بعد أسبوعين من تحشيد القوات، شن البيشمركة هجوماً فجر الخميس 12/11 على مدينة سنجار، وتم استعادتها بسهولة، حيث إن مقاتلي تنظيم الدولة كان لديهم الوقت الكافي للانسحاب من سنجار وكما فعلوا سابقاً عندما انسحبوا من تكريت قبل الهجوم عليها.
اشترك في الهجوم حوالي 7000 من البيشمركة ومليشيات من اليزيديين ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي، ودعمت قوات التحالف الهجوم بقصف جوي استهدف مركز قيادة ومواقع اتصالات التنظيم، وأعلن المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ستيف وارين يوم الخميس 12/ 11 وهو يوم الهجوم، أن هناك وجوداً لعسكريين أمريكيين مع القادة الأكراد في جبل سنجار. وتم التمهيد للهجوم بعمليات استغرقت شهراً استعادت فيها قوات البيشمركة مناطق واسعة شمال سنجار تمت فيها السيطرة على عدد من القرى، كما تمت السيطرة على الطريق السريع الذي يربط الموصل بالرقة.
واعتبر الأكراد تحرير سنجار من تنظيم الدولة حدثاً مهماً، حيث قام مسعود البرزاني بزيارة سنجار يوم الجمعة 13/11 وعقد مؤتمراً صحفياً أعلن فيه عن تحرير سنجار معتبراً هذا العمل مقدمة لتحرير الموصل والأنبار.
وتتوسط سنجار المسافة بين الموصل ومَنفذ ربيعة الحدودي الذي يربط الموصل بالرقة في سوريا، وهو خط الإمداد الرئيسي الذي يستخدمه التنظيم لنقل المعدات والأسلحة والمواد الغذائية بين البلدين.
إن سرعة السيطرة على سنجار ومن قبلها تكريت يعود إلى أن مسلحي التنظيم قد انسحبوا بأعداد كبيرة قبل الهجوم مما سهل استعادتها، والواضح في الأمر أن أمريكا هي التي قامت بالتخطيط والتوجيه للعملية من خلال العسكريين الأمريكيين الموجودين مع القوات الكردية في سنجار، وأن الحكومة العراقية المركزية لا دخل لها في العملية. أما الحديث عن تحرير الموصل والأنبار فواضح أيضاً أن الحكومة المركزية غير جادة وليس لديها أي خطط للقيام بتحريرهما وخاصة الموصل، حيث ذكر أكثر من مسؤول عراقي أنه لا توجد خطط لتحريرها، أما الرمادي فما زالت عمليات الكر والفر دائرة فيها دون جدوى مما يدل على أن الأمر مرتبط بسياسة أمريكا، وأنها هي من يقرر متى يتم تحرير أي مدينة من تنظيم الدولة وكيف، وأن تحرير سنجار قد تم قبل الرمادي ومناطق الأنبار وذلك لأهميتها الاستراتيجية حيث إنها تربط بين الموصل والرقة، والحديث الذي يجري للتغيير وتهيئة البديل في سوريا قد عجل من الأمر لقطع طريق الإمداد الرئيسي الذي يربط المدينتين المهمتين للتنظيم.
من كل ذلك يتبين أن مصائب المسلمين في بلدانهم سببها أن زمام الأمور ليست بيد أهلها وإنما بيد الكافر المستعمر ومن نَصبه علينا، ولذلك لا يملك هؤلاء الحكام الرويبضات من الأمر شيئاً، وأنه أصبح واضحاً أن أمريكا معنية بإطالة عمر تنظيم الدولة وهي التي تقرر متى يتم إدخاله ومتى يتم إخراجه من أي مدينة وحسب مصالحها.
إن تدخل أمريكا في العراق بهذا الشكل جعل العراق يُدار من قبل مراكز قوى متعددة تتصارع فيما بينها للحصول على مكاسب شخصية أو حزبية أو طائفية على حساب مصلحة الناس وأمنهم، لذلك فقدت الحكومة المركزية السيطرة على زمام الأمور وأصبحت المليشيات هي التي تتحكم في البلاد، ما أدى إلى تدمير المدن وتهجير الناس وقتلهم واعتقالهم وسرقة ممتلكاتهم من مليشيات لا يوجد من يردعها، واضطر الناس بسبب ذلك إلى ترك ديارهم والهجرة إلى بلاد الغرب رغم ما يعترضهم من أخطار التهديد والغرق والمرض.
إن العراق وكل بلاد المسلمين لا حل لها إلا بالتخلص من هؤلاء الرويبضات الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ويتبعون أسيادهم الكفار الذين عاثوا فساداً ونهبوا البلاد وفرقوا العباد، وإن خلاصهم هو بالعمل للحكم بما أنزل الله وذلك بالالتفاف حول حملة الدعوة والعمل معهم وتغيير حالهم تغييراً انقلابياً، فلا يكفي الترقيع والإصلاح وتغيير الأشخاص، وإنما تغيير النظام من نظام كفر إلى نظام خلافة على منهاج النبوة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]
رأيك في الموضوع