أعلن مكتب العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2016م أن الهند قد ارتكبت 178 انتهاكًا لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بين البلدين على طول خط المراقبة الحدودي هذا العام؛ ما تسبب باستشهاد 19 مدنيًا وجرح ثمانين. لقد جاءت هذه التطورات في الوقت الذي زارت فيه مجموعة من (مراقبي الأمم المتحدة العسكريين في الهند وباكستان) خطَّ المراقبة بالقرب من كوتلي في أزاد كشمير. أيضًا اتهمت باكستان في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2016م ثمانية دبلوماسيين هنود بالتجسس والإرهاب، حيث اتهمتهم بتأجيج حالة الفوضى في إقليمي السند وبلوشستان في باكستان، فضلًا عن تخريب المشروع الاقتصادي الكبير ذي تكلفة 46 مليار دولار بين الصين وباكستان (فيما يُعرف بالممر الاقتصادي)، والذي يشتمل على مشاريع للنقل والبنية التحتية للطاقة لربط الصين مع الساحل الباكستاني على بحر العرب، كما واتهمت باكستان الثمانية بالتواصل مع فصائل طالبان الباكستانية والعمل معها على إلحاق الضرر بعلاقات باكستان مع أفغانستان. قبل اتهام الدبلوماسيين الهنود الثمانية بالتجسس، كشفت الهند عن أسماء أربعة دبلوماسيين باكستانيين في الهند اتهمتهم بالانتماء إلى أجهزة الاستخبارات الباكستانية.
منذ اندلاع الانتفاضة الأخيرة في كشمير المحتلة ضد وحشية الاحتلال الهندي بعد استشهاد (برهان واني) في الثامن من تموز/يوليو 2016م، تستخدم الهند كل الوسائل المتاحة لها لتحويل انتباه العالم عن سلوكها الوحشي، بما في ذلك توجيه الاتهامات لباكستان بالوقوف وراء الاضطرابات في كشمير، فبعد الهجوم على قاعدة عسكرية هندية في (أوري) في منطقة (بارامولا) في كشمير المحتلة في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر 2016م، والذي هلك فيه 17 جنديًا هنديًا، ادّعت الهند أن المهاجمين جاءوا من باكستان. وفي التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر 2016 أعلنت الهند أن قواتها قامت بضربة عسكرية داخل أزاد كشمير، والتي أنكرها الجيش الباكستاني بالرغم من استمرار الهند بإطلاق النار والقصف على طول خط السيطرة والحدود وقتل المسلمين الأبرياء والتسبب بالأضرار المادية التي لحقت بمواشيهم وممتلكاتهم. بعد كل هذا العدوان، يدّعي نظام رحيل/ نواز بأنه رد على العدوان بطريقة تليق مع إخماد صوت البنادق الهندية! إن كان كذلك فكيف لا تزال الهند تواصل عدوانها بل وتمارس المزيد من العنف والوحشية؟!
إن الواقع يؤكد أن نظام رحيل/ نواز لا يرد على العدوان الهندي بما يستحقه، لأن أسياد النظام في واشنطن لم يسمحوا له بالقيام بذلك، وبالفعل فقد أوعزت الولايات المتحدة لنظام رحيل/ نواز "بضبط النفس" وتبديد المخاوف الهندية بشأن "الإرهاب" عبر الحدود. ففي الثلاثين من أيلول/سبتمبر 2016م، في أعقاب هجوم (أوري)، حثّ البيت الأبيض إسلام أباد على ملاحقة جماعة (لشكر طيبة) وجماعة (جيش محمد) وفروعها.
لم يشهد المسلمون أي رد يليق بالعدوان الهندي على الرغم من امتلاك باكستان لقوات عسكرية ضخمة وجنود شجعان يمكنهم تحطيم مواقع الجيش الهندي التي قتلت المسلمين؛ وما زال المسلمون ينتظرون طرد الدبلوماسيين الهنود وتبنّي حالة الحرب مع الدولة الهندوسية المحاربة فعلا. بدلا من ذلك، يشهد المسلمون فقط ردود فعل بائسة بعد طرد الدبلوماسيين الباكستانيين من قبل الهند، بالتالي فإن هذه الاستجابات الضعيفة من قبل نظام رحيل/ نواز قد شجعت الهند على الاستمرار في عدوانها دون خوف من أي رد يردعها.
سواء أكانت باكستان تحكم بالديمقراطية المدنية أم بالديكتاتورية العسكرية، فإن الأنظمة الباكستانية الحالية لن تردّ أبدًا على العدوان الهندي باللغة التي تفهمها الهند. إن الخليفة الراشد القادم قريبًا بإذن الله، الحاكم الذي يحكم بالإسلام، هو من سيرد العدوان الهندي، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستقطع العلاقات مع الهند وتغلق بعثاتها الدبلوماسية في باكستان (وهي القواعد التي تنظم الأنشطة الإرهابية في باكستان)، وعلاوة على ذلك فإنه ستتم تعبئة قواتنا المسلحة لتحرير كشمير المحتلة والمسلمين من الاحتلال الهندي مصداقًا لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم وَأَخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾.
رأيك في الموضوع