منذ عام والحديث يزداد عن تحرير الموصل، وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث عنه وتناولته أطراف كثيرة، ولعل أهمها الاتصال الهاتفي بين حيدر العبادي ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث ناقشا مسألة تحرير الموصل باعتبارها من جهود مواصلة الحرب على تنظيم الدولة، وناقشا أيضا الحاجة الملحة للجهود الإنسانية وتحقيق الاستقرار لحملة الموصل وضرورة حشد الدعم الدولي للحملة.
من ناحية أخرى استقبل أسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون السفير الأمريكي ستيوارت جونز وممثل الرئيس الأمريكي بريت ماكفورت الذي قال إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم العراق وتوفير المصادر والموارد المطلوبة لمعركة تحرير الموصل، فيما أكد النجيفي على رفض مشاركة الحشد الشعبي في المعركة وذلك خشية تعرض المدنيين لكارثة إنسانية كما حصل في بيجي وتكريت ومدن محافظة الأنبار، وأصبح الحديث عن معركة تحرير الموصل مجالا للاتهامات بين مختلف الكوادر السياسية وعرضا للشروط والمزايدات، فهادي العامري أكد أن الحشد الشعبي سيشارك في المعركة وكذلك إبراهيم الجعفري، وأعلن أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي أن قاسم سليماني سيقود حملة تحرير الموصل، فيما رفضت ساجدة محمد المتحدثة باسم اتحاد القوى اشتراك قاسم سليماني.
أما مسعود البرزاني فتحدث عن مرحلة ما بعد التحرير وضرورة أن يكون للأكراد دور في حكم الموصل، وأن المناطق التي دخلتها البيشمركة في أطراف الموصل أصبحت خاضعة لإقليم كردستان، مما يعطي عمليا أن كردستان ابتلعت محافظة نينوى كلها ولم يتبق منها سوى مدينة الموصل والتي أيضا يرجو ابتلاعها.
ومن جانب الاستعدادات العسكرية نجد أن أمريكا ترسل بين فترة وأخرى أعدادا من الجنود كان آخرها 400 جندي وصلوا إلى قاعدة الكيارة الجوية من أصل 560 وعد أوباما بإرسالهم.
فيما يتم تعزيز القوات العراقية بين فترة وأخرى، علما أنها تتحرك ببطء صعودا من بيجي إلى الشرقاط والقيارة وأطراف الموصل لاقتحام الطوق على المدينة، علما أن العراق استلم عددا من طائرات F16 من أمريكا والتي ستساهم في المعركة حسب تصريحات المسؤولين العراقيين.
وبالرغم من التصريحات المختلفة والاستعدادات العسكرية من قبل الجيش العراقي والقوات الأمريكية والبيشمركة والحشد الشعبي والحشد العشائري إلا أن هناك مشاكل داخلية عصفت بالبلاد إثر فضيحة الفساد التي اتهم فيها وزير الدفاع خالد العبيدي كلا من رئيس البرلمان وبعض النواب والمسؤولين بالفساد مما أثر على الجهود والتغييرات لمعركة الموصل، وأن وزير الدفاع نفسه أصبح موقفه حرجا.
إن ما يهم أمريكا الآن هو تقليل دور تنظيم الدولة، ولذلك ساندت العراق ودعمته لتحرير مدن الأنبار والتي لم تكتمل لحد الآن بسبب الصراعات السياسية داخل العراق.
وتريد أمريكا استغلال تحرير الموصل لدعم العبادي الذي امتعض كثيرا بسبب عدم تمكنه من إجراء إصلاحات للقضاء على الفساد، وتحقيق مكاسب سياسية تدعم فيها حملة هيلاري كلينتون الرئاسية وأنها استطاعت فعلا دعم العراق لتحرير الموصل رغم مشاكله وخلافاته، لذلك نراها تستعجل في إرسال القوات والتعزيزات العسكرية وترسل طائرات F16 للعراق للمساهمة في دعم المعركة، ويبدو أن مهمة تنظيم الدولة في العراق قد شارفت على الانتهاء لتبقى محصورة بعد ذلك في سوريا التي ستكون نهايتها بعد إيجاد البديل الذي يخدم مصالح أمريكا في سوريا والذي لا يزال صعبا بسبب إصرار أهل سوريا المخلصين على عدم تسليم أعناقهم للكافر وعملائه من ائتلاف الفنادق.
إن مما يؤسف له أن أوضاع المسلمين أصبح الكافر المستعمر هو الذي يتحكم بها، ولذلك نراه يستخدم الطائفية لتفرقة المسلمين والاقتتال فيما بينهم، وكل ذلك بسبب غياب الراعي المخلص للمسلمين الذي يرعى شؤونهم بكتاب الله وسنة رسوله، ولكن عقيدة الإسلام الراسخة في نفوس المسلمين ستطيح بأحلام الكافر المستعمر وعملائه ولو بعد حين، فإن المارد المسلم الغيور الذي صحى من سباته لن يغمض عينيه بعد الآن. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
رأيك في الموضوع