تعقيبا على أحداث الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة جاء في تعليق المهندس أسامة الثويني من دائرة الإعلام في ولاية الكويت الذي كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: لقد أصاب كيان يهود الغاصب السعار والجنون، خاصة بعد اغتياله قادات حزب إيران في لبنان، وشعر نتنياهو بالزهو، فصار يهدد يمنة ويسرة، ويؤكد أنه "لا يوجد مكان في إيران أو الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع (إسرائيل) الطويلة"، وأنه يريد تغيير خارطة الشرق الأوسط. وها هو يكاد يكمل سنة كاملة على مجازر غزة، ويخطط لغزو لبنان بعد جولة من القصف الجوي المتوحش. إلا أن كيان يهود لم يكد ينتشي بإنجازاته حتى أمطرته إيران بعشرات الصواريخ، وفي الليلة نفسها قام شابان من مدينة الخليل بعملية جهادية بطولية أدت إلى مقتل 7 يهود وإصابة 16 آخرين بعضهم جراحه خطيرة.
وتابع الثويني: وفي المقابل، لم تخيّب الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين ظننا فيها:
فالنظام الأردني شارك بشكل نشط في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
وقطع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قول كل خطيب، حينما تكلم قبيل أيام نيابةَ عن أنظمة 57 دولة في البلاد الإسلامية أنهم جميعاً على استعداد لحفظ أمن الكيان الغاصب إن هو قام بكذا وكذا.
وهكذا تتبدى أمام أنظارنا الحقيقة؛ كيان قذر تحميه أمريكا والغرب بشكل عام، وترفضه الأمة وتمقته، والأنظمة بالطبع مع أمريكا؛ ما تزال متمسكة بالتطبيع أو سائرة وراغبة فيه.
هذه المعادلة يجب أن تتغير جذرياً، فتواجه أمة الإسلام الكيان الغاصب، تحت قيادة مخلصة؛ خليفة راشد يتحقق فيه قوله ﷺ «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». نظام شرعي وليس قومياً، نظام يلتزم شرع الله وليس شرعة دولية طاغوتية، نظام يحقق مواجهة عقيدة الإسلام وعقيدة الكفر؛ يتواجه ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾ مقابل ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾، حينئذ نرى بإذنه تعالى مصداق قوله عز وجل ﴿وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾.
وإلا فكيف يُتصور تحقق خطاب الجماعة ﴿يُقَاتِلُوكُمْ﴾ وأمة الإسلام متفرقة أيادي سبأ وتحت حكم من لا يريد القتال أصلاً؟!
رأيك في الموضوع