أكد القيادي البارز في أحرار الشام وعضو مجلس الشورى "كنان النحاس" الملقب بـ"أبي عزام الأنصاري" أن ما فعلوه من رفع علم الثورة السورية في معبر باب الهوى (بديلا عن لواء التوحيد الموسوم بلا إله إلا الله محمد رسول الله) ليس إنجازاً بل تصحيحاً لخطأ طال كثيراً. وقال "النحاس" في سلسلة تغريدات له على حسابه في تويتر: "لا يعتبر رفع علم الثورة اليوم إنجازا، بل تصحيحا لخطأ طال كثيراً، وكان سبب التأخير مراعاة الغلاة والمتنطعين، والله المستعان". (الدرر الشامية 8/7/2017).
إن هذه هي مصيبة العمل العسكري حين ينطلق على غير هدى، فيبدأ تحت شعار هي لله هي لله، ومشروع أمة لتحقيق الهوية الإسلامية بتطبيق شرع الله، ثم ينتهي تحت ضربات الواقع إلى التسليم برفع العلم الذي صاغه مندوب الاستعمار الفرنسي هنري بونسو.
فقد أصدر المندوب السامي الفرنسي هنري بونسو المرسوم 3111 الذي أشار إلى أوصاف العلم في المادة الرابعة من الباب الأول على الشكل التالي:يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة (المادة الرابعة من الباب الأول من دستور سوريا عام 1930).. واعتمد كعلم رسمي للبلاد عندما نالت سوريا "استقلالها المزعوم" في 17 نيسان عام 1946م.
فالنحاس يطعن في قادة حركة الأحرار الذين استشهدوا ويلومهم بأنهم كانوا وراء التأخير في رفع علم فرنسا.
فهل الثورة ضد طاغوت الشام بشار الأسد قامت على أساس الخلاف في أن يتضمن العلم السوري نجمتين أو ثلاثة؟! وهل هذا هو مشروع الأمة الذي بذل قادة أحرار الشام دماءهم في سبيله؟!
أم أنها قامت لتحطيم قيود التبعية للاستعمار الغربي، ولاستئناف الحياة الإسلامية بتطبيق شرع الله في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتعود أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، تخرج الناس من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام، ومن جور الحضارة المادية المفلسة إلى عدل الإسلام؟
إن أقل ما يقال في العلم الفرنسي المزعوم هو أنه رمز لاتفاقية سايكس بيكو المشؤومة والتي قضت بضرب وحدة الأمة وتفتيتها بإنشاء الكيانات الوطنية العميلة التي قامت على أنقاض دولة الخلافة العثمانية، وقضت بتعطيل شرع الله واستبدال أحكام القانون المستورد من الغرب به، والذي يناقض عقيدة المسلمين وشريعتهم.
فهل مشروع أحرار الشام هو مراضاة قادة الغرب ليقبلوا بهم عملاء بديلا عن طاغية الشام بشار الأسد؟! ومهما تذرعوا بأن هذا العمل هو من قبيل الحنكة السياسية، وأنهم في الأخير لا يقبلون بغير شرع الله بديلا، فهذا مجرد "تكتيك"، فهم بهذا يناقضون قوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰحَتَّىٰتَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرا﴾
فلئن يثوبوا إلى رشدهم فهذا أحب إلينا وإلا فإن الله غني عنهم: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
* مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رأيك في الموضوع