونها تعلم أنه تحت رهن الضغوط السعودية.
لكن الأحداث تنبئ أن الحل العسكري مستبعد والحل السياسي هو ما تضغط نحوه أمريكا والأمم المتحدة والسعودية تابعة لأمريكا في ذلك بما يبقي ماء وجهها، وبالتالي فإن الإنجليز يفضلون البقاء ضمن جناحين يظهران أنهما مختلفان ليفرضا نصيبا أكبر من الكعكة في أي حل سياسي قادم.
هناك تيار داخل (الشرعية) ومحسوب على المنظمات الحقوقية من مثل توكل كرمان وهم من يضغطون لعدم القبول بجناح المؤتمر الموالي لعلي صالح إلا إن عملوا لمجابهة الحوثيين ضمن ما يسمى بـ(الشرعية)، مع أن هذا الجناح المتمرد من جناح هادي هو أمريكي الولاء بقيادة توكل كرمان وغيرها وهو يريد الحوار والحل السياسي مع الحوثيين وخاصة بعد مقتل علي صالح.
هذا الجناح المتمرد على هادي والمعارض لعدوان التحالف تناغما مع الحوثيين يغرد من داخل تركيا وأمريكا وغيرهما، وهو يدعم عمل مظاهرات ضد عودة أحمد علي صالح أو طارق عفاش للمشهد السياسي، كل ذلك لإضعاف أطراف الإنجليز والتحريش بينها مما جعل حكومة هادي محرجة، وصرحت أنه على طارق عفاش ومن معه من قيادات المؤتمر الهاربة من صنعاء بعد مقتل صالح أن تنضم للشرعية وتصرح بذلك علناً، ولهذا كثفت بريطانيا من اتصالاتها بهادي والإصلاح لرسم الأدوار بين عملائها وردم الفجوة بينهم ليتفرغوا لقتال الحوثيين كفريقين وعدم الالتفات لعملاء أمريكا المشاغبين من داخل (الشرعية) كالحراك الجنوبي الانفصالي وأتباع المنظمات كتوكل كرمان ومن معها.
وهكذا يستمر الصراع الإنجلو أمريكي في اليمن ولن يخرج اليمن وأهله إلى بر الأمان مهما كانت الحلول السامة والمفخخة التي تفرضها دول الصراع أو تتفق عليها فيما بعد، أما الحل الصحيح الوحيد والناجع فلن يكون إلا بتطبيق الإسلام بإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
بقلم: الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
رأيك في الموضوع