أعلنت صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة الفرنسية إعادة نشر رسوم الكاريكاتور للنبي محمد ﷺ، في نفس يوم بداية محاكمة شركاء الجهاديين الذين نفذوا الاعتداء الذي أوقع 12 قتيلا من هيئة تحريرها في باريس في 7 كانون الثاني/يناير 2015م.
يقول الحق تبارك وتعالى ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ...﴾.
أجل، كل هذا الحقد على الإسلام ونبي الإسلام، وكل هذا القتل المثخن في المسلمين في كل مكان، وكل هذا الهجوم على بلاد المسلمين ونهب ثرواتهم، وكل هذا العداء السافر لله ولرسوله وللمؤمنين، كل هذا وغيره من أجل منع عودة الإسلام إلى واقع الحياة، ومن أجل إحباط محاولات الأمة الإسلامية الجادة لإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، كل هذا وغيره من أجل الصد عن سبيل الله، وإبقاء العالم بأسره خاضعا لسلطان الرأسمالية الجشعة، ومن أجل نصرة الشر وقتل بذرة الخير في الناس.
ونقول للقائمين على تلك الصحيفة الساخرة: هذه بضاعتكم ردت إليكم، ونزيدكم بأن الأمة الإسلامية مصممة أكثر من أي وقت مضى على استرداد مفقوداتها، ومحاسبة لصوص السياسة، مصداقا لقول النبي ﷺ الذي أخرجه البخاري عن عدي بن حاتم قال: «بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: يَا عَدِيُّ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ. قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ؟ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى. قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ. وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَداً يَقْبَلُهُ مِنْهُ. وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولاً فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالاً وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ. قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ. قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ».
ونذكر الغرب قاطبة، كيف كانت عاقبة الفرس الذين مزقوا رسالة رسول الله ﷺ فمزق الله ملكهم، ونقول لكم إن حربكم على الإسلام وإيذاءكم لنبي الإسلام ستكون عاقبته خزياً في الدنيا ولا أقلّ من رفع راية العقاب فوق مبنى الفاتيكان وفتح روما، رداً يليق برسولنا وحبيبنا ﷺ، وأما في الآخرة فذوقوا العذاب العظيم.
وختاما نقول للساخرين ومن خلفهم: على رسلكم، نحن أبناء أمة محمد ﷺ لن ننسى من أساؤوا لنبينا وديننا وكتابنا ولن يكون جزاؤهم بعيداً عن جزاء من أساؤوا للإسلام.
وخاتمة الختام، نبشركم نحن اليوم على أعتاب استرداد سلطاننا، وسنغير نظام العالم كله، وننشر الإسلام في ربوع العالم وسيعرف كل الناس فضل ومكانة محمد ﷺ؛ هذا النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين، أرسله الله بالحق شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وسيدخل الناس في دين الله أفواجاً ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً﴾ يومها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
رأيك في الموضوع